أ / مهدي محمد العبريأخصائي نفسي بدار التوجيه الاجتماعي أن ماتشكله الطفولة من أهمية بالغة في رفد البلد بكوادر شابة تستطيع أن تنطلق بالبلد في كافة مجالات التنمية خصوصاً وأن مجتمعنا ثري بالشباب إلاّ أن المصيبة هي في إنحراف الاحداث فمن المسؤول عن هذا الانحراف وما أسبابه ومن الذي دفع الطفل الى إرتكاب هذا الجرم؟إن من يرى حال ووضع هؤلاء الاطفال الابرياء وكيفية إنحرافهم ليرى أن لها عدة أسباب أهمها :1- تدهور المستوى الاقتصادي لأسرة الحدث ولعل الفقر هو أهم العناصر في الانحراف حيث أن الطفل يريد أن يحصل على مأكل ومشرب ومسكن وملبس ومأمن بالاضافة الى أن الطفل يريد أن يشبع حاجاته الفيسولوجية والنفسية وإلاّ فإنه يبحث عن مختلف الطرق لإشباع هذه الحاجات بعيداً عن كيفيته وهل في مرغوبه أو محظورة لأن الطفل في مرحلة طفولته المتوسطة الى مراهقته يبحث عن إشباعاته الخاصة ناهيك عن ماتشكله البطالة لأحد والديه أو أفراد أسرته من عامل إحباط لدى الطفل فيندفع الطفل الى أي عمل لتأكيد الذات وتحمل أعباء الاسرة وتقديم كل غالي ورخيص من أجل كسب الرزق ولعل التسول الشائع هو أحد نتائج البطالة والفقر وغيرها من الظروف الاقتصادية.2- المستوى الاجتماعي لأسرة الحدث :ويندرج تحت هذا البند التفكك الاسري إذ أن مايلعبه الوالدين من أداة ضبط وتربية للطفل في الاسرة تقوم سلوكه على أساس تنشئة سليمة وذلك بإتباع أفضل الأساليب التربوية البعيدة عن العنف أو الاهمال وإتباع الوسطية في التعامل لا إفراط ولاتفريط ما أن إنفصال أحد الوالدين على الطفل خصوصاً في طفولته يشكل أزمة نفسية شديدة على الطفل تحرمه الحب والحنان والعطف والذي يظل يبحث عنهم الى آخر مراحل عمره .3- جماعات الرفاق :وهذا العنصر مهم جداً في الانحراف او الحد منه وذلك من خلال الاصدقاء او الرفقاء الذين يجالسهم الطفل فإن كانت الجماعة منحرفة شجعت الطفل على الانحراف وإن كانت ملتزمة شجعته على الالتزام ولعل لنا في حديث رسول الله صلى عليه وسلم لحكمة بالغة : " الجليس الصالح وجليس السؤ كحامل المسك ونافخ الكير...".وفي مرحلة بداية المراهقة وخلال فترة الطفولة الوسطى (7-12) يجب على أولياء الامور أن يضطلعوا بدور كبير في إنتقاء أفضل الاصدقاء لابنائهم تبعاً لمعايير العمر، الالتزام ، الاخلاق ..4- تعدد السلطة الضابطة :إن التربية القائمة على أساس العشوائية وعدم توزيع الادوار بين الاب والام لتنشئة الطفل يشعر بالتشتت بين معاملة أبيه الحازمة ومعاملة أمه الرقيقة وقد يشعر بالثورة نحو أبيه او العكس لكن لما تكون التربية منسقة فأب يعاقب وأم توجه أو العكس وبما يصلح الطفل ويشعره بأهميته وإنهم مستعدون لتقديم كل مايسعده إذا أتبع النهج الصحيح .3- المدرسة :تحتل المدرسة دور مهم وأساس في تربية الاطفال التربية الحسنة ولها دور مكمل لدور الاسرة في التعليم وإكتساب السلوك الحسن والتوعية بخطورة الجرائم التي قد يلقى مصائدها الاطفال ولذلك يجب على المدرسة التوعية بمخاطر الانجرار وراء الافكار والسلوكيات الهدامة كما يجب على المدرسة عدم المقارنة بين الطلاب بما لايشعر الطفل بالاحباط تجاه أقرانه نتيجة لأنه أدنى منهم مستوى اقتصادي أو ثقافي أو طبقي أو غيرها .4- وسائل الاعلام والثقافة : يجب على وسائل الاعلام أن يكون لها دور تنويري وزن تخصص مساحات إعلامية تعني بالطفل وأن يكون برامجها متناسقة مع عمر الطفل وثقافته ومن المعالجات المناسبة :1- العمل على إشباع حاجات الطفل الفسيولوجية والنفسية .2- دعم الاسر التي تعاني عوزاً إقتصادياً بتخصيص مكافئات تغطي الحد الادنى للفقر .3- ملاحقة العصابات التي تحاول أن تجر الاطفال وراءها والعمل على تفكيكها وتشديد الرقابة .4- الحد من ظاهرة التسول بالتوسع بإنشاء دور الرعاية واستيعاب الاطفال المشددين من أسرهم او مفككي الاسر وعدم إطلاق سراحهم إلاّ بعد أن يتم تشغيلهم وتثبيتهم في عم ما بما يحد من ظاهرة الانحراف وهذا يتطلب من المؤسسات الحكومية توفير ذلك .5- تكامل الادوار التربوية والتوجيهية بين الاسرة ، المدرسة ، الاعلام بما يصلح الحدث .6- التوسع بإنشاء المعاهد الفنية والتقنية بما يلحق الاطفال او الشباب الذي لم يكملوا الثانوية بها .. وتوزيع الطلاب فيها تبعاً لميولهم وقدراتهم مع تكفل هذه المعاهد بتوزيعهم الى سوق العمل .7- قيام الخطباء والمرشدين ووسائل الاعلام بالتوعية المستمرة للحد من ظاهرة الانحراف وإدراك أهمية الطفولة وكيفية رعايتها الرعاية السليمة بما يعود بالنفع على المجتمع .
جنوح الأحداث .. الأسباب والمعالجات
أخبار متعلقة