(سيشل)
ترقد هذه العذراء الساحرة في أحضان المحيط الهندي على شكل لوحة مدارية طبيعية لم تعبث بها أيادي التغيير، ولا بصمات التطوير تمتد سواحلها آلاف الأميال في كل الاتجاهات، و تشتهرالجزيرة بشواطئها المزدانة بأهداب النخيل الخضراء، وبمتعة الغوص بين شعابها المرجانية ذات الألوان الزاهية، وبغاباتها الكثيفة والغنية بأشكال الحياة البرية النادرة، إلا أن هذا التكوين الطبيعي المتفرد يقابله تواضع في النمو الاقتصادي للبلاد. يتألف أرخبيل «سيشل» من نحو 115 جزيرة تبعد نحو 1600 كيلو متر من ساحل افريقيا الشرقي، في الاتجاه الشمالي الشرقي لمدغشقر على المحيط الهندي وعاصمتها فكتوريا ، تتوسط جزرها الرئيسية بقية الجزر وهي «ماهي» و»براسلين» و»لاديغو» وهي عبارة عن جزرجرانيت صخرية. أما بقية الجزر فهي مرجانية يغوص معظمها تحت سطح الماء مكونة بعض القمم المنخفضة، وهي ليست بركانية بطبيعتها كغيرها من الجزر البركانية. ومن الدول المجاورة لها جزيرة مدغشقر كما نجد أقرب الدول إليها الصومال في الجزء الشمال الغربي. لم تشهد «سيشل» آثارا لحياة بشرية واضحة إلا في القرن السابع عشر ففي القرن السادس عشر وصل البرتغاليون إلى تلك الجزر فلم يجدوا فيها حياة تذكر سوى نقطة يتخذ منها القراصنة ملاذا وقاعدة لانطلاق سفنهم في المحيط الهندي، بعد أن امتد ذلك لأكثر من مائتي عام. وفي عام 1756م زعمت فرنسا بحقها في ضم الجزيرة وذلك بعد أن أرسل حاكم موريشاس الفرنسي «ماهي دو لا بوردوناس» سفينة لاستطلاع الجزر فنزل قائد السفينة في أكبر الجزر ليطلق عليها اسم حاكمه ويظل الاسم إلى الآن. وصلت أول شحنة من الفرنسيين وبعض مواطني مستعمراتهم إلى تلك الجزر عام 1770م، وذلك لزراعة قصب السكر والبن والشاي وبعض النباتات المدارية الأخرى، وتنازلت فرنسا عن الجزيرة لصالح بريطانيا بعد الحرب التي وقعت بين البلدين أيام «نابليون بونابرت» وذلك في عام 1814م. ومن العام 1814 إلى 1903م كانت الجزيرة تدار كجزء من موريشاس لتصبح سيشل مستعمرة قائمة بذاتها إلى أن نالت استقلالها في يونيو من عام 1976م.