غضون
* رجال الدين الذين يتغذون بالكتب السلفية القديمة يميلون كثيراً إلى تحريم كل ما هو عصري أو جديد، ولذلك يسهل على المرء العادي معرفتهم بأنهم من أهل الجمود والمشتغلين بتضييق الواسع، ولذلك ترى أحدهم ينصت إلى خطبة واحد من أولئك الرجال فتدخل من أذنه اليمنى وتخرج من الأذن اليسرى.. ولو كان كل واحد من الناس يلتزم بما يقولونه لصارت الدنيا جحيماً بكثرة التزمت والعداوات والقيود التي يسعى هؤلاء لإحاطتنا بها من كل جانب..أولادي خرجوا من المسجد يوم الجمعة بعد الصلاة التي سبقتها خطبتان محورهما حرمة الاحتفال بعيد الأم.. فانتبهوا إلى أن اليوم التالي هو يوم الأم، فتآمروا عليّ بالقبل والبر والعواطف وسلبوا بعض ما في جيبي وذهبوا إلى السوق وعادوا وبين أيديهم هدايا يقدمونها لأمهم.. قلت لهم: أين راح كلام خطيب الجمعة؟ فقال كبيرهم: هي خطبة!!* يقول لك هؤلاء ليس في الإسلام إلا عيدان أو يومان.. يوم الفطر ويوم الأضحى.. وأيام الله الحقيقية هي يوم الحشر، يوم القيامة وغيرها من الأيام ذات الأهوال.. أما يوم الأم ويوم المرأة فلا يجوز الاحتفال بها لأنها نصرانية وبدعة.. ويقولون الأم تطاع ويحسن إليها كل يوم وليس في يوم واحد في السنة، والمرأة تقدر وتحترم طيلة الوقت وفي كل ساعة وحين.. فلماذا نبجل يوم المرأة العالمي ونحتفي بنسائنا في هذا اليوم من دون غيره..وليت هؤلاء يصدق قولهم فعلهم، فأنا أعرف كثيراً منهم وهم سيئوا السيرة والسلوك عاقون لوالداتهم كل الأيام ويهينون زوجاتهم وبناتهم بعد أداء كل فرض من الفروض الخمسة.* هؤلاء الذين يحرمون الاحتفال بيوم المرأة ويوم الأم بقي عليهم أن يحرموا الاحتفال باليوم الوطني ويوم العمال العالمي، واليوم العالمي للمسرح، واليوم العربي للمرور، ويوم الجامعة العربية، واليوم العالمي لمحو الأمية، ويوم البيئة، ويوم الإسكان، واليوم العالمي للمياه.. وغيرها من أيام الله الجميلات التي يريدون إطفاء نورها بظلمة رؤوسهم السود..