بكين/وكالات: دافعت الصين عن تجارتها النفطية المزدهرة مع إفريقيا وقالت انه ينبغي لأوروبا والولايات المتحدة الالتفات الى نشاطهما في القارة قبل انتقاد بكين.وللصين استثمارات نفطية ضخمة في السودان وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان نشاط الصين هناك يعوق الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب الأهلية والفظائع التي ترتكب في دارفور.ويأتي أكثر من ثلث واردات الصين من النفط الخام من إفريقيا بينما تمثل انجولا أكبر مصدر في القارة لواردات النفط الصينية.وقال وزير التجارة الصيني بو شيلاي في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات البرلمان الصيني “إن ما فعلته الصين من اجل إفريقيا ينبع من مشاعر صادقة ومن صداقة من أعماق القلب تطورت خلال العقود الماضية ولكنني سمعت بعض الانتقادات.”ومضى قائلا “من الانتقادات المهمة أن الصين تأخذ نفطا من افريقيا ولكن وفقا للاحصاءات ففي العام الماضي اخذت الصين 8.7 بالمئة من إجمالي صادرات النفط الإفريقية بينما أخذت أوروبا 36 بالمائة والولايات المتحدة 33 بالمائة.”وتساءل بو قائلا “اذا كان استيراد 8.7 بالمائة يعني استغلالا فماذا عن 36 بالمائة و 32 بالمائة..”وقد جعلت الصين افريقيا هدفا رئيسيا في نشاطها الدبلوماسي حيث تسعى للوصول الى موارد للطاقة والثروات الطبيعية في القارة لتغذية الاقتصاد الصيني الذي يشهد نموا سريعا فضلا عن المكاسب الإستراتيجية المتمثلة في مساندة 53 دولة افريقية للصين في الامم المتحدة.وعرض الرئيس الصيني هو جين تاو على افريقيا خمسة مليارات دولار في صورة قروض واتئمانات خلال قمة صينية افريقية عقدت في الصين العام الماضي.وأعلن هو قبل جولة افريقية في الشهر الماضي أن الصين ستقدم ثلاثة مليارات دولار في صورة ائتمانات بأسعار فائدة تفضيلية على مدى ثلاث سنوات كما ستضاعف المساعدات والقروض الحسنة لدول القارة.وشملت جولة هو في ثماني دول زيارة للسودان حيث عرض قرضا حسنا بقيمة 100 مليون يوان (12.9 مليون دولار) لبناء قصر رئاسي جديد كما شطب ما يصل الى 70 مليون دولار من الديون السودانية للصين. إلى ذلك تعهدت الصين أمس الاثنين بمواصلة الإصلاح المالي واسع النطاق في عام 2007 ولكن قالت انه ما من وسيلة سريعة لخفض الفائض التجاري القياسي.قال جو شياو شوان محافظ البنك المركزي إن الصين ستواصل الإصلاحات في مجالات من بينها نظام أسعار الصرف وأسعار الفائدة وسوق الذهب.وفي بيان موسع تبعه مؤتمر صحفي رسم جو الخطوط العامة لنوعية برنامج الاصلاح القائم على اقتصاد السوق الذي حث وزير الخزانة الامريكي هنري بولسون الصين على تطبيقه خلال كلمة ألقاها في شنغهاي يوم الخميس الماضي.ولكن فيما يتصل بقضية الفائض التجاري للصين التي تثير اصواتا مطالبة بالحماية التجارية في الولايات المتحدة قال جو ان الحل يكمن في إصلاحات هيكلية عميقة لا يمكن أن تؤتي ثمارها بين عشية وضحاها.وكما لو كانت تريد تأكيد وجهة نظره أعلنت الصين لاحقا فائضا تجاريا في فبراير شباط قدره 23.76 مليار دولار وهو ما يزيد ثلاث مرات عن المتوقع ويمثل ثاني أكبر فائض شهري على الإطلاق.وبذلك يرتفع الفائض في 12 شهرا الى مستوى قياسي عند 205.2 مليار دولار مقارنة مع 183.9 مليار دولار في يناير كانون الثاني مما يعزز موقف المنتقدين في الولايات المتحدة الذين يقولون ان الصين تحقق مكاسب تجارية غير عادلة من خلال ابقاء قيمة عملتها منخفضة بشكل مصطنع.وأظهرت بيانات أولية نشرت على الموقع الرسمي لادارة الجمارك على الانترنت أن واردات الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم في أول شهرين من العام الجاري بلغت 25.79 مليون طن بارتفاع 5.7 في المئة عن الفترة المقابلة من العام الماضي.ولم يرد بالبيانات رقم للمقارنة فيما يخص شهر فبراير وحده الذي بلغت فيه الواردات 12.1 مليون طن. وأظهرت بيانات نشرت سابقا أن واردات شهر فبراير 2006 بلغت 11.17 مليون طن.على صعيد اخر أفادت أنباء صينية أن هيئة وكالة الفضاء بصدد إطلاق أول قمر صناعي لدراسة الفلك والمشاركة في مشاريع مشتركة مع كل من روسيا وفرنسا، وذلك في إطار برنامجها الفضائي.ومن المقرر أن يطلق القمر الصناعي في العام 2010، وسيحمل “مرصداً فلكياً يعمل بالأشعة تحت الحمراء” تم تطويره على أيدي علماء صينيين وذلك لدراسة الثقوب السوداء وغيرها من الظواهر الفلكية.من جهة أخرى، أعلنت الصين أنها ستشارك في مشروع روسي لإرسال مركبة فضائية غير مأهولة إلى قمر المريخ “فوبوس” بهدف جلب عينة من تربته.من جهة اخرى يتوقع دخول الصين إلى قطاع صناعة الطائرات التجارية بحلول عام 2020 مما يشكل منافسة قوية للشركتين الرئيسيتين في مجال صناعة الطائرات التجارية، “بوينغ” الأمريكية و”أيرباص” الأوروبية.ويتنامى طموح الصين لدخول سوق الطائرات التجارية إثر تطوير أول طائرة ركاب متوسطة الحجم من طراز ARJ-21، يتوقع دخولها الخدمة العام المقبل.كما تتزايد تطلعات حكومة بكين للاستحواذ على شريحة من سوق صناعة الطائرات التجارية مع التوقعات بشراء الصين 2230 طائرة جديدة.ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا” عن ليو داكسيانغ، من “مؤسسة صناعة الطيران المدني الصينية” إن الخطوة تعكس النمو القوي للاقتصاد بجانب التقدم التقني وتأسيس قاعدة صناعية قوية في الصين.وعلق المسؤول، وهو نائب رئيس قسم التنمية التقنية والعلوم بالمؤسسة قائلاً “نحن مؤهلون، وعلى نحو، لصناعة الطائرات الكبيرة.”وفيما تعثر طموح الصين نحو دخول قطاع صناعة الطائرات لعدة عقود، يرى الخبراء أنها اكتسبت مهارات تقنية قوية من بناء قطع الغيار للمصنعين الأجانب، وأن الاتفاق لإقامة مصنع لأيرباص هناك لتجميع طائرة A320 المتوسطة الحجم، سيمنحها دفعة قوية في هذا الاتجاه.وحددت الصين، في وقت سابق، هدف إكمال تصميم طائرة تجارية كبيرة بحلول العام 2010، كما أنها تصبو إلى صناعة محركات الطائرة محلياً.ونبه المحلل الاقتصادي من “مركز الطيران المدني آسيا الباسفيك”، ريتشارد بينكهام إلى المنافسة الشرسة التي ستواجه الطائرات التجارية الصينية في الأسواق العالمية.وأشار قائلاً في هذا السياق “عليهم مواجهة بعض من المنافسة الجادة فيما يتعلق بالأسعار قبيل إقناع شركات الطيران الكبرى بطائراتهم.”وسبق عملاق صناعة الطائرات الأمريكي، “بوينغ”، خصمها الأوروبي “أيرباص” في دخول سوق الصين، حيث باعت، ومنذ عام 1972، ما يزيد عن 700 طائرة منها 60 طلبية لطائرة “787 دريملاينز” الجديدة، واشترت الصين نحو 100 طائرة من “أيرباص” من بينهما خمس من A380 العملاقة.يشار أن الصين تخلت في فترة السبعينات عن مشروع بناء طائرات كبيرة، إلا أنها أصبحت خلال السنوات الأخيرة من أكبر مصنعي قطع غيار “بوينغ” و”أيرباص.”
الصين: ينبغي لأوروبا وأمريكا الالتفات الى نشاطهما في القارة قبل انتقادنا
أخبار متعلقة