بغداد / وكالات :قالت وزارة الداخلية العراقية أمس (الاثنين) ان قوات عراقية ألقت القبض على أمير (دولة العراق الإسلامية) للمنطقة الشمالية وخمسة من مساعديه شمالي بغداد. وقال عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية ان "قوات عراقية من الشرطة والجيش تمكنت بعملية عسكرية كبيرة من إلقاء القبض على مايسمى رئيس دولة العراق الإسلامية محارب عبد الله الجبوري وخمسة من مساعديه."وأضاف خلف ان العملية "تمت في الساعة الرابعة صباحا يوم الأحد في منطقة الضلوعية." وتقع الضلوعية ضمن اقليم محافظة صلاح الدين وعلى مسافة 90 كيلومترا الى الشمال من بغداد.ورفض إعطاء أي مزيد من التفاصيل كما لم يعط الجيش الأمريكي أي تصريح حول الحادثة.وكانت جماعات مسلحة يعتقد ان لها صلة بتنظيم القاعدة تنضوي تحت تجمع يطلق على نفسه مجلس شورى المجاهدين أعلنت في منتصف أكتوبر الماضي إقامة دولة العراق الإسلامية. وقالت الجماعة في بيانها وقتذاك ان هذا التشكيل يأتي ردا على إقرار البرلمان العراقي قانون تشكيل الأقاليم وان هذه الدولة تضم المحافظات والمناطق التي اغلب سكانها من السنة العرب.قالت مصادر من أهالي منطقة الضلوعية ان الجبوري يبلغ من العمر ستة وثلاثين سنة ومتزوج ولديه أربعة أبناء وهو حاصل على شهادة الماجستير في القانون "ولديه ميول وتوجهات متشددة."وأضافت المصادر ان القوات الامريكية سبق وان اعتقلت الجبوري في عام 2004 وإنها أطلقت سراحه بعد مايقرب من سنة. على صعيد الوضع الميداني لقي عشرات العراقيين مصرعهم وأصيب آخرون في أعمال عنف متفرقة بالبلاد, كما عثر على عشرات الجثث مجهولة الهوية, في الوقت الذي لا تزال فيه حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ماضية في خطتها الأمنية منذ أكثر من أسبوعين.وقالت مصادر أمنية عراقية إن 26 شخصا قتلوا وجرح 42 آخرون -بينهم نساء وأطفال- إثر انفجار سيارة مفخخة في شارع المتنبي قرب جامع الحيدر وسط بغداد.وتسبب الانفجار في الشارع المليء بالمكتبات في اشتعال النيران في متاجر وسيارات تصاعدت على أثرها أعمدة كثيفة من الدخان.من جهة أخرى استأنف الجيش الأميركي وقوات عراقية عملية أمنية واسعة بمدينة الصدر بحثا عن مطلوبين. ويشارك في العملية مئات الجنود, حيث أغلقت بعض الشوارع وفتشت المنازل. وكان قرابة 600 جندي أميركي و550 جنديا عراقيا نصبوا أمس حواجز بالمدينة وفتشوا منازل بحي جميلة في أقصى جنوب المنطقة.كما قالت الشرطة إن قنبلة زرعت على جانب طريق انفجرت قرب زوار أثناء توجههم غلى مدينة كربلاء, فقتلت اثنين على الأقل وأصابت عشرة آخرين. وفي حادث منفصل قتل خمسة أشخاص وأصيب 17 آخرون عندما أطلق مسلحون النار على زوار آخرين متجهين أيضا إلى كربلاء.وأعلنت قوات الأمن العراقية أنها قتلت عشرة مسلحين واعتقلت 68 -بينهم خمسة من جنسيات عربية- خلال الساعات الـ24 الماضية في إطار خطة بغداد الأمنية. وفي تكريت أعلن الجيش الأميركي أن قواته احتجزت 36 مشتبه فيه أثناء مداهمات قرب الحدود مع سوريا بالإضافة إلى الفلوجة وبغداد. وبشأن مسلسل الجثث قالت الشرطة إنها عثرت على جثث ستة أشخاص -بينهم أطفال- في حي الأعظمية ببغداد. كما عثرت على نحو 20 جثة لضحايا قتلوا بالرصاص حمل بعضها آثار تعذيب في الكرخ غربي العاصمة. وعثر أيضا على أربع جثث بها طلقات رصاص وآثار تعذيب في بلدة سليمان بك جنوبي كركوك.وفي الضلوعية شمالي بغداد قال متحدث باسم الداخلية إن القوات العراقية اعتقلت نائب أمير ما يعرف بدولة العراق الإسلامية ويدعى محارب الجبوري إضافة إلى خمسة من مساعديه. وفي سياق آخر أمر رئيس الحكومة نوري المالكي بإجراء تحقيق عاجل في اقتحام مقر أمني بمحافظة البصرة أسفر عن إطلاق سراح 37 معتقلا واكتشاف حالات تعذيب.وجاء في بيان صادر عن مكتب المالكي أنه طالب بإجراء تحقيق عاجل في حادث اقتحام مبنى وكالة المعلومات والتحقيقات المحلية الوطنية التابعة لوزارة الداخلية جنوب مدينة البصرة من قبل قوة عراقية خاصة وبإسناد من قوات التحالف بالمحافظة.وشدد مكتب رئيس الحكومة في بيانه على ضرورة "معاقبة الذين قاموا بهذا العمل غير القانوني واللامسؤول".من جهته قال متحدث باسم الجيش البريطاني إن العملية استهدفت موقعين للاشتباه فيهما، موضحا أن خمسة أشخاص اعتقلوا بشبهة التورط في "أنشطة إرهابية خطيرة تتضمن المشاركة في هجمات بعبوات ناسفة ضد المدنيين والقوات المتعددة الجنسيات بالموقع الأول". إلى ذلك أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن حكومة بلاده ستعارض أي جهود لإشراك مجلس الأمن الدولي في حل أزمة بلاده، مشددا على أن هذه المسألة شأن داخلي وستحل على هذا الأساس.وقال زيباري من مقر إقامته في القاهرة إن ما طرح من أفكار في اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن تدويل المسألة العراقية مرفوض تماما، مضيفا أن الحكومة العراقية منتخبة من شعبها وهي قادرة على التعامل مع الوضع الداخلي. وأكد الوزير العراقي أن حكومة بلاده لا تنظر إلى توصيات اجتماع القاهرة بوصفها مطالب أو شروطا، وهي بدأت بالفعل في الإصلاحات السياسية التي تراها مناسبة. وأعرب زيباري عن أمله في أن يسهم المؤتمر الأمني المقرر انعقاده في بغداد يوم 10 مارس الجاري في تخفيف التوتر الإقليمي وتشجيع دول الجوار لإظهار التزامهم القوي بإرساء الاستقرار في العراق.وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم بالقاهرة إلى أن تكون الحكومة العراقية حكومة وطنية لكل العراقيين، وطالبوا بتوسيع العملية السياسية بما يحقق مشاركة أوسع لمختلف مكونات الشعب العراقي. وطالب رؤساء الدبلوماسية العربية مجلس الأمن الدولي بوضع جدول زمني لانسحاب جميع القوات الأجنبية من العراق.ولمح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الحكومات العربية تفكر في نقل هذه التوصيات إلى مجلس الأمن لتضمينها في قرار ملزم.وفي السياق دعا طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي دول المنطقة إلى المساعدة على إرساء الاستقرار في العراق، وطالب بتضافر كل الجهود العربية والدولية لتحقيق هذا الهدف.وقال الهاشمي للصحفيين لدى وصوله اليوم إلى دمشق في زيارة تستمر بضعة أيام إنه سيبحث مع المسؤولين السوريين -ولاسيما الرئيس بشار الأسد- سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في وقت يريد فيه العراقيون أن تنشط الجهود السورية لمساعدتهم وإخراجهم من الوضع الصعب الذي يواجهونه.وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي إن بلاده لا تعارض اشتراك الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن في مؤتمر بغداد. وأضاف متكي أن بلاده اقترحت أن يجتمع وزراء الدول المجاورة للعراق والدول الخمس دائمة العضوية بعد هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن مناقشات تجري حاليا لتحديد مكان انعقاد هذا الاجتماع.
وزارة الداخلية : القبض على أمير (دولة العراق الإسلامية)
أخبار متعلقة