حدث وحديث
تابعنا بكل فرح وغبطة خبر فوز اليمن بشهادة أفضل عمل إحصائي في العاصمة الأردنية على هامش انعقاد المؤتمر الإحصائي العربي, وبقدر الفرحة والسرور شعرت بالحزن والاكتئاب هل فعلاً يطلع صناع القرار وقيادات الوزارات والمؤسسات والقطاعات والمدراء على إحصائيات مرافقهم أو الإحصائيات الرسمية لتقييم ومتابعة إنجازات مرافقهم أو مؤسساتهم, لأنه بالإحصاء فقط يمكن لنا استشعار مواطن القوة والضعف وتحديد الاحتياجات من الكوادر والإمكانيات والتخطيط المستقبلي لأي مشاريع أو تأهيل أو توظيف عمال جدد أو عمل المناقصات بطلب الأجهزة أو المواد لتحسين وتيرة العمل والإنتاج.ولكن هل فعلاً نقرأ ونحلل هذه الأرقام ونفهمها؟! لأنه وبالعودة لبعض التقارير الإحصائية مثلاً في قطاع الصحة في م/عدن, يفاجئنا بأرقام ونسب رسمية تقول إن “نسبة شغل السرير والذي يعني عدد أيام السنة التي يقضي فيها المريض في المستشفى وحددت النسبة – ويا للمفاجأة – إنها فقط (40%) في الوقت الذي نسمع أن هناك مشاريع بناء واستحداث مرافق صحية جديدة ومستشفيات جديدة فإذا كانت الإحصائيات صحيحة والأرقام مضبوطة فكيف إذاً قمنا بالتخطيط لبناء مرافق جديدة في الوقت الذي تقول الإحصائيات عكس ذلك وإننا ليس بحاجة لذلك إننا وبعد هذا التكريم وهذا الاعتراف المشرف يجب علينا وبصدق يا صناع القرار ويا قيادتنا السياسية أن نهتم فعلاً وأن نستفيد وأن نعكس الإحصائيات في خططنا وبرامجنا ومشاريعنا وتحديد احتياجاتنا وأولوياتنا.وهل يعلم صانعو القرار في وزارتي التربية والصحة أن هناك أزمة قادمة نتيجة لعدم وضع الآليات والخطط الوظيفية لاستيعاب وتوظيف الكوادر وبأعداد تتناسب مع كشوفات وإعداد المتقاعدين خلال الخمس سنوات القادمة.إن بناء الإنسان وإعداد الكوادر واستمرار عمليات التأهيل حتى أثناء الخدمة لهي كفيلة بتحسين الأداء وأنه باستخدام التقنيات والحاسوب سنختصر كثيراً من الجهد والمال والأيدي العاملة ونقضي على البطالة المقنعة.وكنت أتمنى من الجهاز المركزي للإحصاء أو فروعه بعمل كشوفات إحصائية بإعداد الكوادر وحملة الشهادات الجامعية أو العليا وما هي التخصصات والمؤهلات التي يحملونها, وما هي أهم التخصصات والعلوم التي لازلنا بحاجة لمن يدرسها ويزداد أعداد المختصين فيها حتى لا نفاجأ أنه في هذه السنوات والعدد الهائل من الكوادر لا زالت بعض التخصصات الهامة غائبة أو تكون أعداد كوادرها قليلة ونادرة, والسعي بالجامعات والتعليم العالي والخدمة المدنية الى تقديم الامتيازات والتسهيلات لدراستها والتخصص فيها وتخصيص أعداد وظيفية كافية لاستيعابهم في مرافق العمل والإنتاج ,كما أنه أصبح من المهم جداً في ظل سعي واهتمام فخامة الأخ الرئيس أن تعد كشوفات بالقياديين والمدراء والمسؤولين والشهادات والمؤهلات التي يحملونها وربط اشلترقي والتدرج فقط بالمؤهل وتطوير القدرات الإدارية والتخصصية والخروج من دوامة الوساطة “والعائلة” والقبيلة.. فالدين لله والوطن للجميع.والله من وراء القصد.