سطور
موضة جديدة أطلقت من قبل شاعر لا أشك في موهبته وشاعريته الهائلة إلا أنه غاب كثيراً عن الساحة الأدبية ليعود إلينا بعد ذلك بتقليعة جديدة هي صعوده على منبر المراكز الثقافية والجمعيات الأدبية ليبدأ بشرح مضمون كل قصيدة لم يلقها بعد وسيقرؤها بعد قليل على الجمهور .و التقليعة لم تبق خاصة فيه وحده بل اتبعها كل شاعر لتصبح من التقليد المتعارف عليه ومع أني كتبت كثيراً عن هذا الأمر أثناء قيامي بالمتابعة والتغطية الصحفية لأية أمسية أو ظهرية شعرية.حيث بات كل أديب خصوصاً الشعراء .. شعراء هذه الأيام حصرياً يقدم فكرة شاملة كاملة عن القصيدة وكيف كتبت؟ و أين؟ ومن كان الملهم أو الملهمة؟ أوالسبب و المسبب ؟.ولم يكتفوا بذلك بل بين كل قصيدة وقصيدة ومع كل جرعة ماء يتبادلون الحديث و الضحكات مع الجمهور الحاضر والذي أغلبه من المعارف والمقربين لتصبح الأمسية وكأنها جلسة دردشة في مقهى تقدم فيه المشروبات مع النارجيلة .السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا يقوم الأديب بشرح قصة حياة القصيدة لكل جمهور يحضر الأماسي التي يشارك فيها ؟! , و لماذا لا يترك مهمة السبر في أغوار القصيدة و اكتشاف محتواها للمتلقي المستمع بحيث يمنع عليه متعة الاستمتاع والمفاجأة بالنص خصوصاً إن كان نصاً شعرياً جميلاً وحقيقياً .فمثلاً قصيدة (نجوى) يقف شاعرنا مخترع هذه العادة بعد أن يشرب كأساً من الماء أو كأسين ويبدأ بشرح معنى النجوى .. و نجوى .. ونجاة و الناجي و المناجون ثم إذا ما تعثر قليلاً (( نطَ )) له أحد المستمعين في القاعة ورشقه بمعنىً جديد لقصيدته التي يصفق الشاعر له على (( فهلوية )) هذا المستمع ونباهته و هكذا تهيج الصالة و تموج ويبدأ الهرج و المرج والكرج وشرب الماء و القهوة المر ثم بعد قليل تدور شاي (( الطلا)) على الحاضرين و تنتهي الندوة بين شدٍ و لطمٍ و بكاء على أحبةٍ كانوا ثم رحلوا ثم صاروا قصيدةً عند الشعراء .هذا يا أحبتي غيضٌ من فيض مما يحدث في بعض الأمسيات الأدبية و الشعرية فلا يقف الأمر عند الشعراء بل يتعداه إلى بعض الشاعرات و الشويعرات و كأنهم إذا ما قصَوا علينا سيرة قصائدهم و تاريخها يكتسبون بذلك مصداقيةً وتمايزاً على غيرهن و هذا ما يعني أن زمن الشعر قد ولىَ[c1]* كاتبة سورية[/c]