صباح الخير
* بالصدفة جئت على برنامج إذاعي من إذاعة صنعاء يوم السبت 27/1/2007م الساعة الحادية عشر مساءً .. سمعت المذيعة العُمانية هند حسين تتناول نشاطات الأشقاء في سلطنة عمان.. كان صوتها الرخيم الذي تسلل عبر الأثير لمسامعي في لحظات جميلة وفي احد المواقع السياحية الجميلة في عدن.. كنت اسمع صوتها الجميل في تلك الساعة الأخيرة التي ستنقلني إلى منتصف ليلة الأحد.. والأجواء من حولي تكون في تداخل بين عناصر يمتزج بعضها في البعض الآخر.. كانت بين تلك العناصر تلك اللوحة الإبداعية التي يتمنى المرء أن يسمعها ويراها كل يوم ولا تفارقه في أي لحظة ويوم.. فكنت سعيد جداً وأنا أتابع المذيعة العُمانية عبر إذاعة صنعاء ـ اليمن تتحدث عن تلك الجهود الكبيرة للسلطنة في مجال البيئة والمواقع والمنتزهات الجميلة التي يتردد عليها كل مواطن ليقضي خلال السويعات التي يستقطعها المرء من يومه والذي يقضيه في جهد متواصل ليحقق شيئاً من آماله وطموحاته!.. عرفت من خلال ذلك البرنامج أشياء كثيرة عن سلطنة عمان!.. وعرفت أن الأجواء في طريقها لأن تفتح يوماً إثر يوم بين البلدين الشقيقين والمترابطة بالمصالح القوية والأخوة التي لها المرتبة الأعلى في علاقات الدول؟!.. أسعدني هذا التنسيق.. لكن ما لم يسعدني هو أن هذا الموقف (سماعي لصوت عماني عبر إذاعة عاصمة الوحدة) قد فاجأني .. أما لأنني مقصر في متابعة تطور العلاقة المتنامية بين الاشقاء.. أو أن هناك قصوراً في المادة الإعلامية المحلية التي كان من الواجب عليها أن تقول لكل مواطن أن هناك عملاً عظيماً في طريقه للرسوخ والثبات!.. ثم ألا يعني ذلك أن هناك تبادلاً بالمثل.. أي أن برنامجاً إذاعياً من إذاعة سلطنة عُمان يتسلل عبره صوت يمني يناجي أسماع ومشاعر أبناء المهجر والسلطنة في آن واحد.. عمل مثل هذا يسعدنا جميعاً!* الصورة الجميلة التي ظلت في مخيلتي عن العلاقة المتطورة بين الأشقاء.. لم يشأ القدر إلا أن يمحوها سريعاً في اليوم التالي وتحديداً يوم الاثنين 29/1/2007م الساعة الرابعة عصراً.. عندما سمعت المذيع من إذاعة صنعاء يصدمني بخبر لم أكن قد صحوت من نشوتي الغامرة بفعل التنسيق الجميل بين الأشقاء!!.. لقد صدمني المذيع عندما قال.. “إن السياحة في اليمن بدأت من عام 1972م”!! ياه.. من أين تأتي هذه المعلومات لبعض البرامج الإذاعية في بلادي الغالية اليمن!!.. فلله الحمد .. مازالت الذاكرة فيها من النشاط ما يجعلنا نذكر الأشياء الجميلة في حياتنا التي مضت.. ولازلت أذكر أن هناك بواخر سياحية شهيرة كانت تقل مئات السياح من جميع أنحاء العالم إلى عدن الجميلة.. واسم هذه البواخر السياحية الضخمة CAMBIRA و ORIANA (كمبيرا وأوريانا) ولازالت آثار الحركة السياحية على الحياة التجارية في مدينة التواهي STEAMER POINT ماثلة للعيان حتى يومنا هذا. فهناك محلات لازالت تحتفظ بأسمائها الشهيرة منذ الخمسينات، وربما من قبل بكثير!!.. ألا يمكن ليومين اثنين أن يمرا لأجد فيهما اللوحة الجمالية ثابتة وراسخة في الذهن.. وأقول إن حياتنا بدأت تخرج إلى النور.. وإن ظلمات الحياة زالت وأبيدت!.. فهل سيتحقق لنا ذلك؟! وهل سنجد من يضع النقاط على الحروف.. ويجعلنا باستمرار نسمع ونرى الأشياء الجميلة كما حدث لذلك التنسيق الجميل بين بلادنا والشقيقة عُمان؟!