سعد الحريري أثناء مؤتمر صحفي على مشارف بيروت يوم 16 سبتمبر .
بيروت /14 أكتوبر/ رويترز: من المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري خلال 48 ساعة حكومة وحدة وطنية جديدة في لبنان تضم حزب الله المدعوم من سوريا وإيران.ويطرح تشكيل هذه الحكومة بعد خمسة أشهر من الانتخابات البرلمانية هذه الأسئلة:ما هي توليفة هذه الحكومة؟.كُلف الحريري وهو مسلم سني بتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن قاد ائتلافه المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية للفوز بالانتخابات التي أجريت في يونيو حزيران على حزب الله وحلفائه.لكن السعودية وسوريا اللتين تسعيان إلى تحسين علاقاتهما الثنائية وتخفيف حدة التوتر السياسي والطائفي في لبنان حثتا حلفاءهما على الموافقة على حكومة وحدة وطنية تمنح ائتلاف الحريري 15 وزيرا في وزارة تتكون من 30 وزيرا بينما يحصل حزب الله على عشر حقائب وزارية والرئيس ميشال سليمان على خمس حقائب. ويعطي هذا التوزيع نظريا للرئيس القوة المرجحة في الوزارة حيث لا يحصل الحريري على الأغلبية البسيطة ولا تستطيع المعارضة إعاقة القرارات المهمة حيث تقل حقائبهم عن النصاب اللازم لذلك بحقيبة واحدة.من يحتفظ بالحقائب الوزارية الرئيسية؟.- يحتفظ الرئيس اللبناني ميشال سليمان بتسمية وزيري الدفاع والداخلية بينما يتولى رجال الحريري وزارتي المالية والاقتصاد. ويعين ميشيل عون الحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله وزيري الطاقة والاتصالات ويعين نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني وزير الخارجية.هل تدفن الأحقاد مع سوريا؟.- أول مهام الحكومة الجديدة ستكون وضع بيان سياسة وتقديمه الى البرلمان للتصويت على الثقة في الحكومة. وعلى الرغم من الخلافات العميقة بين المعسكرين في بعض المسائل الاساسية مثل مصير قوة حزب الله العسكرية فمن المتوقع أن يمر البيان بسهولة وربما بسرعة. ومن المتوقع أن يقوم الحريري بزيارة الى سوريا بمجرد الانتهاء من ذلك ليعقد محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد في خطوة من شأنها أن تعيد رسم المشهد السياسي اللبناني. واتهم ائتلاف الحريري سوريا باغتيال رفيق الحريري والد سعد ورئيس وزراء لبنان الاسبق في فبراير شباط 2005. وتنفي سوريا أي صلة لها بالاغتيال الذي أجبر دمشق على انهاء 29 عاما من الوجود العسكري في لبنان في ابريل نيسان 2005 كما أدى الى تشكيل محكمة خاصة في لاهاي للتحقيق في الاغتيال ومحاكمة القتلة.هل يعاد رسم خريطة التحالفات في لبنان؟.- ربما تفتح زيارة الحريري إلى دمشق صفحة جديدة بين البلدين وتعيد تنظيم التحالفات في بيروت. ومن المتوقع أن يخف الانقسام السياسي الذي قسم البلاد لأكثر من أربع سنوات مع عمل كافة الفصائل الرئيسية في البلاد معا في الحكومة بينما يواصل الحلفاء الإقليميون أي السعودية وسوريا العمل على تحسين العلاقات وتخفيف التوتر. ومن المتوقع أن يزور دمشق عدد من حلفاء الحريري ومن بينهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كان من أشد منتقدي سوريا منذ 2005.ماالذي يمكن أن تفعله الحكومة بشأن الاقتصاد؟.- ربما يكون التحدي الرئيسي أمام الحريري هو التصدي للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان. وقلل لبنان كثيرا من اثأر الأزمة العالمية لكنه يواجه دينا عاما يقارب 50 مليار دولار ونقصا في الاصلاح وضعفا في الخدمات. ويضع الحريري وهو رجل أعمال يملك المليارات خطة من ثلاث مراحل يتعامل بها مع هذه المشكلات. المرحلة الأولى تستمر مئة يوم وتتضمن حلولا عاجلة تتبعها مرحلة متوسطة تتصدى للمشكلات الأكثر خطورة مثل العجز في الطاقة الكهربائية وتستمر هذه المرحلة ما بين 12 و18 شهرا ثم خطة طويلة المدى لمواجهة الدين العام تتضمن إجراء إصلاحات وخطة خصخصة تم التوافق عليها مع الدول المانحة على مدار السنوات العشر الماضية.