بلغ عدد الفنادق القائمة في عدن حتى قيام الوحدة ستة فنادق فقط منها واحد فقط من فئة خمسة نجوم بطاقة إيوائية قدرها 693 غرفة ـ سعة 1144 سريرا .وبعد تحقيق الوحدة المباركة وإعلان عدن عاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية وتأسيس اول منطقة حرة فيها .. بدأت الدولة تنظر في مسألة تنشيط السياحة على مستوى اليمن خصوصاً في محافظة عدن ,فكان لا بد من إعادة النظر في قضية الفنادق والمنشآت السياحية المؤممة منذ عام 1972 م فكان إن صدر قرار مجلس الوزراء رقم 15 لعام 1992 م وقضى بإعادة تلك المنشآت إلى ملاكها اليمنيين.ومنذ قيام دولة الوحدة المباركة شهدت محافظة عدن تطورا ملموسا ومتسارعاً في قطاع السياحة .. فقد أنشئت العديد من الفنادق والمطاعم السياحة وانتشرت وكالات السفر والسياحية بأعداد كبيرة.وتزايد الإقبال على الاستثمار السياحي ومن خلال المقارنة التالية يمكن الاطلاع بالأرقام على حقيقة القفزة الهائلة من التطور والتنامي لقطاع السياحة بمحافظة عدن حتى نهاية عام 2008 م على النحو التالي :ـ الفنادق والشقق الفندقية زادت من (15) فندقا إلى ( 150 ) فندقا.ـ السعة الإيوائية الفندقية زادت من (1144 ) سريرا إلى ( 9013) سريرا .ـ المطاعم السياحية زادت من مطعم واحد إلى ( 38 ) مطعما .ـ وكالات السياحة والسفر زادت من وكالة واحدة إلى ( 83 ) وكالة.الجدير بالذكر انه يوجد حاليا ( 19 ) مشروعا سياحيا قيد التنفيذ بقيمة استثمارية مقدارها حوالي ( 16 ) مليار ريال . وهي عبارة عن فنادق فئة اربعة نجوم وثلاثة نجوم ومنتجعات وشاليهات سياحية ومنشات ترفيهية ونتوقع ان يدخل بعضها مرحلة التشغيل خلال العام الجاري 2010 م في اطار الترتيبات الجارية للانتهاء من تشطيبات هذه المشاريع في مدة أقصاها منتصف عام 2011م بمدينة عدن حيث ستوفر سعة إيوائية إضافية بحدود 1408 غرف وما لا يقل عن 400 فرصة عمل .وفي عدن عدد من المعالم التاريخية الأثرية التي لابد من زيارتها إلا أن صهاريج الطويلة تأتي في مقدمة هذه المعالم التي تعتبر مأثرة معمارية هندسية تدل على عظمة ابتكار الإنسان اليمني لاحتياجاته قديماً وهي عبارة عن مجموعة من الصهاريج موزعة بين سفوح وقمم الجبال المحيطة بالمدينة ولعبت دوراً مزدوجاً كخزانات للمياه تارة وكقنوات لتصريف المياه وحماية المدينة من أخطار السيول المنحدرة من قمم الجبال تارة أخرى ووظيفة الحماية هذه مازالت مستمرة حتى يومنا هذا ولذلك تعتبر مفخرة لعظمة الإنسان اليمني.ومن المعالم الأثرية أيضاً قلعة صيرة التي يقال إن تاريخها يعود إلى ما قبل دخول الإسلام إلى اليمن ولعبت القلعة دوراً تاريخياً في حماية المدينة من هجمات الغزاة ولا تقتصر المعالم الأثرية التي تزخر بها مدينة عدن على ذلك فحسب بل تحتضن العديد من القلاع والأسوار والأبواب القديمة وأبرزها بوابة عدن التي تعتبر تحفة هندسية ومعمارية إضافة إلى احتضانها المساجد القديمة لمختلف المذاهب الإسلامية والمعابد الفارسية والهندوسية والكنائس ، وغيرها من المعالم ، كما أنه بحكم موقعها الجغرافي المميز حازت على شهرة دولية كمركز للتجارة البحرية ومقصداً لمختلف الأعراق والعقيدة ولذلك نجد المباني القديمة فيها تعبر عن هذا التنوع الجغرافي المتعايش عبر الأجيال المتعاقبة.وبعد صدور القرار الجمهوري رقم 387 لسنة 2002م بإنشاء الهيئة العامة للتنمية السياحية، تمّ إنشاء هيئة متخصصة تعنى بالاستثمار السياحي وبالتنمية السياحية بشكل عام في محافظات الجمهورية، وعلى وجه الخصوص محافظة عدن ومن مهامها القيام إجراء المسوحات السياحية التي تقوم بها الهيئة “المركز الرئيسي” وفي حدود النطاق الجغرافي للمنطقة السياحية وتقوم على تقديم التسهيلات للمستثمرين في المجال السياحي بموجب قانون الاستثمار واللوائح والأنظمة النافذة وأيضاً تمثيل الهيئة في الاجتماعات والفعاليات التي تتم في المحافظات الواقعة في النطاق الجغرافي للمنطقة السياحية وحماية الأراضي والمواقع المخصصة للتنمية والاستثمار السياحي، وهذا يكون بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة ويتم العمل على استقبال طلبات لإقامة مشاريع استثمارية سياحية ودراستها لاتخاذ ما يلزم بشأنها ومتابعة سير تنفيذ المشاريع المرخص لها من الجهات الاستثمارية لمعرفة مدى الإنجاز ورفع تقارير عن وضع تلك المشاريع وإعداد الخطط والبرامج ذات الصلة بالتنمية السياحية، وهذا التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في تنفيذ مهام تطبيق الشروط والمواصفات الفنية والمعمارية للمشروعات السياحية والضوابط والشروط الفنية والمعمارية التي تصدرها الهيئة في تشجيع وتطوير المنتجات والمشغولات اليدوية التقليدية المرتبطة بالسياحة والقيام بتحصيل الموارد المالية المستحقة للهيئة في ضوء القرار لإنشاء اللوائح المنظمة لذلك والقيام بأية مهام أخرى تقتضيها طبيعة عمل الهيئة العامة للتنمية السياحية في عدن.وبلغ عدد المشاريع الاستثمارية السياحية في عدن والتي هي قيد التنفيذ 21 مشروعاً سياحياً بكلفة إجمالية بلغت ستة عشر ملياراً وسبعمائة وعشرة ملايين ريال، عدد المشاريع التي تمّ إنشاؤها على الأراضي المصروفة من قبل الدولة لغرض الاستثمار السياحي، وأما المشاريع التي تمّ إنشاؤها على الأراضي الخاصة بهم 10 مشاريع سياحية.وهناك عدد من المستثمرين الجادين الذين أنجزوا مشاريعهم السياحية مثل إنجاز مشروع فندق ميركيور 4 نجوم ومشروع مجمع عدن السياحي التجاري، وهناك بعض من المستثمرين ومنهم من قام بشراء الأرض من بعض المواطنين وأقام مشروعه السياحي وبعض آخر حوّل مبناه السكني التجاري بعد إجراء بعض التعديلات عليه إلى فندق لتلبية حاجة المحافظة المتزايدة من المنشآت السياحية.أما المشاريع المرخصة حتى أغسطس 2007م فقد تمّ إنجاز البستان السياحي وموقعه في خور مكسر وأيضاً مشروع فندق 3 نجوم الواقع في مدينة المنصورة الخط الدائري وتمّ إنجاز مشروع أجنحة وشقق مفروشة في مدينة كابوتا وفندق ثلاثة نجوم في مدينة الدرين - عبدالقوي وأجنحة سياحية الواقعة في مدينة المنصورة خلف السنافر وفندق ثلاثة نجوم الواقع في طريق عدن - تعز - دار سعد وتقدر الكلفة الاستثمارية لهذه المشاريع سبعمائة وتسعين مليون ريال.وأما المشاريع الاستثمارية التي هي قيد التنفيذ في محافظة عدن خلال شهر أغسطس الماضي، الذي وصل عددها إلى 24 مشروعاً، موزعة بين عدن والمنصورة والتواهي (جولد مور) وخورمكسر والمعلا وطريق عدن - تعز الخط الدائري.وهذه المشاريع عبارة عن فنادق وشاليهات ومدينة ملاهي وأجنحة سياحية ومشروع ترفيهي ومجمع ومجموعة واحات وأجنحة وشقق مفروشة وهذه تقدر كلفتها الاستثمارية ستة عشر ملياراً وتسعمائة وخمسة وسبعين مليون ريال.[c1]السياحة الداخلية[/c]يعد عام 2002 م البداية لازدهار السياحة الداخلية في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن . فقد تدفق على عدن في عطلتي عيد الفطر وعيد الأضحى ولأول مرة ما لا يقل عن نصف مليون زائر في كل مناسبة وحينها لم يتجاوز عدد الفنادق في عدن 74 فندقا بسعة 4029 سريرا .ونتيجة للبدايات المشجعة والملموسة لازدهار السياحة الداخلية إلى عدن من مختلف محافظات الجمهورية برزت الحاجة الملحة لإنشاء المزيد من الفنادق والشقق الفندقية لزيادة السعة الإيوائية الفندقية .فشهدت الأعوام بين 2003 ـ 2008 م تناميا متزايدا للاستثمار السياحي في عدن حيث فتحت العديد من الفنادق التي تركزت في مديريات المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد كما فتحت فنادق ( 4 نجوم ) في كل من خور مكسر والمعلا و فتحت العديد من المطاعم السياحية بمختلف درجاتها لمواكبة الأعداد المتزايدة من زوار محافظة عدن خلال عطلة الأعياد الدينية وشهدت الأعوام 2006 ـ 2007 ـ 2008 م ذروة ارتفاع عدد الزوار إلى ما يقارب مليوناً شمل المغتربين والأشقاء من الجزيرة والخليج الذين يحرصون على قضاء الأعياد في ربوع اليمن كما يفضلون قضاء عطلة الصيف ( يونيو ـ أغسطس ) من كل عام في عدن الجميلة والساحرة حتى استحقت ان يطلق عليها قبلة السياحة الداخلية وثغر اليمن الباسم .
قطاع السياحة في عدن يشهد تطورا متسارعا بعد الوحدة
أخبار متعلقة