واشنطن/14 أكتوبر/كارين بوهان: قليلة هي الأحداث التي تثير ضجة إعلامية في سباقات الرئاسة الأمريكية مثل تلك التي تثيرها عملية اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس. والآن بعدما ضمن الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين ترشيح حزبيهما لخوض السباق إلى البيت الأبيض بدأت لعبة التخمين بصورة جادة. هل يختار مكين (71 عاما) مرشحا شابا يكون أيضا على أتم الاستعداد لتولي زمام الأمور إذا ما تعرض مكين لمشاكل صحية. هل يبحث اوباما (46 عاما) الذي يشغل مقعدا في مجلس الشيوخ لأول مرة عن نائب للرئيس لديه خبرة قوية في السياسة الخارجية ليمنحه ثقلا أكبر أو يستعين بمنافسته السابقة السناتور هيلاري كلينتون ليشكلا مايصفه أنصارها «ببطاقة الأحلام» التي تضم أول أسود يفوز بترشيح حزب كبير وسيدة أولى سابقة سعت لان تكون أول امرأة تفوز بالرئاسة الأمريكية. وبدأ مكين عملية البحث بالفعل حين أصبح المرشح الجمهوري المفترض في السباق الرئاسي في أوائل مارس. وفي الشهر الماضي أثار سناتور اريزونا تكهنات بأنه يقلص عدد المرشحين للمنصب على قائمته المصغرة حين أقام حفل شواء في منزله في سيدونا بولاية اريزونا حيث يمضي العطلات دعا إليه ثلاثة مرشحين محتملين للمنصب وهم حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وحاكم لويزيانا بوبي جيندال وحاكم فلوريدا تشارلي كريست. وشكل اوباما لجنه تقود عملية البحث تضم في عضويتها كارولين كنيدي ابنة الرئيس الراحل جون كنيدي والمساعد السابق لوزير العدل اريك هولدر وجيم جونسون الرئيس السابق لمؤسسة فاني ماي العملاقة للرهن العقاري. ومع تحقيق اوباما النصر في الأسبوع الماضي تصدر الجدل بشأن ما إذا كان ينبغي اختيار كلينتون العناوين الرئيسية بعدما أبلغت مؤيديها أنها منفتحة على الفكرة. ويستبعد كثير من المحللين بطاقة تحمل اسمي اوباما وكلينتون ويرجع ذلك في جزء منه لشكوك بشأن وجود وفاق كاف بين الاثنين. كما أن كلينتون ستعيد ذكريات سنوات الفضائح إبان رئاسة زوجها بيل كلينتون الأمر الذي ربما يضر برسالة التغيير التي يبعث بها اوباما. وقال لاري ساباتو استاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا «السياسة تتغير لاهون سبب لذا كل شيء ممكن ولكن سأصدم إذا اختار هيلاري كلينتون.» ويتردد العديد من الأسماء الأخرى. من بين هذه الأسماء زعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ توم داشل من ساوث داكوتا وهو من اقرب مستشاري اوباما وسناتور فرجينيا جيم ويب من قدامى محاربي مشاة البحرية في فيتنام وهو حاصل على أوسمة وحاكم نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون وهو من أصل لاتيني وسفير سابق لدى الأمم المتحدة وسناتور انديانا ايفان باي وحاكمة اركنسو كاثلين سيبليوس. وأكد اوباما انه ليس في عجلة من أمره قائلا «أؤمن بشدة بالتأني التام في هذا الشأن بعيدا عن الضغوط السياسية المعتادة التي تظهر حتما في مثل هذا النوع من الأمور.» ويري البعض أن كل هذا الاهتمام بالوظيفة أكثر من اللازم. ويشارك نواب الرئيس في العديد من الجنازات ويقدمون المشورة خلف الكواليس والأمر الأهم أنهم يحلون محل الرئيس. ونقل عن جون نانس جارنر الذي شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت طيلة ثمانية أعوام قوله أن المنصب لا يساوي شيئا لأنه يتوقع من نائب الرئيس أن يسير على نفس نهج شاغل المكتب البيضاوي ويفتقر لقاعدة سلطة منفصلة. ولكن النظرة للمنصب تغيرت ويرى كثير من الباحثين أن نائب الرئيس الحالي ديك تشيني الذي كان له دور كبير في قرار غزو العراق اقوي نائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. لكن تشيني غير المحبوب ليس النموذج الأمثل في عملية الاختيار هذا العام. وقال ساباتو «نموذج تشيني يضمن أن يصر المرشحان على ألا يكون نائب الرئيس بهذه القوة.»، وأضاف «إذا قورن المرشحون بتشيني فأنهم في مأزق.» وغالبا ما يتم اختيار نواب الرئيس لأنهم ينحدرون من ولاية مهمة في الانتخابات العامة وكان ذلك أمراً مهما بالنسبة للديمقراطي جون كنيدي الذي اختار ليندون جونسون من تكساس في عام 1960. والهدف من اختيار بعض النواب توحيد الحزب بعد سباق للترشح كان سببا في حدوث انقسام كما حدث حين اختار رونالد ريجان جورج بوش نائبا له في عام 1980 . ومهما كان الدافع للاختيار فان الضجة مبررة لأنها اللحظة التي يبرز فيها المرشح مهارته في اخذ القرار. ويقول وليام جالستون المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون والباحث بمعهد بروكينجز حاليا «انه على الأرجح أهم قرار يتخذه المرشح الرئاسي في الفترة بين فوزه بترشيح (حزبه) ويوم الاقتراع في نوفمبر.»