حصاد الرياضةلعام 2005م
البرازيل تواصل الإنجازات وتضيف كأس القارات نستكمل استعراض الحصاد الرياضي للعام الحالي 2005 م ، الذي شهد أحداثاً رياضية جمـة في مختلف الألعاب الرياضية الفردية و الجماعية ، وخلال الحلقة الرابعة نسلط الضوء على فوز المنتخب البرازيلي ببطولة كأس القارات لكرة القدم، إلى جانب فوز المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم للشباب، كما نعرج على تتويج ساوباولو البرازيلي بكأس العالم للأندية ومن قبله استعادة ليفربول الانجليزي هيبته الأوروبية وفوزه بدوري أبطال أوروبا.2005 : عام الألقاب ..شهد العام 2005 تتويجا لعدد من المنتخبات والأندية العالمية، فنجد المنتخب البرازيلي الذي سيطر على بطولات العالم بمراحلها السنية أضاف لقبا جديدا الى خزائنه بفوزه بكأس القارات لكرة القدم على حساب غريمه التقليدي المنتخب الأرجنتيني، في الوقت الذي عوض فيه شباب الأرجنتين إخفاق منتخبهم الأول وثأروا له بإحرازهم لكأس العالم للشباب بعد فوزهم على البرازيل بالذات.وفي أبرز تتويج للأندية العالمية .. كان ساوباولو البرازيلي على موعد مع الفوز بكأس العالم للأندية في نسختها الثانية على حساب ليفربول الانجليزي حين هزمه بهدف نظيف، وفي الاطار نفسه كان ليفربول قد استعاد هيبته الأوروبية بفوزه بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب ميلان الايطالي في مباراة دراماتيكية للغاية.البرازيل تتوج بلقب القارات وتوجت البرازيل بلقب بطولة كأس القارات في نسختها السابعة بعد فوزها الكبير على الارجنتين بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة النهائية التي جمعتهما في مدينة فرانكفورت الألمانية، وجاءت أهداف البرازيل عبر أدريانو الذي سجل هدفين في الدقيقتين 11 و 63 ، وكاكا في الدقيقة 16 ، ورونالدينيو في الدقيقة 47، بينما سجل هدف الأرجنتين خوان بابلو ايمار في الدقيقة 65 .رونالدينيو يقبل كأس القارات وتعد هذه النتيجة قاسية على المنتخب الأرجنتيني أمام غريمه التقليدي البرازيلي إذ لم يتوقع أشد المتفائلين في المعسكر البرازيلي أو حتى المتشائمين في الأرجنتيني هذه النتيجة.وهذا هو الفوز رقم 33 لمصلحة البرازيل في تاريخ لقاءات المنتخبين، وهو بالمناسبة الرقم نفسه الذي فازت به الأرجنتين في مبارياتها مع البرازيل، وسجلت البرازيل 135 هدفا في لقاءات الفريقين، بينما سجلت الأرجنتين 145 هدفا.واجتذبت المباراة النهائية لكأس القارات متابعة جماهيرية مهولة إذ أفادت شبكة التلفزة الالمانية "اي ار دي" أن 2ر10 ملايين شخص شاهدوا المباراة النهائية لبطولة القارات السابعة في كرة القدم والتي فازت فيها البرازيل على الارجنتين 4-1 ، واكدت المحطة ان المباراة استقطبت 8ر36 في المئة من اجمالي المشاهدين مقابل 6ر51 في المئة لمباراة المركز الثالث الذي حصلت عليه المانيا اثر فوزها على المكسيك 4-3 في الوقت الاضافي والتي شاهدها 12 مليون متفرج.وكان المنتخب البرازيلي قد حقق كأس العالم عام 2002 أمام منتخب ألمانيا في مدينة يوكوهاما اليابانية، بهدفي النجم رونالدو، الذي فضل الغياب عن بطولة القارات الحالية بسبب الإرهاق الذي يعانيه كما صرّح قبل بدء البطولة. وعقب فوزه باللقب مع البرازيل فاجأ مدرب منتخب البرازيل لكرة القدم كارلوس البرتو باريرا الجميع بأنه سيتخلى عن منصبه بعد مونديال 2006 في المانيا، وقال : "سأترك منصب المدرب بغض النظر عما سيحدث بعد مونديال 2006 من 9 حزيران(يونيو) الى 9 تموز(يوليو)". واكد بيريرا (62 عاما) الذي قاد البرازيل الى احراز كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة ثم عاد مجددا الى قمة الادارة الفنية للمنتخب عام 2003، انه حتى لو انتهى مونديال 2006 بفوز المنتخب البرازيلي فان ذلك لن يجعله يعود عن قراره. وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، احتلت المانيا مستضيفة البطولة المركز الثالث لبطولة القارات السابعة بعد فوزها على المكسيك 4-3 بعد التمديد بعشرة لاعبين، في لايبزيغ. وجدد يورغن كلينسمان، مدرب المانيا حاليا، الفوز على المكسيك بعد ان كان هزمها لاعبا في مونديال 1998 في فرنسا، وتصادف هذا الفوز مع الذكرى السابعة لاخر هدف دولي سجله في مرمى المكسيك بالذات. وكان كليسمان قائدا لمنتخب المانيا الذي فاز على المسكيك 2-1 في 29 حزيران(يونيو) 1998 في مونديال فرنسا، وسجل الهدف الاول في الدقيقة 75 مدركا التعادل لالمانيا التي تخلفت بهدف هرنانديز في الدقيقة 47. الأرجنتين بطلة لشباب العالم والمغرب رابعةوكانت الأرجنتين قد أحرزت لقب كأس العالم للشباب تحت 20 سنة في نسختها الخامسة عشرة بفوزها على نيجيريا 2-1 في المباراة النهائية التي جمعتهما في مدينة اوتريخت الهولندية، وسجل ليونيل ميسي هدفين في الدقيقتين 40 و 75 من ركلتي جزاء، بينما أحرز تشينيدو اوغبوكي في الدقيقة 53 هدف نيجيريا. وهذا اللقب هو الخامس للارجنتين بعد أعوام 79 و95 و97 و2001، وانفردت بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز تاركة المركز الثاني للبرازيل ( 4 مرات) التي حلت ثالثه بفوزها على المغرب.وتوج ميسي هدافا للبطولة برصيد 6 اهداف ونال الحذاء الذهبي، كما حصل على الكرة الذهبية بصفته افضل لاعب وحل امام النيجيريين جون اوبي ميكل وتاي تايو اللذين حصلا على الكرة الفضية والكرة البرونزية على التوالي. وأهدر المنتخب العربي المغربي فوزا كان في متناول يده و تنازل على أثره عن المركز الثالث و الميداليات البرونزية مكتفيا بذلك بالمركز الرابع بعد خسارته الصعبة أمام المنتخب البرازيلي ( حامل اللقب ) بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة الترتيبية التي جمعتهما في مدينة اوتريخت الهولندية لتحديد صاحبي المركزين الثالث و الرابع في بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم .وتقدم المنتخب المغربي طوال المباراة قبل أن تنجح البرازيل في إدراك التعديل قبل ثلاثة دقائق من نهاية الوقت الأصلي، و تسجل هدف الفوز في الوقت القاتل، مستفيدة من طرد اللاعب المغربي حسن وشو في نهاية المباراة، لتظفر البرازيل بالمركز الثالث و الميداليات البرونزية. ودخل المغرب مباراة البرازيل على أمل أن يعوض إخفاقه بالصعود إلى النهائي ، وكان يمني النفس بالفوز على البرازيل و تحقيق المركز الثالث و إرضاء جماهيره العريضة، و التي أملت فيه خيرا قبل خسارته الثقيلة أمام نيجيريا، لكن رياح البرازيل أتت بما لا تشتهي سفن المدرب المغربي فتحي جمال و أبنائه، حتى الدقيقة 87 من المباراة التي ذهبت لمصلحة البرازيل بصورة غريبة، حيث كانت الجماهير تستعد للاحتفال بالفوز المغربي الكبير على أبطال العالم.ورغم حلوله بالمركز الرابع لابد أن نشير إلى أن المغرب سجل إنجازا كبيرا في هذه البطولة ببلوغه الدور نصف النهائي لأول مرة، وهو يشارك في المونديال للمرة الثالثة بعد الأولى عام 77 في تونس حيث خرج من الدور الأول, والثانية عام 97 في ماليزيا حيث خرج من الدور الثاني.ساو باولو بطلا لأندية العالم و للمرة الثالثة في تاريخه، نال نادي ساوباولو البرازيلي بطل قارة أميركا الجنوبية لقب بطولة كاس العالم للأندية بعد فوزه الصعب والثمين على ليفربول الانجليزي بطل أوروبا بهدف دون رد للاعب مينيرو في الدقيقة 27 من الشوط الأول، وفي مباراة أخرى فشل اتحاد جدة السعودي في انتزاع المركز الثالث وحل رابعاً بعد خسارته المفاجئة أمام ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي الذي طار بالمركز الثالث ، وكان الأهلي المصري بطل أفريقيا قد جاء في المركز السادس والأخير بعد خسارته أمام أف سيدني الاسترالي.واحتضن استاد يوكوهاما الوطني في اليابان المباراة النهائية التي نجح ساوباولو البرازيلي بالفوز بها، كما ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، فنال عن جدارة واستحقاق لقب بطل أندية العالم ، كما أبقى على اللقب في حوزة الأندية بعد أن أحرز كوريناثيز البرازيلي لقب هذه المسابقة في نسختها الأولى عام 2000م، وأنهى ساو باولو سلسلة انتصارات ليفربول المتتالية التي بلغت ثمانية في مختلف المسابقات، كما هز شباكه للمرة الاولى بعد ان حافظ على نظافتها في 11 مباراة على التوالي، إلى جانب ذلك تتويجه باللقب للمرة الثالثة في تاريخه حيث سبق له وأن فاز بالكأس العالمية مرتين عامي 1992 و 1993 م.وحصل ساوباولو البرازيلي الفائز باللقب على جائزة مالية قدرها 5ر4 ملايين دولار مقابل 5ر3 ملايين لليفربول الوصيف و5ر2 مليون لسابريسا الكوستاريك الثالث ، و2 مليون لاتحاد جدة الرابع ، و سيدني الاسترالي صاحب المركز الخامس حصل على 5ر1 مليون، أما الأهلي المصري فقد حصل على مليون دولار فقط بعد أن حل في المركز السادس والأخير.و في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ، فشل اتحاد جدة السعودي بطل آسيا في إحراز المركز الثالث في بطولة كأس العالم للأندية بعد خسارته الدراماتيكية أمام منافسه ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي بطل قارة الكونكاكاف بثلاثة أهداف مقابل هدفين ، في المباراة التي أقيمت بينهما على استاد يوكوهاما . وخطف سابريسا الفوز من الاتحاد في الدقائق الخمس الأخيرة بعدما تقدم الفريق السعودي لغاية الدقيقة 85 بهدفين لهدف ، قبل أن يطرد لاعبه حمد المنتشري في الدقيقة 87.وكان اتحاد جدة في طريقه للفوز بالمركز الثالث لو حافظ على تقدمه حتى الدقائق الخمس الأخيرة إلا أن سابريسا حول تأخره الى تقدم 3-2 وخطف المركز الثالث من أنياب الاتحاد الذي عاد إلى صفوفه للمرة الأولى لاعبه الكاميروني جوزيف ديزيريه جوب بعد ان انتهت فترة ايقافه لمباراتين لكنه لم يقدم سوى الهدف الثاني من ركلة جزاء .وخيب الأهلي المصري آمال أنصاره وجماهيره العريضة التي عقدت عليه آمالا كبيرة بتحقيق نتائج طيبة في بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها اليابان، لكنه خذل الجميع بحلوله في المركز السادس والأخير في البطولة، بعد خسارته الثانية على التوالي على يد أف سي سيدني الأسترالي الذي فاز على الأهلي بهدفين مقابل هدف واحد، في المباراة التي أقيمت بينهما لتحديد المركزين الخامس والسادس.وكان اتحاد جدة السعودي قد وضع حدا لسجل الاهلي الخالي من الهزيمة منذ 55 مباراة عندما تغلب عليه 1-صفر في أولى مباريات بطولة العالم للاندية. واستعاد ليفربول الانجليزي هيبته الاوروبية التي خسرها في العقدين الاخيرين باحرازه لقب النسخة الخمسين من بطولة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم بفوزه على ميلان الايطالي 3-2 بركلات الترجيح (الوقتان الاصلي والاضافي 3-3) في المباراة النهائية على ملعب "اتاتورك" في مدينة اسطنبول التركية وامام 70 الف متفرج.وسجل ستيفن جيرارد في الدقيقة54 ، والتشيكي فلاديمير سميتشر في الدقيقة 55 والاسباني خابي الونسو في الدقيقة60 أهداف ليفربول، وباولو مالديني في الدقيقة الأولى، والارجنتيني هرنان كريسبو هدفين في الدقيقتين39 و44 اهداف ميلان. وفي ركلات الترجيح، سجل لليفربول الالماني ديتمار هامان والفرنسي جبريل سيسيه وسميتشر، وأهدر له النروجي يون ارن ريزه. أما ميلان، فسجل له الدنماركي يون دال توماسون والبرازيلي كاكا، وأهدر له البرازيلي الاخر سيرجينيو وان بيرلو والاوكراني اندري شفتشنكو. وهذا هو اللقب الاول لليفربول منذ عام 1984 عندما احرزه على حساب روما الايطالي 2-1 بركلات الترجيح أيضا بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1، والخامس في تاريخه اعوام 1977 و1978 و1981. وأكد ليفربول أحقيته باللقب وخالف التوقعات رأسا على عقب وأطاح بالكبار الذين كانوا مرشحين للصعود على منصة التتويج في مقدمتها باير ليفركوزن الالماني ويوفنتوس الايطالي وتشلسي الانكليزي وميلان. وكان ليفربول أبلى بلاء حسنا اواخر السبعينات ومطلع الثمانينات لانه توج بطلا للمسابقة اربع مرات وهو انجاز لم يحققه في السابق سوى ريال مدريد الاسباني الذي فاز بالالقاب الخمسة الاولى قبل ان يستقر العدد عند 9 القاب عندما توج بطلا للمرة الاخيرة عام 2002م. وخاض ليفربول المباراة النهائية للمسابقة للمرة الاولى منذ عام 1985 عندما خسر امام يوفنتوس الايطالي صفر-1 في مباراة اقيمت على ملعب هيسل في بلجيكا وشهدت مجزرة ذهب ضحيتها 39 شخصا بسبب تدافع الجمهور في المدرجات اثر سقوط احد الجدران. وبات ليفربول اول ناد انكليزي يحرز لقب المسابقة منذ ان توج جاره مانشسر يونايتد بطلا عام 1999 في مباراة تاريخية امام بايرن ميونيخ.في المقابل، خرج ميلان خالي الوفاض هذا الموسم بعدما فقد لقب الدوري المحلي لصالح يوفنتوس في الامتار الاخيرة وخروجه من مسابقة الكأس المحلية، وفشل بالتالي في احراز لقبه السابع في المسابقة. وهي المرة الثالثة التي يفشل فيها ميلان في النهائي بعد عامي 1993 امام مرسيليا الفرنسي و1995 امام اياكس الهولندي.