اضواء
بدون قصد يبدأ (مشايخ) الشاشة بالإجابة على أسئلة المتصلين، سؤالاً خلف سؤال، وإجابة بالحلال وثلاث إجابات بالحرام، وتتراكم فتاوى التحريم عبر شاشات التلفزة المختلفة حتى يتم التضييق على الأمة (بدون قصد)، وتكون من أسئلة الناس الذي يقصدون ولا يقصدون. والنتيجة: العالم يشاهدنا !، ويتم تصدير الفتوى المحلية وعولمتها حتى يتم تداولها في أرجاء العالم وفي كثير من الأحيان يكون موقف المستمع لها الاستغراب.قليل من العلماء التلفزيونيين من يستطيع مراعاة أعمار المشاهدين المختلفة وقدر الفهم لديهم، ومعرفة أن ما سيقوله سيتم نشره عبر الأثير في دقائق معدودات حتى يصبح حلالاً للجميع تداوله وحلالاً على المراهقين والشيوخ والنساء تداول مقولاته أو فتاواه، بل حلال على هواة التسجيل التلفزيوني تخزينها ونشرها عبر مواقع الإنترنت مثل موقع «YouTube» المتخصص في تحميل المقاطع المرئية، هذا الموقع يغص بمئات الفتاوى التي أطلقها علماء ودعاة لدينا في لحظات غضب أو راحة، في لحظات مختلفة من التفكير أو الابتسامة والتكشير، فكان حقاً للناشر نشرها ولمن يريد أن يشرح المقولات أن يشرحها. لكن ما هو ذنب أمة كاملة أن تصبح تحدث فتاواها (24) ساعة عبر عشرات القنوات الفضائية، وأصبح يضيق عليها بدرجات مختلفة من التحريم حسب منهجية القناة والداعية؟!التشبيه المناسب لما يحدث هو “الفتوى الصناعية”، وكأنها تمر بمراحل عبر الشاشة إنتاج ثم تغليف ثم تصدير، وهاهي أسئلتنا يتم جمعها وإلقاؤها دفعات على المفتين عبر الشاشة، لتصدر بشكل جماعي كذلك إلى أنحاء العالم، حتى يصبح الحرام علينا حراماً على الأمة كاملة، والحلال علينا حلالاً عليهم؟ لكل مستشفى حالة خاصة به يستطيع سؤال الداعية أو العالم بشكل خاص، أو عبر الأرقام الخاصة بدار الإفتاء. فما الهدف من برامج الإفتاء التلفزيونية والتي أصبح يستشهد بها الجميع تحريماً بدلاً من التوعية؟زوروا «YouTube» واكتبوا (فتوى) لتروا كم نصيب فتاوى الشاشة من أغرب الفتاوى التي صدرت طيلة السنوات الماضية! زر الموقع وأنت الحكم![c1]* عن / صحيفة (الوطن) السعودية .[/c]