بغداد/14 أكتوبر/من: دومينيك ايفانز: أصدرت الحكومة العراقية بيانا أمس الثلاثاء جاء فيه ان السلطات ستراجع وضع كل شركات الأمن الأجنبية والمحلية العاملة في البلاد بعد حادث إطلاق نار تورط فيه حراس شركة بلاكووتر الامريكية. وذكر المتحدث باسم الحكومة على الدباغ ان الحكومة أيدت قرار وزارة الداخلية "وقف ترخيص" شركة بلاكووتر التي توفر الأمن للسفارة الأمريكية ودبلوماسييها وإجراء تحقيق فوري في الحادث. وحث رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهو يضم صوته إلى الغضب العراقي الحكومة على إلغاء عمل هذه الشركة وبقية الشركات التي وصفها بأنها إجرامية وشركات مخابرات يعمل بها عشرات آلاف الأشخاص في أنحاء العراق. وقال الدباغ في بيان ان الحكومة العراقية أكدت الحاجة إلى إعادة النظر في الإجراءات التي تحكم عمل الشركات الأمنية الخاصة في العراق في الوقت الذي أعلنت فيه السفارة الأمريكية في العراق اعتذار الولايات المتحدة عن الحادثة. ووصف البيان الحادث الذي وقع غرب بغداد يوم الأحد والذي أسفر عن مقتل 11 عراقيا على أيدي أفراد شركة حماية أمنية أمريكية خاصة بأنه "اعتداء آثم." وقال البيان الصادر عن الناطق الرسمي للحكومة علي الدباغ ان مجلس الوزراء أكد في اجتماعه الذي عقد أمس الثلاثاء "على ضرورة إعادة النظر في وضع شركات الحماية الأمنية الأجنبية والمحلية العاملة في العراق بما يتناسب والقوانين العراقية." وأضاف البيان "جاء ذلك بسبب الاعتداء الآثم الذي قام به عدد من منتسبين شركة الحماية الأمريكية بلاكووتر بحق المواطنين العراقيين يوم الأحد في ساحة النسور (غرب) بغداد والذي أدى إلى إستشهاد وجرح عدد من المدنيين الأبرياء." وأعلنت وزارة الداخلية العراقية ان الحادثة أسفرت عن مقتل 11 شخصا وإصابة 13 آخرين بجروح إضافة إلى إحراق عدد من السيارات المدنية. واتخذت وزارة الداخلية عددا من الإجراءات بحق الشركة من بينها تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة وإيقاف عمل الشركة في العراق وسحب تراخيصها. وقال بيان الناطق الرسمي للحكومة ان مجلس الوزراء يؤيد "الإجراءات التي إتخذتها وزارة الداخلية بإيقاف ترخيص الشركة المذكورة وإجراء تحقيق عاجل لمحاسبة الأفراد الذين قاموا بالاعتداء على المواطنين وإلزام الشركة بإحترام القوانين العراقية وكرامة المواطنين وكل مايسفر عنه التحقيق من تبعات وإلتزامات." وأعلنت السفارة الأمريكية أمس الثلاثاء اعتذار الولايات المتحدة عن الحادثة وجاء في بيان صادر عن السفارة "الولايات المتحدة تأسف عن أي خسارة بالأرواح نتجت عن هذا الحادث." وأضاف بيان السفارة "نحن نأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار بشكل جاد... واطلقنا تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث بشكل مستفيض." وقال بيان السفارة "ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ورئيس الحكومة نوري المالكي سيكونان على اتصال مستمر لحين استكمال التحقيق." وأضاف ان التحقيق الذي ستجريه السفارة الأمريكية "سيكون بتعاون تام مع السلطات العراقية." وقالت السفارة ان الحادثة وقعت عندما تعرض أفراد شركة الحماية الخاصة إلى إطلاق نار في وقت كانوا يحاولون فيه حماية موكب للسفارة الأمريكية حيث كانت سيارة مفخخة قد انفجرت في المكان قبيل وقوع حادثة اطلاق النار. واتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس هاتفيا برئيس وزراء العراق الاثنين للتعبير عن أسفها لمقتل مواطنين أبرياء في الحادث والذي قالت الخارجية الأمريكية انه وقع أثناء هجوم على قافلة أمريكية. ومن جانبها قالت شركة بلاكووتر ان حراسها تحركوا "بشكل قانوني ومناسب" ردا على هجوم من الاعتداء. وقالت الليلة قبل الماضية أنها لم تتلق مذكرة رسمية من وزارة الداخلية العراقية. وعلى المسؤولين الأمريكيين في بغداد ان يوضحوا الوضع القانوني للمتعاقدين الأمنيين الأجانب في العراق وما إذا كان للسلطات العراقية حق محاكمتهم. وينظر كثير من العراقيين إلى المتعاقدين الذين يعملون في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 على انهم جيوش خاصة تتصرف منذ فترة طويلة بحصانة. وقال وزير الداخلية جواد البولاني يوم الاثنين ان هذه الحالات وقعت أكثر من مرة ولا يمكن البقاء صامتين في مواجهتها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد الكريم خلف ان العراق له الحق بالتأكيد في اتخاذ أي إجراء إذا أطلقت قوات شركة بلاكووتر الرصاص على مدنيين. والغي اجتماع البرلمان أمس الثلاثاء بعد ان حضر 108 أعضاء فقط وهو ما يقل عن النصاب القانوني الذي يبلغ 138 عضوا.