الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى التهدئة
الجيش يدخل على خط ازمة الرئاسة اللبنانية
بيروت / 14 أكتوبر / ليلى بسام : غادر الرئيس اللبناني السابق اميل لحود قصر بعبدا في الساعة الواحدة من صباح اليوم بعد أن طلب من الجيش أمس الجمعة تولي مسؤولية الأمن في لبنان قبل ساعات من مغادرته القصر الجمهوري بعد فشل الفرقاء المتنافسين في انتخاب رئيس جديد مما يترك البلاد في فراغ رئاسي. وفشل البرلمان اللبناني أمس الجمعة في انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية لحود منتصف الليل لكن رئيس مجلس النواب أعلن عن عقد جلسة أخرى يوم الجمعة المقبل. وكرر البيان الرئاسي وجهة نظر لحود بان حكومة فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب غير شرعية. وينص الدستور على أن تتسلم الحكومة القائمة السلطات الرئاسية حتى يتم انتخاب رئيس جديد للدولة. وقال مصدر في الحكومة ان تحرك لحود غير دستوري ولا قيمة له. وتقول حكومة السنيورة انها ستتولى السلطات الرئاسية حتى انتخاب رئيس جديد. وبالرغم من تصريحات للفرقاء المتنافسين لا توجد أي علامة على أن الأزمة ستؤدي إلى عنف وشيك. وانتشرت قوات الجيش في بيروت لاسيما حول مبنى البرلمان. وتولت قوات الجيش أيضا حراسة المباني الحكومية وأقامت نقاط تفتيش. وجاء في البيان الرئاسي "توافر وتحقق إخطار حالة الطوارئ في جميع أراضي الجمهورية اللبنانية" لكن الخبراء قالوا إن العبارات التي استخدمت لا تبلغ مستوى إعلان حالة الطوارئ. وأضاف "تكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في جميع الأراضي اللبنانية ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه وذلك اعتبارا من تاريخ اليوم السبت 24 (نوفمبر ) .وقال الزعيم المسيحي والمرشح الرئاسي ميشال عون الذي يعتبر احد اشد المعارضين لحكومة السنيورة في تصريح إن الحكومة الحالية ستصبح " حكومة مغتصبة" فور خروج لحود من القصر الجمهوري. وقال الجيش انه ليس لديه تعقيب على بيان لحود بينما أعلن مصدر حكومي إن هذا القرار غير شرعي ولا قيمة له. ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التهدئة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان "الحكومة الأمريكية تشيد بالقوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية لالتزامها المعلن بضمان استتباب النظام والأمن." وأرجأ رئيس البرلمان نبيه بري احد زعماء المعارضة البارزين جلسة انتخاب رئيس للمرة الخامسة أمس الجمعة بسبب فشل الأطراف المتنافسة في التوصل إلى حل. ويعني قرار التأجيل ان لبنان سيصبح بلا رئيس دولة لمدة أسبوع على الأقل. وينبغي أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا بموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان. ودفع القلق بشأن الجمود السياسي وعدم الاستقرار المحتمل بورصة بيروت الى الانخفاض بنسبة اربعة بالمئة. وفشلت الوساطة التي قادتها فرنسا في التوصل الى اتفاق على رئيس جديد بين الجماعات السنية والدرزية والمسيحية المعارضة لسوريا وتحالف شيعي مسيحي معارض. ووجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها المحليون اللوم في المأزق الراهن الى سوريا. ويقول حزب الله وحلفاؤه المسيحيون ان الغالبية البرلمانية تريد حرمانهم من نصيبهم في السلطة ويتهمون واشنطن بمحاولة السيطرة على لبنان. وناشدت البرتغال رئيس الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية كل الاطراف اللبنانية مواصلة المحادثات للتوصل الى اتفاق باسرع ما يمكن. وقالت في بيان "تدعو رئاسة الاتحاد الاوروبي كل الاطراف المعنية الى احترام الدستور اللبناني والامتناع عن كل الاعمال التي من شأنها تعكير صفو النظام العام وامن المواطنين." وتوجه اكثر من 100 نائب من الاغلبية المدعومة من الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله الى مبنى البرلمان في وسط بيروت لكن نواب المعارضة لم يدخلوا قاعة المجلس تمشيا مع مقاطعة اعلنت قبل يوم. واعلن بري التأجيل بعد عقد اجتماعات منفصلة مع زعيمي الاغلبية سعد الحريري ووليد جنبلاط في علامة على ان المعسكرين المتناحرين لم يحرقا بعد كل الجسور. وقال الحريري بعد اعلان تأجيل الجلسة "نحن مع التوافق وسنظل مع التوافق نريد ان ننتخب رئيسا للجمهورية لمدة ست سنوات." وقد دعا الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أمس الجمعة كل الاطراف المعنية بالازمة السياسية في لبنان الى الحفاظ على الهدوء والعمل من اجل التوصل الى تسوية بشان انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن. وقالت المتحدثة باسم بان "يحث الامين العام كل الاطراف على تحمل مسؤولياتها والعمل في الاطار الدستوري وباسلوب سلمي وديمقراطي." وطلب الرئيس اللبناني المنتهية ولايته اميل لحود من الجيش أمس الجمعة تولي مسؤولية الامن في لبنان قبل ساعات من مغادرته القصر الجمهوري بعد فشل الفرقاء المتنافسين في انتخاب رئيس جديد. وفشل البرلمان اللبناني اليوم الجمعة في انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية لحود المؤيد لسوريا منتصف الليل لكن رئيس مجلس النواب اعلن عن عقد جلسة اخرى يوم الجمعة المقبل. وقال بيان الامم المتحدة ان بان اعرب عن اسفه لتاجيل الانتخابات. وقال "يأسف (الامين العام للامم المتحدة) لهذا التطور ويحث كل الاطراف المعنية على التزام الهدوء وتكثيف الجهود للتوصل الى تسوية في اقرب وقت ممكن." واضاف "الامين العام يساوره بالغ القلق ازاء هشاشة الوضع في لبنان ويتابع الاحداث بعناية بالغة." وفيما يلي بعض الحقائق عن قائد الجيش العماد ميشال سليمان .. - يتولى العماد ميشال سليمان (59 عاما) منصب قائد الجيش منذ عام 1998. وخلال توليه منصبه انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 ونشبت الحرب بين اسرائيل وحزب الله في عام 2006 وخاض الجيش معارك مع جماعة اسلامية تستلهم نهج القاعدة في شمال لبنان هذا العام. - طرح اسمه كمرشح تسوية محتمل للرئاسة لكن انتخابه يتطلب تعديلا دستوريا يسمح بموجبه لموظف رفيع في البلاد بالترشح للانتخابات. - نسب الى العماد سليمان الفضل في انه استطاع ابقاء الجيش بعيدا عن الصراعات الداخلية خلال الانقسامات الداخلية بين الفرقاء المتنافسين والعنف الذي شهدته البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية. لكن التحالف الحكومي المناهض لسوريا يحذره الى حد ما لانه لم يعط اوامر لقمع المظاهرات ضد الحكومة التي اندلعت في وقت سابق هذا العام. - نال شعبية خلال 15 اسبوعا من المعارك لهزيمة مقاتلين اسلاميين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين اسفرت عن مقتل 420 شخصا بينهم 168 جنديا. - تخرج من المدرسة الحربية عام 1970 وحصل على بكالوريوس في السياسة والعلوم الادارية من الجامعة اللبنانية وكان قائدا لفرقة المشاة الحادية عشر بين عامي 1993- 1996 في فترة شهدت هجومين اسرائيليين كبيرين في جنوب لبنان.