حدث وحديث
مع تواصل احتفالات وأفراح شعبنا بأعياد الثورة والاستقلال والوحدة تختلج في النفوس مشاعر وأحاسيس جياشة تجسد مدى الأهمية العظيمة لتحقيق هذه الانتصارات الوطنية المتعاقبة التي كلما تجدد حلول مناسباتها بعثت العزم والإصرار على تحقيق المزيد من الانتصارات .واليوم في ظل أفراح بلادنا ؛ قيادة وشعباً ووطناً ؛بحلول العيد الأربعيني ليوم الاستقلال المجيد ؛ الثلاثين من نوفمبر ؛ يكون للحديث عن هذه المشاعر والأحاسيس من المعاني الجميلة والدلالات الرائعة المستمدة قيمتها البالغة الشأن - نضالياً ووطنياً - من هذه المناسبة منطلقاً ودافعاً للبوح بمثل هذا الحديث .لقد كان ذلك اليوم العظيم ؛ الثلاثون من نوفمبر ؛ يوماً تاريخياً مشهوداً ؛ تحققت فيه آمال شعبنا اليمني بالإنعتاق والحرية والخلاص من ربقة المستعمر البريطاني الذي جثم على جنوب وطننا اليمني الحبيب ردحاً طويلاً من الزمن ، وإنني شخصياً لأتذكر بفخر واعتزاز تلك المشاهد التي عاشتها جماهير الشعب في يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967م يوم إعلان الاستقلال الوطني المجيد، حيث عمت الأفراح كل أرجاء الوطن اليمني ، وتكررت نفس تلك المشاعر أيضاً التي عاشتها الجماهير في ذات يوم الثلاثين من نوفمبر 1989م ؛ المشهود بحدثه التاريخي وهو التوقيع على اتفاقية التنسيق الوحدوي بعدن ، والتي كان من نتائجها تفعيل حراك الإجراءات وتسريع الخطوات الوحدوية المتوجة بإعلان الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م بقيادة الزعيم الوحدوي فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية .أجل .. ليس هنالك من مشاعر أروع وأجمل من هذه المشاعر التي تعتمل في نفوسنا اليوم- نحن جماهير الشعب- حينما تحل علينا مثل هذه المناسبات العزيزة والعظيمة كاحتفالات ذكرى الاستقلال وذكرى اتفاقية الوحدة وإذا كان ما تحقق لشعبنا اليمني يوم 30 نوفمبر 1967م من تحرر وانعتاق من المستعمر كان بمثابة انتقال الوطن والشعب إلى عهد وطني جديد وبداية حياة حرة كريمة، فقد مثلت اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م انجازاً آخر أضيف إلى منجزات شعبنا في تحقيق المنعة والقوة والاستقرار وأسهم في توفير مناخات جديدة على طريق بناء اليمن الجديد المزدهر القادر على ولوج الألفية الثالثة بأقدار يؤهله للعب دوره الذي كان يتمتع به لمصدر من مصادر الحضارة الإنسانية الخالدة ؛ ويبقى التأكيد بأن ما تحقق بفعل تضحيات جسيمة قدمت على مذبح الحرية والانعتاق والوحدة المباركة .