مع الأحداث
مفهوم العنوسة والفتاة العانس في اليمن بحاجة إلى مزيد من الدراسة والاهتمام. فهناك من يقول انه إذا تجاوزت الفتاة سن الثامنة عشرة ولم يطرق بابها عريس فهذا مؤشر خطر، ومنهم من يعتقد بضرورة تعلم الفتاة ومواصلة الجامعة ولكن إذا دخلت عمر الثلاثين فان قطار الزواج يكون قد فاتها بمراحل وتدخل الفتاة باب العنوسة من أوسع أبوابه..ولاشك أن الزواج ضروري للمرأة ولحياتها الطبيعية لكن تاخرة لا يعني نهاية العالم، وعلينا مراجعة عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا للحد من ظاهرة العنوسة ومن تداعياتها..والحد من العنوسة يبدأ بتيسير الزواج ومحاربة مظاهر البذخ وتبسيط حفلات الأعراس وتخفيض المهور التي تثقل كاهل الشباب وتنأبه عن الزواج لقلة الباءة والكفاءة.الشيء المفرح في الآونة الأخيرة، إقرار مجلس الشورى على تشجيع إقامة الأعراس الجماعية وبناء صالات الأفراح بأسعار رمزية، والتي تتم في عموم محافظات الجمهورية.إما تداعيات “العنوسة” فلا تقف على الفتاة العانس وحدها رغم معاناتها الشديدة من هذه الظاهرة من أسرتها اولاً ومن المجتمع بشكل عام فضلاً عن معاناتها الجسدية والنفسية والشعور المتفاقم بالدونية والتخوف من قطار الزمن والمستقبل المجهول ونظرتها التشاؤمية من الحياة دون زواج ودون نداءات الأمومة والأنوثة والحياة الطبيعية وتمتد تداعيات العنوسة إلى الأسرة برمتها الأم وهاجسها نحو ابنتها وأحاسيسها المختلفة نحوها والخوف عليها والأب من الأفكار التي تتقاذفه وأسلوب تعامله مع ابنته بين الشد و اللين والتعنيف والرحمة، وهناك الشقيقات اللاتي يسمعن التشنيعات والتقاليد البالية عن العنوسة ومشاكلها فيشعرن بالإحباط فيترحمن على أختهن الكبير وفي نفس الوقت ينتابهن الخوف والقلق والآثار النفسية الضارة.تقول بعض المؤشرات أن مانسبته 30% من نساء اليمن يعاني شبح العنوسة وهذا مؤشر كبير وخطير وعلينا بذل الجهود لخفض نسبة العنوسة في اليمن باجتثات التقاليد والعادات البالية ، وتشجيع الزواج الجماعي وخفض المهور، ومراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للوطن.