صباح الخير
الحديث عن (الإرهاب) ليس جديداً، بل صار حديث الشارع قبل الحكومات .. الإرهاب ومكافحته والبحث عن سبل وطرائق وآليات لمواجهة هذه الآفة التي دقت أبوابنا وأزعجت مسامعنا منذ أواخر القرن الماضي وتصاعدت وانتشرت بشكل مخيف في حياتنا.نعم نقول إن الحديث عن الإرهاب ليس جديداً، وهناك الآلاف من الكتابات العربية والغربية تناولت هذا الموضوع من شتى النواحي .. ولكن مانحب إعادة الإشارة إليه في هذا الموضوع الهام والخطير هو ( دور الشباب في تنفيذ الأعمال الإرهابية) وأقصد هنا طرح السؤال الذي باعتقادي ظلت الإجابة عليه من الحكومات والأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب، قاصرة على العموميات والفلسفات التي لا تلامس جوهر السؤال، وإن وجدت من هنا وهناك بعض الإجابات القريبة من الجوهر فإنها لاتجد طريقها إلى التنفيذ .. السؤال هو “ ماذا يدفع الشباب أكثر من غيرهم من شرائح المجتمع في أي دولة إلى الانخراط مع الجماعات المتطرفة وتنفيذ أعمال إرهابية تقتل الأبرياء تحت مزاعم كاذبة بأن (الشريعة الإسلامية) تدعو إلى ذلك ؟ في الوقت الذي تؤكد كل الحقائق وما ورد في القرآن الكريم الذي لايمكن تجاوزه عند الحديث أو تنفيذ الشريعة الإسلامية السمحاء.. أن دين الإسلام الحنيف دين عقل وحق وليس دين قتل كما يحاول المتطرفين الإرهابيون تصويره أمام العالم اليوم.نقول ماهي أساليب وآليات الجماعات المتطرفة في النفاذ إلى فكر الشباب وجرهم إلى التهلكة والى ما يغضب الله ورسوله..؟!من نافل القول أن الفقر والبطالة إلى جانب الأمية هي عوامل رئيسية ينفذ منها الإرهاب إلى جسد الشباب وتلعب المناهج التي تنشر الأفكار المتطرفة والمتواجدة مع الأسف في العديد من الدول خاصة الفقيرة، دورها الخطير والمتميز في التأثير على عقول الشباب الذين لايجدون مواجهة من قبل الحكومات، خاصة في حل مشاكل الفقر والبطالة والجهل .. ناهيك على عجز الحكومات في وضع ضوابط لما تبثه بعض الفضائيات التي تدار من قبل متطرفين تحت مسمى (الدين الإسلامي) والدين بري منهم ومن أفكارهم الشريرة. هذه المعضلة وقد أشار إليها وأكد عليها أكثر من مرة وفي أكثر من موقع إقليمي وعربي ودولي فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأن (الفقر والبطالة أحد أهم أسباب الإرهاب).. هذه المعضلة تتطلب تضافر الجهود للقضاء على الفقر والبطالة وكذلك الجهل من خلال إيجاد برامج تنمية شاملة تراعي ضرورة إيجاد فرص عمل مناسبة للشباب وعدم تركهم فريسة سهلة للأفكار المتطرفة.. وكذلك مراجعة المناهج التعليمية مراجعة شاملة تنمي روح الإسلام الحقيقي الخالي من فتاوى وهراء المتشددين.. هذه الروح التي تستند إلى القرآن الكريم كمرجع رئيسي و الى الأحاديث النبوية الشريفة .. إضافة وضع رقابة تحمي الأجيال والوطن والإسلام ذاته من مايسمى (المعاهد الدينية) من خلال ربطها بالتعليم الحكومي.الخلاصة إننا إذا استطعنا التركيز على شريحة الشباب وإعطاؤهم فرصة الإبداع والاندماج في التنمية فإن جرثومة الإرهاب ستجد المبيد المناسب للقضاء عليها.. والله من وراء القصد.
