بمناسبة أعياد الثورة اليمنية شخصيات اجتماعية وسياسية لـ ( 14 اكتوبر ):
صنعاء/ استطلاع / سمير الصلوي الاحتفال بعيد الـ “14” من أكتوبر هو احتفال بدخول اليمن عصراً وعهداً جديدين والانطلاق إلى عالم الحرية والوحدة والديمقراطية التي ناضل أبناء اليمن سنوات من أجل الوصول إليها وضحوا بدمائهم رخيصة في سبيل تحقيقها وكان للالتفاف والتلاحم الجماهيري الشعبي من جميع أبناء الوطن شمالاً وجنوباً أن حقق الحلم الوطني الكبير بدحر الاستعمار والإمامة والمضي لتحقيق الوحدة الوطنية التي ناضل في سبيلها الثوار الأحرار شمالاً وجنوباً وسطروا أروع التضحيات بدمائهم في أرجاء الوطن لإدراكهم أن الوطن وطن الجميع وأن عزة أبناء اليمن لن تكون بالتشطير والتشرذم وإنما بالقوة والتكاتف.صحيفة “14 أكتوبر” وبهذه المناسبة التقت بعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وكانت الحصيلة في الآتي:[c1]واحدية الثورة واحدية الإنسان[/c]الدكتور/ عمر عبد العزيز كاتب وناقد سياسي تحدث عن واحدية الثورة اليمنية وأهمية الاصطفاف الوطني بقوله: بداية أهنئ أبناء الشعب اليمني بأعيادهم الوطنية وأهنئ صحيفة “14” أكتوبر وجميع العاملين فيها بمناسبة التحديثات التي جرت فيها وبمناسبة المطابع الجديدة التي ستحدث نقلة نوعية حقيقية وستعيد لهذه الصحيفة رونقها بعد التطور الملحوظ الذي اختطته خلال السنوات الأخيرة. وواحدية الثورة اليمنية هي تعبير عن واحدية الإنسان اليمني بالمعنى التاريخي والجغرافي وبمعنى الهوية، وهذه الواحدية ليست أمراً مرصوداً فقط بمعنى الثورتين “14” أكتوبر و”26” سبتمبر بل بمعنى المكان والزمان ولهذا السبب تمثل هذه الواحدية حاضراً في كل الأحوال حتى في عهود ما قبل الثورتين كان هناك توق للوحدة اليمنية وكانت الأولويات القائمة في شمال الوطن وجنوبه تتعلق بالنماذج السياسية وليست بوحدة الشعب وهويته وواحديته ولهذا السبب كانت ثورتا سبتمبر وأكتوبر تمثلان ـ بكل ما في الكلمة من معنى ـ هذا المعنى في واحدية الخيار والاختيار وفي تفاعل كامل القوى الوطنية في الساحة في هذا الفعل، فأيام الحصار في صنعاء كان هناك حضور يمني كامل وما حدث من فعل تحولي كبير في اليمن الجنوبي سابقاً كان له علاقة بكل المرئيات المتعلقة بالمسألة اليمنية فالحركة الوطنية والسياسية اليمنية قامت على هذا الأساس في كل مكان ولم تكن تعرف أي نوع من أنواع التمييز الشطري والإقليمي بين الأفراد والحقيقة التاريخية والموضوعية تقول بهذا الكلام وما عدا ذلك في تقديري الشخصي لا معنى له وهو كلام لا يعبر عن هذه الحقيقة التاريخية الموضوعية، ومن هذه الزاوية فإن خيار الوحدة والتنوع هو الخيار الصحيح وهي الحاضن الكبير للأنساق الثقافية والتنوع ولقابلية تفعيل الحكم المحلي واللامركزية المالية والإدارية والبنيوية التنفيذية وهي المعنى الذي فيه يتعاظم اليمن ويصبح فعالاً.والوحدة هي الخيار الإستراتيجي الذي يوازي تماماً هوية المكان والزمان والإنسان ولهذا السبب كل المرئيات المتعلقة بأمر الوحدة تعني ببساطة شديدة إصلاح الحال من خلال تفعيل كل الأدبيات المتعلقة بالحكم المحلي واسع الصلاحيات وإعطاء الأفضليات التنموية للأقاليم المختلفة، المباراة الحرة بين الأنساق الاقتصادية والاستثمارية في الأقاليم المختلفة، وهذه المسألة تنتزع بلوة الفقر، فكل التداعيات غير الطبيعية وغير الإيجابية هي نابعة من بيئة الفقر وبيئة الإحباطات والمظالم، وأعتقد أن التنمية الأفقية وتفعيل الحكم المحلي وإعطاء صلاحية واسعة النطاق وشاملة للمحافظات المختلفة كفيل تماماً خلال فترة قياسية بمغالبة الفقر والقضاء عليه وعندها لن نسمع أي صوت نشاز يدعو إلى الطائفية أو الشطرية أو القبائلية العشائرية.أما أهمية الاصطفاف الوطني فأعتقد أن كل العقول النيرة وكل من يعرفون معنى التاريخ والجغرافيا في هذا البلد وكل من كانوا في معترك العمل السياسي منذ قيام الثورة يعرفون أن الكيمياء السحرية لليمن هو أن يكون يمناً كبيراً وموحداً ومتنوعاً، فالأمر أننا أمام جملة من القضايا التي يمكن أن تزحزح وتحلحل ويمكن من خلال التشاور ومن خلال مساعدة السلطة والدولة أن نعمل على تخفيف هذه المشاكل وأن لا نفتقد للأدبيات السياسية التي تدعو إلى الإصلاح ولابد أن تتفاعل الأجهزة من خلال منظومة الصلاحيات الإدارية والمالية ومنظومة المسائل المتعلقة بالذمة الإدارية والمالية العامة في البلد وهذه المسألة هي الكفيلة بأن تسمح لنا بالانزياح إلى فضاء التنمية الشاملة وتختفي الظواهر السلبية.وفي هذه الحالة ستتحقق المواطنة كهوية تتجاوز كل الأنساق التاريخية المتخلفة، والمواطنة كهوية تعني حق المشاركة للجميع والتساوي في الحقوق والواجبات والمباراة الحرة للعقول والقلوب والقدرات والتخلي من دون أسف عن كامل الأنساق المرائبية الضيقة الموروثة من الماضي غير الإيجابي انتصاراً للمستقبل وانتصاراً لمعنى الهوية في إطار المواطنة ومعنى الحرية في إطار المسؤولية ومعنى التنمية في إطار اللامركزية ومعنى التعددية في إطار البيئة العامة الخالية من الفقر والإحباط.وقال إن حركة الأحرار اليمنيين الذين جاؤوا إلى عدن قبل ثورة 26 سبتمبر لم يكن هدفهم إحباط نظام الإمامة في الشمال فقط ولم يكونوا شطريين، لكن كان الهدف أولياً وبالنسبة للجبهة القومية وجبهة التحرير عندما كان هناك نضال مسلح ضد المستعمر البريطاني في الجنوب وضد الكيانات والمشيخات السلاطينية التي وصلت إلى إحدى وعشرين سلطنة ومشيخة وإمارة في عموم اليمن الجنوبي سابقاً لم تكن أهدافهم شطروية فالسبتمبريون والأكتوبريون كانوا يتوقون إلى الوحدة اليمنية، وحتى الصراعات التي قامت بين النظامين في آفاق حميدة وغير حميدة كانت جميعها من أجل الوحدة ولهذا السبب كانت وحدة 22 مايو تحصيلاً حاصلاً لمشروع سياسي وطني شامل في الشمال وفي الجنوب وهي حالة تفاعلية في الشطرين ونستطيع ان نستقرئ نموذج عدن في صنعاء ونموذج صنعاء في عدن، فعلينا ان نفهم ان سبتمبر وأكتوبر كلحظتين تاريخيتين هما امتداد لما قبل ذلك وان التوق للوحدة باعتبارها ترجماناً حقيقياً لتاريخ يجمع الناس في المكان والزمان والهوية الشاملة لم يكن أمرً جديداً، إنما جاءت سبتمبر وأكتوبر لكي تضعا هذه المسألة في مقدمة الأولويات وعندما تم إنهاء النظام السابق في شمال اليمن والنظام السابق في الجنوب والقضاء على السلطنات والمشيخات في عموم المناطق حينها كان الهدف السياسي للنظامين هو تحقيق الوحدة اليمنية وبذلت جهود كبيرة ولقاءات كثيرة وصدامات حميدة وغير حميدة جميعها من أجل الوحدة حتى جاءت لحظة 22 مايو في إطار الصراع على النماذج وعلينا اليوم ان نقول ان الخلاف الحميد هو في مصاف الوحدة والخلاف غير الحميد هو الذي ينشد ويبحث عن المسائل التي تدخل في باب العدمية السياسية، فالحكمة والحقيقة التاريخية والمعنى الجغرافي ومعنى الهوية تقتضي ان نختلف في إطار الوحدة وان يتسع الملعب للآراء والمقاربات المختلفة.[c1] تلاحم أبناء الشعب[/c]الأخ/ عمد عبدالفتاح إسماعيل تحدث عن واحدية الثورة اليمنية ومدى تحقيق أهداف الثورة في حياتنا اليوم وأهمية الحفاظ عليها بقوله: بداية أهنئ أبناء الشعب اليمني كافة بهذه المناسبة العظيمة على كل أبناء الشعب اليمني وهي الاحتفالات بأعياد الثورة فالمتأمل في تلك المرحلة من التاريخ يجد أن الثوار قد جسدوا معاني ودلائل وتلاحماً كبيراً عبر عنه التفاف أبناء الشعب اليمني شمالاً وجنوباً في الدفاع عن الثورة. وهذا التلاحم يأتي من الوعي الذي ساد أبناء الشعب والذي غرس فيهم معنى النضال والتضحية في سبيل الوطن ومساندة الثوار بكل ما يستطيعون من أجل بزوغ فجر جديد نحو الانطلاق إلى الحرية والديمقراطية والمساواة، فقد انخرط الثوار من أبناء الجنوب وساهموا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر وضحوا بأنفسهم في سبيل تحقيق الثورة السبتمبرية منذ اللحظات الأولى لقيامها وخاضوا معارك جسورة في ملاحقة الأئمة وفي حصار السبعين كما كان لأبناء الجنوب دور كبير في احتضان الثوار من شمال الوطن لإدراكهم أن اليمن جزء واحد عمل على تقسيمه الاستعمار والأئمة، وكانت مدينة عدن هي غرفة العمليات التي يتم فيها التخطيط للقضاء على الحكم الإمامي فقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كانت الانطلاقة إلى قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر ضد المستعمر البريطاني التي ساهم فيها أبناء شمال الوطن وقدموا تضحيات كبيرة ودعماً كبيراً لإخوانهم في الجنوب وكانت مدينة تعز جسر العبور لتموين أبطال الثورة بما يحتاجونه من سلاح وقد هب أبناء الوطن من كل المحافظات لتنفيذ العمليات الفدائية ضد المستعمر حيث تلاشت كل الحدود القائمة بين الشطرين في تلك الفترة من الزمن واستطاع الثوار تكوين وحدة حقيقية في الدفاع عن الثورة وتحقيق أهدافهم السامية في شمال الوطن وجنوبه.وقال: إن اليمن اليوم بحاجة إلى جهود وتضافر كل أبناء الشعب لمواجهة كل التحديات التي تسيء للشعب وللوطن، فمن ينادي بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء هو إنسان ناقص في إدراكه ولا يعلم ما عاناه أبناء الشعب من ظلم إبان حكم الإمامة والاستعمار والتشطير، فعلينا أن نعمل جميعاً على تجسيد الوحدة الوطنية بأهدافها النبيلة التي تتجسد فيها روح المحبة والإخاء والسلم والأمن حتى نستطيع بناء وطننا بأيدينا تاركين لغة العنف والتطرف والإرهاب نحتكم جميعاً إلى الدستور والقانون ونعزز أهداف الثورة اليمنية وبناء وطن ديمقراطي مبني على التعددية السياسية والحرية يحتضن أبناء الوطن جميعاً في كنف وحدة سياسية تتجسد فيها أرقى السمات النبيلة وأن نبني جيلاً خالياً من الأفكار الضالة والتطرف والإرهاب يشعر بالمساواة ويجسد الوطنية ويحمي الوطن وينعم بمنجزات الثورة والوحدة.كما يجب علينا اليوم غرس التوعية في أوساط المجتمع بأهمية الحفاظ على المنجزات الثورية وعدم الانصياع والانقياد إلى الدعوات الضالة التخريبية التي يسعى القائمون بها إلى إعاقة التنمية في الوطن وضرب الاقتصاد الوطني سعياً لتحقيق مطالب شخصية وخدمة لمصالح أجنبية ونقول لهم إن أعمال التخريب ليست حلاً فهي تعيق البناء والتطور وتضاعف البطالة بين أبناء الوطن. وعدم الاستقرار في الوطن يجعل المستثمرين يعزفون عن المساهمة في عملية التنمية وهذا يكبد الدولة مليارات الريالات التي تذهب من دون فائدة بدلاً من استخدامها في المشاريع الحيوية وهذا ينعكس بدوره على أبناء الشعب وحياتهم المعيشية.وأخيراً أترحم في هذه المناسبة العظيمة على أولئك الشهداء والأبطال الذين ضحوا بدمائهم الغالية وأرواحهم الطاهرة فداء لهذا الوطن ونقول لهم إن دماءكم اليوم تجري في عروق اليمنيين ولن ننساكم فأنتم مثلنا الأعلى في التضحية والفداء والعطاء ولولاكم لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من رخاء وتنمية ومساواة تعم أبناء الوطن.[c1]وحدة عمال اليمن[/c]الأخ/ جمال صالح السنباني نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن تحدث عن دور الحركة العمالية في قيام الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً وكيف استطاع اليمنيون التوحد في نضالهم بقوله: بداية أشكر صحيفة (14 أكتوبر) على اهتمامها بجميع الفعاليات الوطنية وحول دور النقابات العمالية في قيام الثورة والدفاع عنها فقد كان للنقابات العمالية مشاركة في الصفوف الأولى في قيام ثورة 14 أكتوبر و 26 سبتمبر والدفاع عنها وكذا الدفاع عن الوحدة اليمنية وما زال الكثيرون يتذكرون الدور النضالي الملموس للحركة العمالية منذ الوهلة الأولى لقيام الثورة اليمنية، فالنقابات العمالية رغم كونها منظمات مطلبية إلا أنها سطرت مواقف سياسية ثابتة وتلاحماً كبيراً بين أعضائها وهي اليوم تضم (700) ألف عضو في إطارها. وقد قدمت نقابات العمال عدداً كبيراً من الشهداء. فمنذ نشأة الحركة النقابية عام 1956م في عدن كان مؤسسوها من الشمال والجنوب وكان هدفهم اليمن وكان جميع اليمنيين لا يؤمنون أن هناك دولتين وكان أول رئيس لاتحادات النقابات من المحافظات الشمالية وهذا يجسد على مستوى الواقع أن الحركة النقابية كان كل كوادرها من شمال الوطن وجنوبه وكانت أهدافهم واضحة وهي التحرر من الاستعمار في الجنوب ومن الإمامة في الشمال وقد شكل أبناء اليمن تلاحماً وطنياً من جميع المناطق اليمنية ولم يستطع المستعمر والحكم الإمامي أن يشطرا قلوب اليمنيين.وأضاف: تاريخ الثورة اليمنية يجسد المواقف البطولية للثوار في شمال الوطن وجنوبه فالثورة في شمال الوطن قام بها الأحرار من شمال الوطن وجنوبه وكذلك في جنوب الوطن نشاهد التلاحم الوطني ضد المستعمر وهذا دليل على تجسيد الوحدة الوطنية للشعب اليمني قبل قيام الثورة وخلال مسيرتها نجد أن مناضلي الثورة في الشمال التحقوا بصفوف إخوانهم في الجنوب وعند طرد المستعمر من جنوب اليمن ومحاولة الحكم الإمامي البائد وأعوانه وعملائه إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء هب أبناء جنوب اليمن من كل المناطق للدفاع عن الثورة وسطروا بدمائهم أروع صفحات التاريخ في عدد من المحافظات حتى تم فك الحصار عن صنعاء وقد قدموا قوافل من الشهداء.[c1]بطولات رائدة[/c]كما تحدث المناضل يحيى قاسم سرور عضو منظمة أبناء شهداء ومناضلي الثورة اليمنية بقوله: إن دماء الشهداء الزكية الطاهرة التي سالت في ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين دليل واضح على واحدية الثورة واحتفالات شعبنا اليوم بأعياد الثورة هي دليل واضح لهذه الواحدية التي عمقت بهذا التلاحم الأخوي والوطني الصادق من كل أبناء الشعب وفي مقدمتهم الأبطال أشجع وأشرف وأنبل الرجال إنهم شهداء الثورة أكرمنا جميعاً، الذين كانوا قلباً واحداً ونبضاً واحداً وولاء صادقاً مخلصاً من أجل اليمن الغالي والعزيز على قلوب أبنائه جميعاً.وفي ذكرى ثورة أكتوبر الخالدة السادسة والأربعين يلتقي الأعزاء أبناء أكرم الشهداء الأبرار في مدينة عدن الحبيبة للاحتفال بذكرى الأبطال ذكرى الثورة الواحدة سبتمبر وأكتوبر يلتقي أبناء شهداء الثورة شمالاً وجنوباً وكلهم فخر واعتزاز بتضحيات آبائهم الشهداء الأبطال الذين سطروا أنصع الصفحات النضالية الخالدة ورووا بدمائهم الزكية تراب هذا الوطن الذي توج انتصاراته الخالدة بالوحدة اليمنية المباركة. هذه الشمعة المضيئة لليمن وللأمة الإسلامية والعربية ستظل محروسة لعناية الله تعالى دوماً وأبداً وسيقف الشعب اليمني البطل من صعدة إلى المهرة معها ومع الشرفاء من أبناء الوطن الذين سطروا أدواراً بطولية في تحقيق حلمهم وحلم أبنائهم وشعبهم في الوحدة اليمنية الخالدة.[c1]تجاوز حدود التشطير[/c]الأخ/ أحمد طاهر نهشل تحدث بقوله : أهنئ القيادة السياسية وأبناء الشعب اليمني بمناسبة أعياد الثورة المناسبة الغالية على كل أبناء الشعب اليمني فإذا نظرنا إلى تاريخ الثورة اليمنية علينا أن ننظر إلى تاريخ الشعب اليمني الذي نجده تاريخاً واحداً منذ القدم ولا نجد تاريخاً يقسم اليمن شمالاً وجنوباً سوى تلك الحقبة من التاريخ الاستعماري والإمامي الذي حاول القائمون على السلطة فية تقسيم اليمن وتجزئته لسهولة السيطرة عليه وقد دفع أبناء الشعب من شمال اليمن وجنوبه ثمن تلك الحقبة من الزمن، ونجد أن تلك الفترة ورغم الحدود القائمة بين شمال الوطن وجنوبه ووجود نظامين مختلفين إلا أن أبناء الشعب جسدوا وحدة حقيقية وتلاحماً شعبياً في الدفاع عن الثورة وما قبل قيام الثورة.فمدينة عدن احتضنت رموز الثورة اليمنية من القيادات والأفراد وكان لأبناء عدن والمناطق الجنوبية دور تاريخي لتحقيق ثورة 26 سبتمبر ليقينهم أن اليمن يمن واحد ودفاعهم عن الثورة في شمال الوطن هو دفاع عن وطنهم ولا يوجد اليوم من يستطيع إنكار ذلك الدور التاريخي للشهداء والمناضلين من أبناء جنوب الوطن كما لا أحد يستطيع إنكار مشاركة أبناء الوطن في دحر المستعمر البريطاني وانضمام أعداد هائلة من أبناء شمال اليمن إلى صفوف الفدائيين وكتائب المقاومة الشعبية التي استطاعت تكبيد المستعمر خسائر فادحة واضطر إلى الاستسلام لإرادة الشعب بمغادرة الأرض اليمنية.فتاريخ الثورة اليمنية منذ البدايات الأولى يرتبط ارتباطاً كلياً بجنوب الوطن فمع بزوغ فجر السادس والعشرين من سبتمبر في شمال الوطن انطلق ذلك الوهج الملتهب إلى الجنوب وأشعل الثورة الأكتوبرية في أكتوبر 1963م ولم نجد على مر التاريخ طائفة أو قبيلة في اليمن تسعى إلى الانفصال أو التشرذم وهذا ما يعبر عن أصالة هذا الشعب.. والدعوات التي نسمعها اليوم هي دعوات مرهونة لأعداء الثورة الذين لا يزالون متواجدين خدمة للمستعمر وللحكم الإمامي البائد وهذه الجماعات تتواجد في أوساطنا منذ قيام الثورة لكنها لم تستطع النيل من إرادة أبناء الشعب فقد أخفقت أكثر من مرة لكنها لم تعتبر لأنها أصوات مرهونة بعملائها خارج الوطن، وأقول اليوم لكل من يحاول الإساءة إلى الوحدة الوطنية إنه من المستحيل إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء فحكم الإمامة والسلاطين لا يمكن إعادته ولا يمكن للمستعمر وعملائه الاستحواذ على عقول أبناء الشعب الذين ينعمون اليوم بإنجازات الثورة والوحدة.