الأديبة المغربية مالكة عسال على موعد مع ( 14 أكتوبر )
حاورتها عبر الماسنجر: فاطمة رشادأديبة اقتحمتها الآلام التي يشهدها العالم فلم تقف وقلمها مكتوفين، وبعيداً عما يحدث في العالم العربي قررت أن تخرج من صمتها لتسطر كلماتها بحرارة وتقول للعالم: هأنا أتيت من رحم الحرف ومن وسط الصمت .لم نكن على موعد لكي نلتقي بها ولكن المصادفة قادتنا إليها في ذات ليلة وعبر (ماسنجرها) المفتوح كان لقاؤنا بها فمن خلال صمتها يعني أن هناك عملاً أدبياً سيولد في لحظات الصمت ... هكذا هي صمت متفان لولود عمل أدبي جديد لقد اقتحمت باب الأدب متأخراً ولكن صار لاسمها وجود وصدى في الساحة الأدبية في المغرب العربي.الأديبة والمترجمة المغربية مالكة عسال صاحبة قصيدة “ نون النسوة” التي ترددها معها النساء هاهي معنا على أوراقنا تفتح قلبها بكل رحابة صدر:[c1] منتديات[/c][c1] * بداية سألتها عن رأيها في المنتديات الثقافية خاصة وأنها عضوة في أكثر من منتدى ثقافي الالكتروني أجابت قائلة:[/c]هناك الرديء وهناك الجيد.. أصبحت تتفرخ كالنمل تتوخى الصراعات بين الأعضاء عوض المحبة والتآخي، يصل الحد إلى الهجاء والسب الشيء الذي ليس من شيم الأديب.مقاطعة سألتها : هل فعلاً استطاعت المنتديات أن تخدم الأدباء في تقديم إبداعاتهم الأدبية والتي كانت محصورة في بلدانهم؟أجابت بسرعة : طبعا دون شك.. لقد ساهمت في تلاقح التجارب ،وربط جسور التعارف بين الأقطار العربية، كما ساهمت في ترشيد التجارب الفتية عن طريق قراءة المبدعين لبعضهم البعض. [c1]حركة نقدية[/c][c1]* كثير من النقاد في الوطن العربي يتذمرون من وضع النقد فمارايك إذاً في الحركة النقدية في الوطن العربي ؟[/c] لحركة النقدية في بدايتها كانت عبارة عن انطباعات يحاصرها الذوق الشخصي تأثرياً وذاتيا ً،لكن نظراً لظهور بعض المناهج مثل التكويني والبنيوي ،ونقد النقد ..بدأ النقد يشق طريقه بأسلوب أكاديمي نحو الأرقى بكل ماله من أدوات علمية موضوعية ..تتناول النصوص في أبعادها الاجتماعية والنفسية .[c1]القصيدة الأقرب[/c][c1]* أستاذة مالكة هناك قصائد عدة تغنيت بها فماهي القصيدة الأقرب إليك ؟[/c] ببساطة تجيب :بالطبع القصيدة التي نشرت في أول جريدة ،والتي كدت أفقد صوابي يوم النشر وهي بعنوان “جراح “.[c1]مقاطعة: [/c][c1]* عن ماذا تدور فكرة قصيدة “جراح “؟ [/c] حول عالم مخمور ، أخطأ وصفته الطبية فأصبحت تنخر جسده الأعطاب. [c1]*فإلى أين تأخذك القصيدة إذن؟ [/c] تأخذني إلى عالم طفولي لأعيد ترميم الساقط من أيامي ،تأخذني إلى عالم المرأة الضائعة والشباب المهمش والإنسان القضية ،والشعوب المنتهكة..إلى هنا تأخذني وتصل بي .. [c1]حركة الترجمة[/c][c1] * ما رأيك بالترجمة في الوطن العربي هل وصلت إلى الشكل المطلوب وماهي الصعوبات التي تواجهينها كمترجمة ؟ [/c] الترجمة ممكنة في المواد العلمية قد تؤتي أكلها لكن في المواد الأدبية مهما أقامت الدنيا ولم تقعدها ،لن تصل طبعا لمستواها المطلوب، لأنه قد تخضع إلى الجانب النفسي شئنا أم أبينا ..واللحظات الإبداعية المضمخة بالانفعال والتوتر لدى المبدع ليست هي نفسها لدى المترجم ..لذا قد يحدث خلل ما ضمنياً...لكن هذا لايمنع أن بعض الرواد المترجمين قد حققوا نسبياً بعض المقاربات في هذا الميدان .. [c1]بداية متأخرة[/c][c1]*بدأت الكتابة متأخرة ماهي الأسباب التي جعلت لأحرفها أن تتأخر كل هذا الوقت ؟[/c] طرح في أكثر من منبر وبأساليب مختلفة ..تصدقينني القول إن قلت لك أنا نفسي لاأدري ...أنا كنت سيدة البيت أربي وأقوم بأشغال البيت ..أدرس المستوى الأول ابتدائي لأكثر من 28سنة لا أعرف للكتاب سبيلاً .. ولا للجرائد أعمدة ..حتى صرت لا أعرف كتابة رسالة ومع بداية الهجمة على العراق ومذبحة فلسطين من قبلها أحسست بضيم قوي فوجدتني أمسك القلم وأكتب.. كتبت النص الأول يوم27 أكتوبر 2003 ولحق به الثاني “جراح”بعد ثلاثة أيام أي 30/ 10/ 2003 موتابعت القراءة وقراءة الدواوين لأني كنت اكتب من فراغ ..ومازلت على الحال إلى اليوم .[c1]* هل حقاً الأديبة تجد تهميشاً لكتاباتها ؟[/c] في الأول فقط ربما أحسست أن هناك تهميشاً ..لكن الآن لقي إبداعي كل التقدير من مختلف المنابر إذاعة وتلفزة ،وورقياً بالجرائد والمجلات ،داخل المغرب وخارجه .. [c1]* ماذا تريد مالكة من قصائدها ؟[/c] أريد لقصائدي أن تصل إلى الجمهور بنفس المواقف ... [c1]أسماء[/c][c1]* نجد هذه الأيام أسماء أدباء وأديبات من المغرب العربي لم تكن موجودة ما رأيك بهذه الأسماء التي ظهرت؟ [/c] لا أقول إلا شيئاً واحداً وهو أن الأدب اليوم بخير ،ومكتبتنا سعيدة الحظ لتمتلئ بكتب في مختلف فروع المعرفة ..ومازال رحم الإبداع سيسربل في المقبل مبدعين أضعاف الأضعاف ..ندعو لهم بالتوفيق [c1]وجود[/c][c1]* أين تجد مالكة متعة الإبداع في الترجمة أم القصيدة أم الرواية ؟ [/c] كل جنس يفتح لي باعه ليحضنني ،لأعلي صرختي وأرمم فيه نفسي ..ولايقيدني بسلاسل محبوكة أو جاهزة ..قد تكون قصيدة أو قصة أو ترجمة نص أو مسرحية.. الأطفال أو أغنية أو الرسم الكاريكاتوري كل هذه الأشياء أمارسها لأصل إلى جوهر الإنسان.[c1]طفولة[/c][c1]*هل لطفولتك أثر على كتاباتك؟[/c] ربما لأنه حصل انشقاق وصدع كبير في جسدها.. كتاباتنا تأتي من أعماق الطفولة . [c1]اختيار[/c][c1]* لو خيرناك بين مالكة الإنسانة ومالكة الأديبة ماذا ستختارين ؟[/c] مالكة الأديبة الحقة هي نفسها مالكة الإنسانة لذا اختارهما معاً .[c1]تصنيف[/c][c1]* لماذا بعض الأدباء والأديبات يصنفون الأدب بأدب رجالي وأدب نسائي هل أنت مع هذا التصنيف؟ [/c] إطلاقا ًلا ..فهذا برأيي أكبر خطأ يرتكبه النقاد ،أو القراء من يؤيد هذا القرار أو هذا التقسيم لأن الإبداع هو عصارة حركة انفعالية حدسية لاعلاقة لها بالجانب الفزيولوجي ..تتحكم فيها مشاعر وحس .. يبقى الفرق أو التصنيف بين الإبداعين من حيث الرداءة والجودة ،بين المرأة والرجل أو المرأة والمرأة أو الرجل والرجل. [c1]حزن[/c][c1]* لماذا ملامح الحزن في بعض نصوصك الأدبية ؟[/c] كل نصوصي تقريبا ً لأنها من وحي واقع مطلي بالمخازي ،غابت فيه كل القيم النبيلة ،وساد فيه الظلم والطغيان ،والتهميش والقتل ... إلخ.[c1]المرأة المغربية[/c][c1]* أستاذة مالكة كيف سنرى المرأة المغربية الأم الأخت الحبيبة الزوجة الصديقة الأديبة في عيونك؟[/c] أعظم كائن إنساني في الوجود التي تحدت الإكراهات .. تعارك العقول المتحجرة والموروثات الثقافية والحصار الذكوري. [c1]ختام[/c][c1]*قبل أن نختم لقاءنا هذا نهديك ثلاث وردات لمن تهدينها؟ [/c]واحدة لك.واحدة إلى كل مبدع صادق . والأخيرة إلى كل منبر يخدم الأديب.