اضواء
هناك البعض - مع الأسف - يقتات من الطائفية، وهذا البعض ينشط في الحياة العامة على أساس حقده على من يشبهونه من البشر، وفي الأيام الأخيرة ازدادت وتيرة بعض المعروفين لدى أقرب المقربين لهم قبل البعيدين، والحل الأمثل هو تجاهل كل شخص يحمل دعوات الكراهية والحقد والعنصرية، مهما كانت طائفته أو أصله أو فصله أو شكله أو حجم اتصالاته بهذه الجهة أو تلك.نعم... اتركوها فإنها نتنة، ليس فيها خدمة للبحرين أو لأهلها، والمستفيد الوحيد هو صاحب الأفكار المملوءة بالأحقاد والعنصرية ضد الغير. إن هدف هذا البعض هو جر الآخرين إلى معركة ممقوتة دينياً وإنسانياً، والرد الأمثل هو في تجاهل هؤلاء وتجاوزهم إلى الآفاق الرحبة. المشكلة لم تبدأ بسبب خطبة أو كلمة، وإنما هي مشكلة قائمة ويتغذى منها بعض المنتفعين من نشر الأحقاد بين الناس، ولذلك فإن محاولة الشرح لا تخدم في شيء. فالاختلاف في الآراء أمر محمود، ولكن ما هو غير محمود هو أن يحمل كل واحد معولاً لهدم النسيج الوطني، أو لتفتيت المجتمع على أساس فئوي بغيض.المشكلة ليست في اختلاف الآراء، فهناك آراء متعددة داخل كل فئة وكل طائفة، المشكلة في استخدام ذلك الاختلاف المشروع للتحشيد أو لتصعيد الموضوع وإخراجه عن نسقه وسياقه إلى أمور لا تحمد عقباها.إن الاصطفاف على أساس طائفي لم يقدم أي خير لأي مجتمع في أي زمان وأي مكان كان، والأخطر أن ينتقل الحدث الصغير والحديث العابر إلى برنامج لتوتير العلاقات. ولقد مررنا بمثل هذه المشكلة من قبل في العام 2004 أثناء الغزو الأميركي للفلوجة في العراق، وبدلاً من قيام النواب بدور حضاري في الاختلاف أو الاتفاق، فقد لجأوا إلى ما لا يليق بقبة البرلمان... والأمر هو ذاته الآن، واللاعبون لم يتغيروا، وكأننا ندور في دائرة مفرغة من المحتوى ومفرغة من الزمن ومفرغة من القيم.إن الشحن الطائفي إنما يحتاجه الفارغون الذين لا يملكون أهدافاً سامية في هذه الحياة، والانشغال بمن يشحن في هذا الاتجاه إنما يعطي الفرصة لمن أراد أن يصعد نجمه من خلال تصغير عقول الآخرين وتنزيل مرتباتهم الإنسانية إلى مستويات دونية تتفوق عليها خطابات الحقد والكراهية والعنصرية.لقد اتفق المجتمع الدولي في مؤتمر عقد في جنوب إفريقيا العام 2001 على مناهضة العنصرية وذلك بعد التأكد من دفن النظام العنصري وثقافته تحت التراب الإفريقي، فكيف نسمح بانبعاثها من أراض شرّفها دين محمد (ص) قبل أربعة عشر قرناً بنبذ كل أنواع التفرقة والخلاف، وهو الدين الذي يعتبر النعرات «نتنة» يجب تركها والابتعاد عنها، وهذا ما يتوجب علينا فعله الآن بدلاً من الترادد في التصريحات الطائفية.[c1]عن / جريدة “الوسط” البحرينية[/c]