تلقت صحيفة(14أكتوبر) اتصالات عديدة من القراء وبالذات من عدن وأمانة العاصمة طالبوا فيها إعادة نشر مقال الزميل منصور نور بعنوان (فصل المهرجان في الرد على تحريم الغناء والباذنجان) بسبب نفاد العدد من الاسواق يوم نشره في العدد (14022) بتاريخ 13فبراير2008م.وتلبية لرغبة القراء نعيد نشر المقال:في زمن كانت عدن تنعم بظلال العلم والعلماء ممن عاشوا فيها (الباحميش والبيحاني والعبادي) ، وتلامذتهم الأفاضل ، كان لعدن زمن جميل في الغناء والطرب، وكانت هناك أصوات مشائخ الغناء مثل: ابراهيم ومحمد الماس، وعوض المسلمي والجراش وأحمد عبيد القعطبي، وجاء بعدهم الفنانون محمد سعد عبدالله وأحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي وغيرهم من الأصوات الناجحة سالم بامدهف وفرسان خليفة وآخرون. وشهدت عدن الزيارة الشهيرة للفنان العملاق فريد الأطراش بدعوة من رجل الفن المعروف حسين اسماعيل خدا بخش في فبراير 1955م ، وأحيا حفلات فنية لمدة أسبوع في عدن، وزيارة أخرى قام بها الفنان الهندي الشهير (ديليب كمار) ونخبة من نجوم السينما الهندية، لحضور حفلات العرض الأول لأفلامهم في سينما أروى / عدن ، بدعوة من السيد أحمد حسن (أبو فاطمة). ويصادف شهر فبراير هذا العام مرور أكثر من نصف قرن على زيارة فريد الأطرش وديليب كمار ، وعدن على موعد مع مهرجانها الذي تحييه الفنانة ( نجمة الغناء) أصالة نصري ، ومعها عصام كاريكا وفرقته الاستعراضية.. عدن الثقافة والريادة العريقة. ولزوم الواجب يحثنا على أن نذكر دعاة تحريم الغناء وفن الموسيقى، إن المعركة بين التحريم والاستجاب والإكراه قائمة وقبل أكثر من ستين عاماً تصدى الأمير الأديب أحمد فضل القمندان لدعاة التحريم في كتيبه (فصل الخطاب في إباحة العود والرباب) ، وأستند القمندان في رده على بعض الاحاديث النبوية على صاحبها أزكى صلاة الله وأفضل تسليمه ومنها ، مارواه النجاري بسنده ، عن عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) ، قالت : دخل علي رسول الله (ص) وعندي جاريتان تغنيان ودخل أبوبكر فنهرني وقال «مزمار الشيطان عند النبي» ، فأقبل عليه صلى الله عليه وسلم وقال «لكل عيده وهذا عيدنا». وأشار القمندان إلى ما ذكره الإمام محمد بن علي الشوكاني في مؤلفه (نيل الأوطار) في باب اللهو والدف ، عن إبن عباس : أنكحت عائشة ذات قرابة لها في الأنصار ، وقال رسول الله (ص) أهديتم الفتاة ؟ قالوا: نعم، قال: أأرسلتم معها من يغني؟ قالت: لا ، فقال رسول الله (ص) إن الأنصار فيهم غزل أبعثوا من يقول آتيناكم آتيناكم فحيانا وحياكم: (رواه ابن ماجة) .وقال الشوكاني وقد حكى عن الهادي عن الدف أنه محرم أيضاً ، إذ هو آلة لهو، وحكى المؤيد بالله عن الهادي أيضاً أنه يكره فقط، وقال العباس وأبو حنيفة وأصحابه :بل مباح لقوله صلى الله عليه وسلم وأضربوا عليه بالدفوف ، ويؤيد ذلك في حديث المازني. إذن النبي رسول الله (ص) كان يكره نكاح السر حتى يضرب بالدف (1). والأنصار أليس هم أهل المدينة الحضر ، ومن القبائل اليمنية التي هاجرت إلى (يثرب) وناصرت الإسلام وفيهم الغزل! ففي الأحاديث المقدم ذكرها منع النبي (ص) أبا بكر عن قطع غناء الجاريتين وفيها استماعه للغناء ، وعزف الدف من النساء الأنصاريات وفيها اقتراح على عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) أن تأخذ معها لهواً في زفاف المرأة الرجل الأنصاري ، وفيها اقتراح على عائشة بالنظر إلى اللهو حين لعب السودان وأمرهم بالاستمرار في اللهو وقوله: (دونكم يابني أرفده)!! وفينا من أتى بالأمس ليحرم على النساء المسلمات العفيفات لمس الخضار مثل الباذنجان والكوسة والخيار ، وقد خلقها الله على شكلها لتكون غذاء لنا، وكان هذا التحريم والإكراه محل سخرية الكثير من العقلاء ، كما سخروا من دعا إلى تجنيب المرأة من استحلاب الأبقار والأغنام. وكان المجوزون قد قالوا يستحب لكونه يرق القلوب ويطيب الأشواق والإحزان وقال بعضهم (إنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله (ص) ولا في معقولهما من القياس والاستدلال ، مايقتضي تحريم مجرد سماع الأصوات الطيبة الموزونة مع آلة من الآلات (2).ولماذا التحريم في عدن ، عن دونها من المدن اليمنية والعربية ، هل لأن عدن في نظر الآخرين (تورا بورا) أم لأنها مدينة قابيل ويأبى الحاقدون على عدن أن تبقى بعيداً عن مجدها وإرثها الثقافي وريادتها وفضلها على الغناء اليمني؟. وأين هم المحرمون، من موقف الفنان ودور الأغنية عند مواجهة الاستعمار؟ وأين هم من مكانتها في وجداننا؟! اليوم تقف النجمة الفنانة أصالة نصري وعصام كاريكا وكل الأقلام المثقفة وعدن بجميع أهلها وشبابها في خندق واحد ضد دعاة التحريم وضد من لايريد الخير والأمان لعدن واليمن عموماً ، ألم يسمع أولئك الدعاة أن الغناء بدأ في الحجاز وغنى المنشدون في المدينة ومكة المشرفة وبين ايدي الأمراء في دمشق وبغداد؟! سيظل الغناء غذاء الروح وسترق القلوب بسماعه وها نحن مازلنا نردد الغناء الجميل والشعر البديع للإمام العلامة أبي بكر عبدالله العيدروس العدني .. هذا العالم الجليل رضوان الله عليه .. وله أغان مازالت تغنى ومنها: [c1]ذا نسيم القرب نسنس وشفى سقم المحبين ودجا الديجور عسعس وغفت عين الشياطينديك أسكت ليتك أخرس لاتفرق بين ألفين صبح أسألك لاتنفس أجعل الليلة كليلين [/c]وليت من دعا إلى التحريم (أخرس) وياصبح عدن الجميل ليت المهرجان يكون الليلة كليلين ، وكل أيام عدن مهرجان في مهرجان وصوت (أصالة) الشادي (حين ترنح وتمايس قده الممشوق باللين / بالقلائد قد تلبس والجواهر غصن من تين ) .
|
تقارير
فصل المهرجان في الرد على تحريم الغناء والباذنجان
أخبار متعلقة