المجتمع الإسلامي يسعى للقضاء على الفقر والأمية والفساد وكل السلبيات التي تشوه صورته فهو المجتمع الذي يدين بدين الله الخاتم ويتبع نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولذلك فإن الأولى في إعطاء الفقراء من مال الزكاة أن يصل حد الاعطاء إلى درجة الاغناء لما في ذلك من القضاء على فقر الفقير ولما فيه من مشاركة هذا الفقير في العام المقبل إخوانه الأغنياء في دفع الزكاة.فيجوز إعطاء الفقير الواحد من الزكاة ما يكفيه غالب العمر يعني يمكن إعطاؤه ما يكفيه لمدة “60 سنة” وقيل مائة سنة وبين الشافعية أن المراد بغالب العمر مدة 60 عاما فإذا كان بعدها الفقير مازال فقيرا يأخذ من الزكاة ما يكفيه لمدة عام واحد وهكذا.وهذا ما بينه الرملي رحمه الله حيث سئل عن قولهم يعطى الفقير من الزكاة كفاية العمر الغالب فما حد العمر الغالب المذكور وما قدر ما يعطى إذا جاوز العمر الغالب؟ فأجاب بأن حد العمر الغالب ستون سنة فإذا جاوز العمر الغالب أعطي كفاية سنة فإن جاوزها أعطي كفاية سنة أخرى وهكذا وهذا ما ذهب إليه كذلك ابن تيمية رحمه الله كما نقله عن المرداوي حيث قال: “والشيخ تقي الدين جواز الأخذ من الزكاة جملة واحدة ما يصير به غنياً وان كثر” وعلى ما سبق ذكره من مذهب الإمام الشافعي وغيره نرى أنه يجوز إعطاء الفقير من زكاة المال ما يغنيه ويخرج به من مسمى الفقر بل يجوز إعطاؤه ما يكفيه طوال عمره الغالب كما مر.
|
رمضانيات
إعطاء الزكاة لفقير واحد.. جائز
أخبار متعلقة