اتهامات متبادلة بالتنصت الهاتفي
بيروت/14 أكتوبر/ليلى بسام: يشير الخلاف على إقرار الموازنة اللبنانية واتهام كل طرف الأخر بالتنصت الهاتفي إلى صعوبة الفرقاء المتنافسين في التعايش بحكومة الوحدة الوطنية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في يونيو المقبل. وقال مصدر سياسي بارز في لبنان «هناك صعوبة بالتعايش بين الفرقاء السياسيين في لبنان» في حكومة رئيس الوزراء المدعوم من الغرب فؤاد السنيورة والتي يشارك فيها ممثل عن حزب الله الشيعي المدعوم من إيران. وأضاف «اقتراب الانتخابات النيابية والصيغة السياسية القائمة يعطلان إمكانية التوافق على القرارات الحكومية ومشاريع القوانين.» وعلى وقع تصعيد حدة الخطابات بين الفرقاء اللبنانيين انعقدت خمس جلسات لمجلس الوزراء خلال الأيام السابقة في محاولة لإقرار الموازنة اللبنانية لكن الخلاف بين حلفاء سوريا وخصومها حول عدم تضمن الموازنة مبلغ ستين مليار ليرة لبنانية (نحو 40 مليون دولار) إلى مجلس الجنوب أرجأ الجلسة إلى اجل غير مسمى. ويطالب فريق الأقلية البرلمانية وتحديدا رئيس مجلس النواب نبيه بري بان تتضمن الموازنة مستحقات مجلس الجنوب الذي يعنى بتقديم المساعدات في جنوب لبنان وخصوصا أهالي القتلى والجرحى والمتضررين خلال الصراع مع إسرائيل. وكتبت صحيفة السفير اللبنانية تقول أن «موازنة مجلس الجنوب لا يبدو أنها بوارد مسلك ايجابي في ظل تصلب فريقي الاشتباك من جهة ووسط تأكيدات صريحة من قبل الرئيس بري انه لن يساوم على موازنة قائمة بحكم القانون وكذلك وسط مؤشرات تصعيدية عكستها لجنة اللجان النيابية المشتركة أمس الأول». كما احتدمت الحرب الكلامية بشأن موضوع التنصت الهاتفي في البلاد واتهم كل طرف الأخر بالتنصت عليه لحسابات خاصة. وكتب غاصب مختار في جريدة السفير يقول انه «لن يكون ملف التنصت أخر ملفات الاشتباك السياسي الانتخابي بين قوى الموالاة والمعارضة وسيشهد البلد مزيدا من فتح الملفات.» وصعد الفرقاء اللبنانيون من حدة خطابهم قبل الانتخابات البرلمانية المتوقع أن تشهد منافسة محتدمة بين حلفاء سوريا وخصومها والمحتمل أن تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار. وتحدد الانتخابات التي ينتظر إجراؤها بحلول يونيو ما إذا كان الائتلاف الذي يقوده السنة وتدعمه الولايات المتحدة سيحتفظ بأغلبيته البسيطة أو يخسرها لصالح تحالف يقوده حزب الله الشيعي المدعوم من إيران. وما زالت الترسانة القوية التي يملكها الحزب واحدة من أكثر القضايا المثيرة للانقسامات في قلب أزمة لبنانية نزع اتفاق أبرم في مايو بوساطة قطرية فتيلها لكنه لم يحلها تماما. ويجب أن يستمر اتفاق الدوحة الذي باركه الداعمون الخارجيون لمعسكرات الفرقاء في احتواء مشاكل لبنان على المدى القصير. لكن درجة الحرارة السياسية بدأت تتصاعد مجددا مع اقتراب الانتخابات. وجاء في بيان لمجلس المطارنة الموارنة أمس الأربعاء «أن الجو السياسي العام في لبنان لا يريح فلغة التخاطب السياسي قد انحدرت إلى درك لم يألفه لبنان من قبل وهذا ما لفتنا النظر إليه». أضاف البيان «لكن عبثا فالنهج لا يزال إياه والتراشق لا يزال مستمرا وهذا ما يؤسف له شديد الأسف. وأننا ندعو الجميع إلى خلق جو من التعاون المخلص لإنقاذ الوطن من الوضع المذري الذي يتخبط فيه».