حدث وحديث
صلاح بن حويل :وأقصد بالوحدة هنا الوحدة اليمنية تحديداً والتي هي نواة الوحدة العربية والإسلامية.حكم الوحدة في الشرع: واجب ودليل ذلك: أولاً من القرآن الكريم : قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً...) والأمر هنا يقتضي الوجوب كما هو معلوم مثله مثل قوله تعالى (وأقيموا الصلاة..) ،(وءاتوا الزكاة..) وإذا كان واجباً وحدة المسلمين عموماً فالوجوب آكد لمسلمي البلد الواحد من باب أولى.ثانياً من السنة المطهرة : الشواهد كثيرة على ذلك منها مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين الأنصار أصحاب البلد والدار (المدينة) والمهاجرين القادمين من بلد آخر في تلك الفترة (مكة) فما بال من هم أخوة بالنسب والوطن ألا تكون أخوتهم ألزم. ومن أدلة الوحدة أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الكثيرة عن اليمن وفضل أهلها والتي منها: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) وحديث (نفس الرحمن من اليمن)أستحلفكم بالله أين كان يقصد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اليمن أكان يقصد بذلك صنعاء أم عدن أم كان يقصد بها زبيد أم المكلا أم يقصد أبين أم تعز؟ثالثاً الواقع الذي نعيشه: فأينما ذهبت في اليمن تجد أناساً من كل اليمن وهذا ليس من عام 1990م بل من قبل ذلك بكثير وهذا لايختلف عليه اثنان.لهذا كله الوحدة فريضة شرعية مثل الصلاة والصيام وسائر الفرائض نتعبد الله عزوجل البقاء في ظلها ونؤجر على ذلك. والدعوة إلى غير الوحدة دعوة للجاهلية النتنة مثلها مثل الدعوة إلى المحرمات الشرعية مثل ترك الصلاة أو الصيام.. أو عمل أعمال الجاهليين قبل الإسلام المحرمة شرعاً.وقد حارب النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الدعوات والعصبيات التي تريد من الناس العودة إلى ما قبل الإسلام ووحدته، ونقف هنا مع موقفين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وكيف تعامل معهما النبي صلى الله عليه وسلم: الموقف الأول: مرشاس بن قيس اليهودي بالأوس والخزرج في مجلس إخاء ومحبة قد جمعهم فغاضه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فأمر فتى شابا من اليهود أن يعمد اليهم ويذكرهم بيوم بعاث (بعاث معركة عظيمة وقعت في الجاهلية بين الأوس والخزرج) فتكلم القوم وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثبوا وغضب الفريقان وتنادوا السلاح السلاح وكادت تنشب الحرب فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال: يامعشر المسلمين الله الله ابدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للاسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية وأستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم، فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بين قيس. الموقف الثاني: أن أجيراً لعمر بن الخطاب يقال له جهجاه الغفاري ازدحم هو وسنان بن وبر الجهني على ماء فاقتتلا فصرخ الجهني يامعشر الأنصار وصرخ جهجاه يامعشر المهاجرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة. فكل دعوة إلى غير الإسلام ووحدته جاهلية منتنة ممقوتة لايجوز مناصرتها.. وسنقف في المواضيع القادمة على المزيد من الأدلة الشرعية في هذا الموضوع.