لا نرى ضرورة تذكر ، أو أهمية تنظر في ما نرى في سوق العمل ، الذي تزج فيه الجامعات الحكومية والأهلية بمئات ، بل بآلاف الخريجين الجدد إلى طابور البطالة ، ذلك أن الضرورة الجلية الواضحة تقتضي عكس ذلك ، وأن تنسق هذه الجامعات سقوف القبول ، وحصة كل جامعة في كل تخصص مرغوب في سوق العمل .هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى نرى أن ينهض الجميع بواجب جماعي بالتنسيق مع المؤسسات الإعلامية لتوعية الطلاب بضرورة وأهمية التوجه نحو التخصصات المطلوبة والمرغوبة في سوق العمل بناء على دراسات علمية وقياسات واقعية لحاجة سوق العمل.إن هذه الإجراءات سيكون من شأنها دون شك كبح هذا الاندفاع الملحوظ وغير المخطط نحو التخصصات غير المرغوبة، وخصوصاً من ذوي المستويات الهابطة الذين يمكن- في ضوء ما ذكرنا - توجيههم التوجيه النافع والمفيد، وكل حسب قدراته ومواهبه، لتغدو هذه الأعداد في المستقبل قوى عاملة ونافعة لذاتها ولأسرها وللمجتمع.لقد أدت العشوائية، وعدم التخطيط إلى امتلاء سوق العمل بالخريجين ممن تعلموا للامتحانات واستظهروا معلوماتهم بكل السبل والوسائل لتجاوز عقبة الامتحان، حتى إذا كان لهم ما شاؤوا، ونجحوا كيفما اتفق، (بالوا ) معلوماتهم في أقرب دورة مياه، فأصبح الواحد منهم لا يعلم عن تخصصه سوى المسمى ، وأنه يملك شهادة جامعية يكذب بها على والديه وعلى المجتمع.ولعل أعظم بلاء ساعد على تفشي هذه الظاهرة وتفاقم حالة البطالة بين الخريجين اعتماد الخريج على مسهلات ( ابن هادي في توظيف البلايا والعوادي ) وتواطؤ المجتمع بالتعامل مع هذا الوضع كقدر مقدور فأصبح الوالدان يفكران منذ سنة تخرج الولد أو البنت بثمن الوظيفة التي يريدانها لولدهما لينضم (قفل غثيمي ) إلى سلك من ينهضون بالواجبات ، و.. حسبنا الله ونعم الوكيل!!هذه بلوى عظيمة، لكن الأعظم منها أن لا يجد هذا الخريج وظيفة فعند ذلك يتحول إلى قائد وطني، وسياسي محنك ، ومستهدف رقم واحد !! و .. ليش لا ؟) والمثل يقول: ( اللي ما يحصل عمل يدور له جمل). وماذا ننتظر إذا تعاظم الفراغ واستطالت البطالة، وقلت الفرص، وضعفت الكفاءات ودب اليأس واستشرى الفقر، وتفاقمت الأمراض النفسية بين الشباب خصوصاً ضعيفي القدرات، خصوصاً مع حصول البعض ممن لا علم لهم سوى الجاه على أفضل الفرص والمكانات الوظيفية؟لذلك، فإننا نؤكد أهمية، بل وضرورة أن يتم التركيز على الـتأهيل النافع لكل شخص وعلى حسب قدراته ومواهبه.. ما لم فما علينا إلا أن نتقبل ( البلاوي) وكثرة ( الداوي ) وليتحمل الوطن !! وعلى حساب الوطن !! و( شوفوا كم با يتحمل الوطن ) ؟! والمثل يقول: ضربة على ضربة توجع .. فكيف إذا كانت المسألة عواصف من الضربات والنكبات؟!
ليكن سوق العمل منطلق التأهيل!!
أخبار متعلقة