إعلاميون وممثلو منظمات المجتمع المدني يتحدثون لـ ( 14 أكتوبر ) حول قضايا المرأة الريفية:
تحقيق / محمد جابر صلاحيحل العيد العالمي للمرأة الذي يصادف سنويا يوم 8 مارس حيث يحتفي العالم به و خاصة النساء والذي عادة ما تتم فيه المناقشات الجادة ووضع الخطط والبرامج وتقييم الأعمال السابقة.. وحتى لا ننسى في هذا العيد المرأة الريفية قمنا باستقراء عدد من الإعلاميين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني حول قضاياها وكيف يمكن معالجتها و النهوض بواقعها المعيشي والاقتصادي إلى مستوى تعيش فيه براحة ورفاهية في ظل يمن الثاني والعشرين من مايو حيث يتفق الإعلاميون ومنظمات المجتمع المدني بأن المرأة الريفية تعيش في واقع مأساوي للغاية وأن الصمت الذي تعيش فيه هو الساتر الحقيقي للظروف القاسية التي تعيشها في مناطقها الريفية منها متاعب البحث على الماء والمتاعب الناتجة عن عدم وجود الكهرباء والطريق المعبد خلافاً لضعف الخدمات الصحية أو انعدامها في كثير من المناطق، حيث أوضحت الإحصائيات أن نسبة الخدمات الصحية في الريف متدنية لا تتجاوز 7% الأمر الذي جعل نسبة وفيات الأطفال مرتفعة جداَ تصل إلى 94 طفلاً رضيعاً يموت من كل 1000 مولود حي وأكثر من 128 وفاة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات لكل 1000 طفل.[c1]واقع مأساوي :[/c]تقول الأخت عواطف أمين القباطي ـ قطاع تنمية الأسرة في جمعية الإصلاح الخيريةـ “هناك قضايا أصبحت ظاهرة للعيان وتزداد يوماً بعد يوم وخاصة في أوساط الأسر الفقيرة منها الأمية وتسرب الفتاة من التعليم والزواج المبكر وهروب بعض الفتيات من المنازل بسبب تسلط الأهل عليهن بصورة قهرية وهناك التحرش الجنسي بالفتاة في الأماكن العامة والباصات وغيرها”.. مشيرة إلى دور الإعلام في إثارة مثل هذه القضايا والنزول الواقعي إلى هذه الحالات للمصداقية ثم البحث عن الحلول لها من خلال المناقشات مع المختصين والجهات المعنية.[c1]حملات إعلامية :[/c]وتأخذ أطراف الحديث الأخت منى الطشي ـ مذيعة في قناة اليمن الفضائية قائلة”في اعتقادي أنه يمكن لوسائل الإعلام عمل حملة توعية إعلامية لأبرز قضايا المرأة الريفية وأبرز مشاكلها خاصة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة كونها أكثر انتشارا في المناطق الريفية ويمكن عمل تلك الحملات من خلال البرامج والفلاشات القصيرة التي تهدف إلى طرح القضايا وطرح أبرز طرق معالجتها ، كذلك من خلال الدراما المحلية التي تقترب بشكل كبير من سكان الريف بشكل بسيط وواضح ثم طرح معالجات تتفق مع مستوى الوعي لسكان الريف وبشكل يجعلهم يتقبلونها ويعملون على تنفيذها.[c1]بالضغط والمناصرة :[/c]بينما ترى الأخت نجلاء حسن عثمان ـ صحفية في صحيفة الغد ـ أن على الإعلامي العامل في وسيلة إعلامية التعرف على القضية أولاً والإيمان بها، والإيمان بأهميتها وضرورة معالجتها والأضرار التي تترتب عليها إذا ماتم إهمالها والتعامل معها بلا مصداقية وبلامبالاة. وأكدت أهمية اختيار الجمهور الذي سيتم مخاطبته وكيفية استيعابه للقضية إذا أن جمهور الريف يختلف عن جمهور المدن والمتعلم يختلف عن الشخص المثقف.وفي المرحلة الأخيرة لا بد للإعلامي من عرض القضية من ناحية وجودها وليس من جهة رأيه في القضية، ويتم ذلك من خلال نقل معاناة المرأة وهي (الأكثر معرفة بقضاياها) من واقع البيئة الريفية سواء بالزيارة أو المعلومة الحقيقية عبر الاتصال أو المعلومة الموجودة سابقاً.وقالت نجلاء أن الإعلامي لا يقدم معالجات للقضايا لكنه من خلال تقديم القضية للرأي العام ستصل إلى الجهات المسئولة ثم تتم معالجتها بالمناصرة والضغط لأجراء التغيير.[c1]العمل غير المأجور :[/c]أما الأخت وداد البدوي ـ صحفية في صحيفة الجمهورية فقالت ((العالم يحتفي هذه الأيام باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، وللعلم فإن هذه الاحتفالات تضل قاصرة على المرأة في أعلى المواقع فحسب ولا يلتفت بل لا يشار للمرأة المناضلة في الريف ومعاناتها واحتياجاتها الصحية والتعليمية وغيره على الرغم من معرفة القيادة النسوية بأن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيدوا/ CEDAW) )وهي اتفاقية دولية تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر كانون الأول ( ديسمبر 1979م) قد أشارت في المواد من (10- 14) إلى لحقوق الأساسية التي يجب أن تنالها المرأة كحقها في التعليم والعمل والصحة والحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع الأخذ بالاعتبار من جانب الدولة والاهتمام بالمرأة الريفية . و قد انضمت اليمن إلى هذه الاتفاقية في (30أيار مايو 1984م )..مذكرة بأن الأعلام سيلعب دوراً كبيراً في مناصرة وإبراز قضايا المرأة وبشكل يجعل الجهات المسئولة تنتبه لما نسبته 37 % من سكان اليمن الريفيين من خلال تخصيص برامج وزوايا خاصة بالنساء الريفيات بحيث تخرج هذه البرامج إلى الواقع لمعرفة ما يجري هناك وماذا تعاني المرأة وتنقل الصورة الحقيقية لما تتحمله النساء الريفيات من معاناة وتعب وما تعترضها من مشاكل وعنف أسري ومجتمعي وحرمان من الحقوق.وتؤكد الصحفية وداد أن النساء هن الشريحة الأكبر والعامل غير المأجور والجندي المجهول في الحسابات المختلفة على مستوى المنظمات المدنية التي تتحدث عن السياسة فقط وتتمركز في المدن الرئيسية ولا تخرج لتعرف المناصرة الحقيقية أين يجب أن تكون ، في الريف تعمل المرأة وكأنها خادمة طوال اليوم ولا يحتسب لها أجر، تتزوج بطريقة همجية تقليدية دون الأخذ برأيها ولا تستشار في مسألة الحمل والإنجاب وتتحمل أعباء المنزل والأطفال وحدها دون تدخل وتحرم من حقوقها التعليمية والصحية والزوجية وحتى الميراث فهي محتقرة ومهدورة الحقوق وتعيش تحت وطأة الظلم القبلي والدكتاتورية الأسرية والهنجمة العائلية ولا يسمع لها أنات إلا من خلال الإعلام الفاعل والمؤثر الذي يجب أن يتناول مختلف مشاكلها وعكسها في قوالب وفنون إعلامية متنوعة كون الريفيات هن الأكثر معاناة من غيرهن وهذا سيكون له الدور الفاعل لطرحها على طاولة الجهات المعنية وبالتالي السعي لمعالجتها.[c1]مسؤولية الدولة :[/c]ويشير الأخ/ ياسر محمد عبد العزيز ـ مؤسسة تنمية القيادات الشابة - إلى أن المرأة الريفية مازالت تعاني في أماكن كثيرة من بلادنا وخاصة الأماكن التي لم تصلها الخدمات الحديثة.فنسبة الأمية بين النساء الريفيات تصل إلى 80% مع العلم بأن المتعلمات لا يتجاوز تعليمهن الابتدائية أو الإعدادية وهذا يستدعي تركيز الإعلام على قضايا تعليم المرأة وتوفير الفصول والمدارس والمعلمات لتعليم الفتاة وإبراز أهمية التعليم للفتاة في تنمية المجتمع والأسرة والدور الفاعل الذي تلعبه المرأة المتعلمة في التنمية على مستوى المجتمع , ويركز أيضاً على قضايا المرأة الرئيسة المتصلة بالتوعية والبرامج الصحية التي تساعد على تحسين أوضاع المرأة والطفولة وبالمقابل يجب أن يركز الإعلام على واجبات الدولة ودور منظمات المجتمع المدني في تدريب المرأة الريفية في المهن المتصلة بالأنشطة الإنتاجية ومحاربة النظرة السلبية لمكانة ودور المرأة في التنمية المجتمعية وإبراز القيم الدينية العليا التي تحث على احترام المرأة والاهتمام بها ورعايتها وتأكيد فاعلية وأهمية دورها في المجتمع .[c1]تغيير الواقع :[/c]وعن واجب الإعلام تجاه قضايا المرأة الريفية يقول الأخ/ محمد شبيطة ـ صحيفة الثورة” إنه يجب على وسائل الأعلام التركيز على المشاكل التي تعانيها المرأة الريفية وإبرازها للرأي العام بحيث تخلق رأياً عاماً حولها يؤدي إلى تغيير الواقع وذلك من خلال النزول الميداني لعمل استطلاعات صحفية ويمكن مناقشة ذلك من خلال التركيز على القضايا الأهم قبل المهم وأعتقد أن قضية التعليم هي أم القضايا التي ستؤدي إلى معالجة القضايا الأخرى.[c1]حملات توعية :[/c]ويضيف الأخ / مطيع المياسـي عن صحيفة “الحارس” الصادرة عن وزارة الداخلية قائلاً “ويجب القيام بحملات التوعية لدى خطباء الجوامع الأماكن العامة لما فيه حل القضايا التي تعاني منها المرأة في الريف وإعداد بدائل لإقناع المجتمع الريفي بذلك من حيث وجود الحلول والمعالجات كما يجب عمل حملات لمناصرة قضايا المرأة و الاستعانة بمن لهم تأثير في المناطق الريفية من المجالس المحلية في المديرية والوصول إلى الهدف الذي من أجله ترتقي المرأة بمستواها.[c1]ثقافة الصمت :[/c]وتفيد نتائج دراسة حول قضايا المرأة الريفية من النوع الاجتماعي قام بها الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي المشترك بجامعة صنعاء بأن الأمية في أوساط النساء الأميات في ارتفاع مستمر الأمر الذي يساعد في تدني مكانتها الاجتماعية ويقلل من نشاطاتها في المجال العام، وكذلك ارتفاع معدلات الزواج المبكر في أوساطهن ووصول الثقافة الصحية إليهن ببطء شديد .وأشارت الدراسة الى أن ثقافة الصمت لدى المرأة الريفية يساعد على تدني مكانتها الاجتماعية وزيادة معاناتها ويحول دون حصولها على حقوقها واحتياجاتها وخاصة أنها احتياجات تعكس مجالات النوع الاجتماعي وتختلف في أولوياتها بين المحافظات.