رام الله (الضفة الغربية) 14 أكتوبر/ رويترز: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه لا يرغب في الترشح في انتخابات الرئاسة التي دعا لإجرائها في يناير كانون الثاني وعبر عن خيبة أمله من “محاباة” واشنطن لإسرائيل فيما يتعلق بالجدل الدائر بشأن استئناف محادثات السلام.وأضاف زعيم منظمة التحرير الفلسطينية البالغ من العمر 74 عاما في كلمة أذيعت على الهواء إن قراره لم يكن مناورة تفاوضية مثلما توقع البعض منه. ولكن كلماته تترك فيما يبدو هامشا لتغيير رأيه. وقال مسئولون أبلغهم في وقت سابق يوم الخميس بهذه النية أنهم يصرون على أن يخوض الانتخابات لعدم وجود بديل أخر لديهم.وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها تتطلع للعمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بأي صفة جديدة” وأضافت أنها بحثت مستقبله السياسي في اجتماع معه في الأسبوع الماضي. ولم تعط إي تفاصيل.وأضاف أيان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تريد من عباس العدول عن موقفه “ليس لنا أن نقول إن كان يتعين عليه العدول عن موقفه أم لا.»وفي مؤشر على الإحباط الذي يقول مساعدوه انه شعر به منذ اتفاق كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء زيارتها لإسرائيل قبل بضعة أيام على أن توسيع المستوطنات يجب ألا يعوق استئناف المفاوضات أشاد عباس بحكومة الرئيس باراك أوباما لدعمها للسلام. ولكنه قال “فوجئنا بمحاباتها (كلينتون) للموقف الإسرائيلي.»وأضاف عباس الذي بني تاريخه السياسي على التفاوض مع إسرائيل انه ما زال يعتقد انه من الممكن التوصل الى حل تقوم بمقتضاه دولة فلسطينية الى جانب إسرائيل. لكنه قال إن رؤية حل الدولتين تواجه الآن “أخطارا” كثيرة.وأضاف نبيل أبو ردينة أحد مساعدي عباس شارحا إعلان الرئيس الفلسطيني إن عملية السلام تسير نحو طريق مسدود والولايات المتحدة فشلت في إلزام إسرائيل بالمطالب الدولية.ودعا عباس الشهر الماضي الى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 من يناير كانون الثاني القادم في خطوة رفضتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المنافسة التي تطعن في شرعية عباس وتعارض الخطوات التي تقودها الولايات المتحدة نحو تعايش فلسطيني دائم مع الدولة اليهودية.ودعا عباس الى الانتخابات بعدما فشل في التوصل الى اتفاق بوساطة مصرية لإنهاء انقسام سياسي حاد مع حماس التي سيطرت على قطاع غزة في عام 2007 مع أدى الى انشطار الحركة الوطنية الفلسطينية.وقال عباس الذي بدا متوترا في مؤتمر صحفي بمقره في رام الله “لقد أبلغت الإخوة في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح بعدم رغبتي بترشيح نفسي لانتخابات الرئاسة القادمة.»وفي وقت سابق يوم الخميس قال مسئولون إن عباس أبلغ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية انه لا يريد الترشح للرئاسة وهي ليست المرة الأولى خلال السنوات القليلة الماضية. لكن اللجنة رفضت طلبه.وخص عباس الذي حل مكان الزعيم الراحل ياسر عرفات قبل خمس سنوات بعضا من أقوى إداناته لحركة حماس التي هزمت حركة فتح في الانتخابات البرلمانية عام 2006 .ودعا حماس الى إعادة النظر “في سياساتها وممارساتها المدمرة للمشروع الوطني».وأضاف متحدث باسم حماس إن إعلان عباس “تعبير عن فشله بعد أن استخدمه الأمريكيون والإسرائيليون كأداة».وهاجم عباس اسرائيل أيضا حيث رفض نتنياهو بوضوح مطلب عباس بضرورة وقف جميع أعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة قبل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ 11 شهرا.وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في بيان انه يأمل ألا يضر إعلان عباس “بالجهود الرامية لبدء مفاوضات والتوصل الى اتفاق للسلام.»ويواجه عباس معضلة.. حيث تصر واشنطن على إسقاط شروط استئناف محادثات السلام مع اسرائيل لكن التخلي عن مطالبته بتجميد المستوطنات في الضفة الغربية قد يعزز من وضع حماس.وأضاف جورج جقمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت “اعتقد أن الهدف هو الحصول على موقف أمريكي قوي يحدد اقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 من دون استبعاد القدس كهدف لعملية السلام.»وأضاف “أنها أداة ضغط تستهدف الأمريكيين ولا تعني أنه سيستقيل في الوضع الراهن.. ربما في وقت لاحق».وأضاف مساعدون لعباس في الأحاديث الخاصة في الأيام الماضية انه على الرغم من الحديث عن أن عباس قدم لفتة كبيرة الى أنه لن يسعى لفترة رئاسة ثانية إلا أنه من المستبعد أن يتنحى لأنه ليس لدى حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية اللتين يتزعمهما عباس بديل واضح.ويقول كثير من المحللين انه مع استمرار الانقسام الشديد بين الفلسطينيين فان كثيرين يساورهم الشك في أن الانتخابات ستجرى أو أنها ستحظى بشرعية إن أجريت.وأضاف مصدر مقرب لعباس يوم الخميس “الرئيس محبط بشدة بسبب هذا الموقف الأمريكي وبسبب إصرار إسرائيل على المفاوضات مع توسيع المستوطنات.” وأضاف “انه يريد التنحي لكننا لن نسمح له لأنه لا يوجد بديل لدينا».وقال سامي أبو زهري القيادي بحماس في غزة إن مسألة إعادة ترشيح أو عدم ترشيح عباس مسألة تخص حركة فتح.