[c1]سرقة في وضح النهار[/c]من فترة قصيرة اتصلت بالأستاذ والدكتور سيد مصطفى سالم ، مؤرخ تاريخ اليمن الحديث والمعاصر الكبير الذي ألف الكثير من الكتب القيمة في تاريخ اليمن والذي سد نقصًا كبيرًا في رفوف تاريخ المكتبة اليمنية وإزاء جهوده المخلصة والحثيثة في إظهار تاريخ اليمن بصورة مشرفة ومشرقة ، وتعريف الآخرين بها . فقد منحه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح الجنسية اليمنية ، ومنحت له أيضاً عددً من الشهادات التقديرية من بعض المؤسسات العلمية والثقافية في بلادنا . والحقيقة لقد شعرت من كلام أستاذنا القدير الدكتور سيد مصطفى سالم بالأسى والحزن العميقين , فاستفسرت عن ذلك السبب ، فقال : لقد فوجئت صدفة أن كتابي ( الفتح العثماني الأول لليمن ) قد نسخ , ويباع في بعض المكتبات في صنعاء “ من فترة طويلة في وضح النهار . ومضى في حديثه قائلاً ـــ والحزن العميق يغلف كلامه ــــ : “ ولكني حاولت أن أوقف تلك المكتبات عن البيع ولكن كل محاولتي تلك باءت بالفشل الذريع “ . [c1]أين وزارة الثقافة ؟[/c]والحقيقة أن الذي حدث مع الأستاذ الدكتور المؤرخ الكبير سيد مصطفى سالم من اعتداء على حقوقه الأدبية حدث كذلك مع بعض المفكرين والمبدعين و الأساتذة الدكاترة الذين يدرسون في عدد من جامعاتنا فقد نسخت وصورت الكثير من مؤلفاتهم التي تباع في عدد من المكتبات دون خوف من العقاب نظرًا لعدم تطبيق العبارة أو الشعار التي تطبع على الكتاب أو الكتب وهي “ حقوق الطبع والنشر محفوظة تطبيقاً عمليًا , وصادقاً , مما جعل الدكتور سيد مصطفى سالم , وغيره من المؤلفين والأساتذة الدكاترة التي سرقت مؤلفاتهم أمام أعينهم أن يشعروا بخيبة الأمل . والجدير بالإشارة أن سرقة حقوق الطبع للمؤلفين والناشرين انتشرت في حياتنا الثقافية انتشار النار في الحطب وتلك حقيقة مرة ولكن من الضرورة الاعتراف بها بغرض حلها حلاً عمليًا وسريعاً . والسؤال الذي يطل برأسه وهو أين وزارة الثقافة , والجامعات ؟ من تلك الاعتداءات على حقوق المؤلفين الذين بذلوا الجهد والعرق , والصحة , وراحة البال من أجل نشر نور المعرفة في بلادنا . فإذا بحفنة من الناس غير المسؤولين يشوهوا وجه حياتنا الثقافية بأفعالهم المخالفة للضمير الإنساني مقابل دراهم معدودة.[c1]جراثيم خبيثة[/c]وأكاد أجزم أن وزارة الثقافة بقيادة وزيرها الشاب والنشيط الأستاذ خالد الرويشان سيقف أمام ظاهرة الاعتداء الجسيم على حقوق المؤلفين والناشرين أيضاً بكل حزم. ونأمل أن يكون هناك تنسيق بين وزارة الثقافة والجهات العلمية المرتبطة بجامعاتنا , وجمعية الناشرين للوقوف أمام تلك الظاهرة البشعة التي تسرق فكر الإنسان وجهده وصحته دون أن تخشى من عقاب رادع يضرب على يديها الملوثة بجريمة السرقة . فلا بد من التحرك السريع والعملي وفضح هؤلاء الناس الذين يجسدون الجهل والطمع بكل معنى لهذه الكلمة . إن هؤلاء جراثيم خبيثة يجب أن نقضي عليها بسرعة سريعة حتى ننقذ ثقافتنا وحياتنا العلمية منها .
|
تاريخ
منبر التراث
أخبار متعلقة