صنعاء / سبأ :أرجع كثير من الشباب عدم وجود هدف محدد لشغل وقت فراغهم فيما يتناسب مع ميولهم ورغباتهم خلال أيام شهر رمضان المبارك , الى انعدام البدائل الممكنة لشغل أوقاتهم فيما يفيدهم ويجعلهم يعيشون أجواء نقية ومفيدة في هذا الشهر الكريم. وقال عدد من الشباب أنهم يرون في هذه الحالة القات انسب وسيلة للهروب من شبح الفراغ خلال ليالي الشهر الكريم وبديلاً مناسباً عن التسكع والتجوال في الأسواق والأماكن العامة بهدف أو بدون هدف , دون أن ينظروا إلى أضراره ومساوئه الاجتماعية والصحية والاقتصادية التي يتحدث عنها الجميع بالأدلة والبراهين.وآخرون قالوا : إن القات لا يأتي من ورائه سوى الأضرار والمصائب ومن وراء مجالسه يتحمل المرء وزر النميمة والقيل والقال والطعن في أعراض الناس ولذا فالهروب منه أفضل خلال هذا الشهر الكريم , أو غيره .وأكدوا أن التنزه في الأسواق وارتياد الأندية الرياضية أو حتى اللعب في الحارات ببعض أصناف الرياضة هو الأنسب للشباب خلال شهر رمضان وذلك بعد أداء فرائض الشهر الكريم من صيام وقيام وتلاوة القرآن الكريم وتدارسه وغيرها من العبادات .وتباينت آراء الكثير في قضاء الشباب أوقاتهم خلال شهر رمضان الكريم وجميعها صبت باتجاه سؤال واحد هذا ماهو البديل ؟ .وكالة الأنباء اليمنية / سبأ / بحثت في هذا الموضوع من جوانب عدة اجتماعية ودينية وأخلاقية وكذا من ناحية علمية وحتى رسمية ، وقبل أن نطرق باب هذه الجوانب ناقشنا مع نماذج من الشباب هذا الموضوع وكانت حصيلة ردودهم وأرائهم على النحو التالي :الشاب( محمد ) شاب في اواخر العقد الثاني من عمره ويعمل في محل انترنت أكد أن لرمضان خصوصية بالنسبة له من حيث قضاء أوقاته سيما الليلية وقال :» لدي برنامج خاص في رمضان ولا بد من وضع هذا البرنامج لتحويل ليل رمضان نهارا ونهاره ليلا كما يفعل البعض وانا مضطر لمسايرة ذلك البرنامج السائد «.وأضاف : اعمل في محل الانترنت في أوقات متفرقة وبحسب الاحتياج كوني أقوم بالعمل بدلا عن عاملين في المحل كما أقوم بخدمة البيت وممارسة الرياضة في الحارة مع أصدقائي وعادة ما يكون هذا برنامجي في رمضان .وعن قبوله لهذا البرنامج قال :» انا مضطر وما فيش بديل حتى اجعله مقصدي ولا أخفي أنني فعلا أمل من هذا البرنامج لانه لا يوجد اي جديد ومفيد اشغل من خلاله وقتي في رمضان المبارك«. [c1]اعتداء على أفراد الشرطة الراجلة[/c] الشاب ( علي ) هكذا حبذ ان نرمز له لعدم رغبته في الإفصاح عن أسمه الكامل , وجدناه مع مجموعة من الشباب يجوبون ليلاً أحد شوارع العاصمة صنعاء قال « لا أنكر أنني دائما في رمضان وخصوصا في الليل أقضي وقتي مع عدد من الأصدقاء بالتنزه في الأسواق والأماكن العامة ».وأكد ان اغلب وقته في رمضان يقضيه مع أصدقائه في هذه الأماكن مع تأكيده على المحافظة على الشعائر الدينية من صيام وصلاة .. وبين أنه الى جانب تجواله في الأسواق يبحث عن عمل على اعتبار انه بدون عمل لا سيما بعد تخرجه من الثانوية .واعترف ( علي ) أنه يشعر أثناء تجوله بدون هدف في الأسواق أن الناس ينظرون له بنظرة دونية وفي أعينهم شرر النقد له ولأصدقائه معه .وأضاف نحن لانخزن القات ولايوجد لدينا أعمال مثلي مثل بقية الشباب ولايوجد مكان نقصده بهدف التنزه سوى الأسواق العامة إذا ما البديل بوجهة نظرك؟!وأكد ( علي ) على اعتبار أنه يرتاد الأسواق والشوارع والأماكن العامة باستمرار أن أغلب الشباب الذين يقصدون هذه الأماكن يقومون بأساليب لا أخلاقية وخصوصا مع الفتيات كالمعاكسات واستعراض قدراتهم كشباب للفت أنظار الفتيات.وفي ظاهرة تعد الأولى منذ إنشاء الشرطة الراجلة لفت ( علي ) الى أن بعض الشباب ولاسيما ذات التجمعات الكبيرة وممن يثيرون القلق للمارة في الشوارع ومعاكسة الفتيات يقومون بصد رجال الشرطة الراجلة الذين يمنعونهم من ارتكاب تلك الممارسات تصل الى حد المشادة والتهديد من الشباب بمنع رجال الشرطة الراجلة من التعرض لهم وبأي طريقة كانت.وحول سؤالنا له ومجموعة من الشباب الى جواره لماذا لايتوجهون الى العبادة وقراءة القرآن وتجنب مايقومون به سيما في هذا الشهر الكريم ؟قال : نحن نؤدي الفرائض والحمد لله لكن لها وقت محدد وفي باقي الوقت لا ندري اين نتجه لعدم وجود أماكن مفيدة تلبي رغباتنا ، ولذا لا نجد سوى التنزه في الأسواق والأماكن العامة باعتبار ان فترة الليل طويلة ومملة في ذات الوقت .واتفق الجميع على ان البديل الوحيد لشغل أوقات فراغ الشباب القاتل هو إيجاد فرص عمل للشباب وإذا وجدوا أعمالا فلن يتردد الشباب على هذه الأماكن إلا القليل ممن يكون هدفهم الرئيسي هو التسكع والمعاكسات وإشباع رغباتهم الشهوانية .[c1]ظاهرة غريبة ونسبة المتبضعين 30 في المائة فقط[/c]احد هؤلاء الشباب كشف ظاهرة جديدة وغريبة على مجتمعاتنا وهي قيام بعض أصحاب المحلات سيما الملبوسات النسائية باستقطاب الشباب الذين يتمتعون بصفات جذابة كالوسامة واللباقة في الحديث سيما مع الفتيات والنساء بشكل عام ويقومون بتوظيفهم خلال شهر رمضان بالذات بهدف جذب قدر اكبر من الفتيات لغرض الشراء .وبحسب بعض أصحاب المحلات في الأسواق فإن نسبة المترددين على الأسواق من المتبضعين لا تتعدى 30 في المائة ، بينما بقية النسبة من غير المتبضعين وخصوصا من الشباب والشابات الذين يرتادون الأسواق بهدف المعاكسات ومضايقة المارة ولأمور أخرى شخصية لا شأن لها بالتسوق وفي احد محلات الملابس النسائية سألنا فتاتين عن كيفية ي تمضية الوقت في رمضان فأجابتا : نحن عادة ما نتدارس القرآن في نهار وليل رمضان مع إقامة الصلوات والتراويح .وأضافتا : نحن لا نخرج الى السوق الا لحاجة ضرورية وخروجنا اليوم بهدف شراء ادوات مدرسية وبعض الأغراض والمقتنيات الخاصة.وعما اذا كن يتعرضن للمضايقات من الشباب قالتا انهما لم يتعرضا في حياتهما لأي مضايقات وربما يعود ذلك لعدم خروجهن بكثرة إلى هذه الأماكن على حد قولها ، بيد انهما تسمعان عن حدوث مثل هذه المضايقات للفتيات من قبل الشباب .وأكدتا أن الفتاة المحترمة والتي تخرج الى السوق لغرض معين وبهدف شراء حاجة ضرورية خصوصا التي تخرج مع أمها أو أهلها أو حتى صديقاتها المماثلات لها بالأخلاق لن تتعرض لأي مضايقات بعكس من تخرج لهدف غير التبضع والأشياء الضرورية .وكشفتا عن أمر ربما شائع لكنه يحدث بالخفاء من بعض الفتيات وهوخروج الفتاة من بيتها تحت مبرر زيارة إحدى صديقاتها أو غيره من الأسباب وهي عادية الملبس والمنظر فتقصد أحد المطاعم أو المحلات التي توجد بها أماكن خلوية نسائية لتضع المكياج وتتطيب ثم تذهب للتسكع في الأسواق بهدف لفت الأنظار.واستطردتا في القول : إن ما يقمن به أولئك الفتيات بهذه الصورة واللاتي يخرجن بدون هدف الى الأسواق العامة يعود الى ضعف التربية من الأسرة ذاتها وغياب الوازع الديني من أفراد الأسرة.[c1]مظاهر تهدد الشباب والمجتمع اليمني[/c]أستاذ القياس والإرشاد والتوجيه في أوساط الشباب الدكتور فتحي احمد السقاف قال :» ما نشاهده من سلوك بعض الشباب في شهر رمضان الكريم يعتبر علامة غريبة وسلوكا دخيلاً على سلوكيات الشباب اليمني الذي يتسم بالغيرة والنجدة والشهامة والشجاعة والكرم «.وأضاف : لقد بدأ الإحساس بالخطر الذي يتزايد خصوصا في الفترة الأخيرة من انحراف بعض فئات الشباب كظهور بعض الحركات المتطرفة والانحلال الأخلاقي والسرقات وانتشار البلطجة ، ورغم قلة هذه الحالات في المجتمع اليمني الا أنها تنذر بخطر قادم لا محالة يهدد امتنا ويهدد الشباب خاصة.واعتبر أن هذه المشكلة ليست مشكلة هؤلاء الشباب والنشء ولكنها مشكلة آباء ومعلمين ومسؤولين عن هؤلاء الشباب والنشء بفرضهم قيودا على الشباب وإجبارهم اياهم على الخضوع لها مكرهين .وقال :» ان اي مجتمع له احتياجاته ولديه مشاكلة وفي اليمن لا نقيس حجم وقيمة الشباب بالمشاكل والأصل ان نقيس قيمة الشباب وأهميته بمقدار قدراتنا على مواجهة وحل مشكلات الشباب اليمني ولن يتأتى ذلك الا بالعمل من خلال القيم والعادات اليمنية الحميدة وليس العادات الحديثة الأخرى « .
وأوضح انه يجب على المسؤولين كل في موقعه تربية وإرشاد النشء والشباب والعمل على تنقية المجتمع اليمني من هذه الانحرافات ليجتاز الشباب والنشء هذه المرحلة بما يقوي ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم في الحاضر والمستقبل .وقال :» ان الواجب ان نسأل أنفسنا عن دوافع النشء والشباب - وهل تختلف ترتيبات هذه الدوافع من جنس الى اخر ومن فئة عمرية الى أخرى ؟ وما هي الاحتياجات الخاصة بالشباب من الناحية الدينية والخلقية والثقافية والاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية والتربوية ؟ ، والخروج بتطبيقات عملية لمعالجة مشكلات الشباب في العصر الحديث وبالطرق المعاصرة والحديثة « .خطيب وأمام جامع نوح بامانة العاصمة , الشيخ صالح عبد الله السعيد أوضح ان هذه المسألة جد مهمة وحساسة على اعتبار انها تمس شريحة واسعة من الشباب الذين يشكلون 75 في المائة من سكان اليمن ولأن الشباب هم عماد المجتمعات وأساس تنميتها وصلاحها .وقال :» ان هذا الأمر تحيط به عدة جوانب أهمها القدوة لهؤلاء الشباب المتمثلة برب الأسرة والأسرة ذاتها التي تعد البيئة الخصبة لصلاح الشباب او انحرافهم وهو ما يجب ان يعيه الإباء تجاه أبنائهم لاسيما في مرحلة المراهقة التي تعد اخطر مراحل عمر الشباب «.الجانب الأخر مادي حيث ينصرف الأبناء باتجاه العمل والكسب بإيعاز من أبائهم بهدف إعانتهم في تحمل نفقات البيت الأمر الذي يجعل الأبناء يتفرغون للعمل أكثر من العبادة أحيانا على اعتبار ان إباءهم من يدفعونهم للعمل أكثر منه لأداء العبادة .ولفت الى أمور متعلقة بانحراف الشباب وابتعادهم عن أداء العبادات على الوجه المطلوب سيما في رمضان منها الفقر وغياب المدرسة في هذا الوقت من العام وغياب البدائل كل ذلك مدعاة لانحراف الشباب الى أمور غير مستحبة .. مؤكدا أهمية تضافر جهود الجهات المعنية من اجل احتواء هذه المسألة التي تعد خطرة على الشباب والمجتمع بشكل عام اذا استمرت على ماهي عليه .ورأى ان تكون هناك بدائل لاحتواء الشباب في رمضان بالذات منها على سبيل المثال نصب شاشات تلفزيونية كبيرة الحجم في الأندية او الأماكن الواسعة لبث البرامج الهادفة والمفيدة للشباب ، كما ان على الباحثين والمهتمين ومراكز البحوث العمل على إيجاد حلول لهذه المسائل المهمة التي تمس الشباب والمجتمع بشكل عام.[c1]فتيات يتعمدن الإغراء والحاجة ماسة للشرطة النسائية الراجلة[/c]وبحسب قائد الشرطة الراجلة بأمانة العاصمة المقدم عبد الغني الوجيه فإن الشرطة الراجلة عملت منذ إنشائها وخلال الأعوام السبعة الماضية على تقليص مظاهر الانحرافات والمعاكسات والمضايقات بين أوساط الشباب وبنسبة جيدة رغم العوائق والنواقص في آلية عمل الشرطة الراجلة.وقال :» لدينا أسلوب معين في مهام عمل أفراد الشرطة الراجلة وهو أولا التوجيه والإرشاد للشباب ، وفي حال عدم الجدوى من النصح والإرشاد للشاب يقوم أفراد الشرطة الراجلة بأخذ الشاب وتسليمه الى قسم الشرطة واستدعاء عاقل الحارة أو ولي أمر الشاب لأخذ تعهدات بعدم تكرار ما فعله من مضايقات للفتيات والنساء في الشوارع .وكشف الوجيه عن مظاهر خطيرة بين أوساط الشباب وهي تكتلات الشباب بمجاميع كبيرة وبزي موحد وبشكل جماعات شبه منظمة تجوب الشوارع والأسواق العامة بهدف المضايقات والمعاكسات وغيرها من المظاهر غير الأخلاقية ، واعترف ان الشرطة الراجلة تعرضت لعدة مضايقات بالملاسنة أحيانا والتهديد أحيانا أخرى من هؤلاء الشباب الذين لا يروق لهم عمل الشرطة الراجلة .وأرجع الوجيه هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا اليمني الى انتشار الفضائيات والانترنت والقنوات المشفرة ،بالإضافة الى قل التوعية من قبل الأسرة والمدرسة وحتى خطباء المساجد أدى الى استفحال هذه المظاهر بين اوساط الشباب .وعن وجود فتيات يمارسن مظاهر غير سوية وغياب نساء من الشرطة الراجلة الى جوار أفراد الشرطة الراجلة من الرجال ،وضح الوجيه ان بعض الفتيات يقمن بمظاهر غير سوية أكثر من الشباب .وقال:» نحن بحاجة ماسة الى نساء في الشرطة الراجلة بيد انه في هذه المرحلة غير ممكن وشبه مستحيل لأسباب خاصة تتعلق بالمرأة إذا التحقت بأفراد الشرطة الراجلة ، ولكن لا يمنع ان يتم نشر شرطيات في سيارات للشرطة الراجلة بهدف ضبط وتوعية الفتيات «.وطالب الوجيه ان يتم زيادة أفراد الشرطة الراجلة وتوفير الاحتياجات الضرورة لها وإسهام الإعلام مع أفراد الشرطة الراجلة بهدف التوعية بما تقوم به الشرطة الراجلة ومساندتها إعلاميا على اقل واجب .