تحت ظلال الإسلام
ان من شرف هذه الامة المحمدية ما أعده الله من الثواب العظيم والفضل الجسيم على تلاوة القرآن الكريم وما أختص به حملة هذا الكتاب من مناقب عديدة ومزايا حميدة .فمنها أن القارئ له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها بفهم أو بغير فهم ، عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف . ( رواه الترمذي). وقد قال الإمام النووي إعلم أن المذهب المختار الصحيح الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الاذكار يعني لما في الحديث : إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه . ومن فضائل قراءة القرآن أن القارئ يلبس والديه تاجا يوم القيامة.روى أبو داود عن سهل بن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ القرآن وعمل به ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيت من بيوت الدنيا لوكانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به . ومن فضله أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران . ( متفق عليه ) . يعني أن القارئ الذي يقرأ بدون تلعثم ومشقة هو مع السفرة السابقين والذي يقرأ بكلفة ومشقة فله أجران . ومنها أن القارئ في الدنيا لايزال يترقى في المنازل يوم القيامة . روى الترمذي عن ابن عمررضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن إقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند أخرآية تقرؤها . ومنها أن القارئ لايهوله الفزع الاكبر يوم القيامة ، روي الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يهولهم الفزع الاكبر ولا ينالهم الحساب وهم على كثب من السمك حتى يفزع من حساب الخلائق : رجل قرأ القرآن إبتغاء وجه الله تعالى وأم قوما وهم به راضون ، وداع (أي مؤذن ) يدعو الى الصلوات إبتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين مواليه . ومن فضل قارئي القرآن هم أهل الله وأن القرآن مأدبة الله تعالى ومنها أن البيت الذي يقرأ فيها القرآن تحضره الملائكة ويتسع على أهله ، والقرآن جلاء القلوب .