عالم الصحافة
تساءلت مجلة تايم الأميركية عن مدى جدوى ما وصفتها بحرب وكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.أي) الصامتة في مناطق وزيرستان القبلية الواقعة على تخوم باكستان مع أفغانستان، وهي الحملة التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار.وقالت المجلة إن تلك الطريقة كانت رهان الرئيس السابق جورج بوش الذي وضعها في الأشهر الأخيرة من ولايته حيث صعدت سي.آي.أي من طلعاتها الجوية في باكستان، واستمرت في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما.والهدف من هذه الحملة العسكرية هو استئصال قادة القاعدة بمن فيهم أسامة بن لادن، وحرمان طالبان ومقاتليها من اتخاذ هذه المناطق القبلية ملاذا لهم.أما عن جدوى هذه الحرب، فقد أشارت تايم إلى أن البيت الأبيض وسي.آي.أي ووزارة الخارجية دأبوا على تجنب الإجابة عن هذا السؤال بشكل رسمي، غير أن مسئولين مطلعين على هذه المسألة يقولون إن ما لا يقل عن تسعة أهداف من أصل أهم 20 هدفا للقاعدة قُتلوا بواسطة هذه الطائرات.ووفقا لصحيفة ذي نيوز الباكستانية، فقد أسفرت ستون طلعة جوية منذ 2006 عن مقتل 687 مدنيا و14 قائدا في القاعدة، وهي نسبة لا يتقبلها إلا القليل من الباكستانيين.ونبهت مجلة تايم إلى أن هذه الحملة العسكرية تساهم في تأجيج مشاعر الاستياء من أميركا في باكستان وإضعاف حكومة آصف علي زرداري الهشة.وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه الطائرات قدرات إستراتيجية وتكنولوجية لمن يشن هذه الحملة من الجانب الأميركي، فإنها لا تثير إعجاب القبليين في باكستان الذين يصفون الولايات المتحدة بالعدو الجبان الذي لا يطيق نزف الدماء في ميدان المعركة ويحارب من ارتفاعات شاهقة.كما أن تلك الهجمات وما تسقطه من ضحايا مدنيين تدفع عائلاتهم للبحث عن الانتقام، ما يسهل تجنيدهم في صفوف القاعدة ضد القوات الأميركية.وهذه الطائرات ليست معصومة من الخطأ لا سيما أن صور الكاميرات الحرارية مشوشة وتعرضت للتحطم في أكثر من مناسبة، وهو ما أكده جورج فريدمان الذي يدير شركة ستراتفور الأمنية حين قال «المشكلة الأساسية في الاستطلاع الجوي هي أنه معرض للخطأ».ثم تحدثت تايم عن الثمن السياسي لهذه الحملة، قائلة إن المنتقدين يتساءلون عن جدواها في الوقت الذي تلهب فيه مشاعر الرأي العام الباكستاني ضد الحكومة الموالية لأميركا، وقال الخبير في مكافحة الإرهاب ديفد كيلكولين الذي لعب دورا في تطوير إستراتيجية زيادة القوات الأميركية في العراق «من الممكن أن تفوق التكلفة السياسية لهذه الهجمات المكاسب التكتيكية».وحذر كيلكولين من أن الضربات الجوية توحد المسلحين ضد أميركا وحكومة زرداري.واختتمت المجلة بالقول إن الجبهة الباكستانية قد تكون على المدى الطويل آمنة عندما تميل القبائل نحو الولايات المتحدة والحكومة الباكستانية أكثر من ميلها نحو المسلحين، وهو ما تسعى واشنطن إلى تحقيقه عبر المساعدات المالية.غير أن تلك المساعدات لن تؤتي أكلها -حسب المجلة- طالما أن مشاعر السخط الناجمة عن الحملة الجوية تغذي الجهاد.[c1]الجمهوريون ينقلبون على تشيني :[/c]ذكرت صحيفة صنداي تلغراف أن مسئولين كبارا في الحزب الجمهوري انقلبوا على ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، عقب هجومه على الرئيس باراك أوباما حول الأمن القومي.وكان تشيني أعلن الأسبوع الماضي أن أميركا أصبحت أقل أمنا بسبب ما يسمى الإرهاب بعد أن قرر أوباما التخلي عن أساليب التحقيق العنيفة وإغلاق معتقل غوانتانامو.وأشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد أن أنهى تشيني حديثه على الإذاعة والتلفزيون، علت أصوات من اليمين لتحدي دفاع تشيني عن إرث حقبة بوش.فقد قال توم ريدج الذي عينته إدارة بوش/تشيني في إدارة الأمن القومي عقب هجوم 2001 على الولايات المتحدة، «نعم، إنني لا أتفق مع تشيني».وحتى جون ماكين الذي مني بهزيمة ساحقة على يد أوباما، رفض تأييده لأساليب تشيني في التحقيق التي أدانها الصليب الأحمر واعتبرها ضربا من التعذيب، وقال ماكين «عندما يكون لديك 70% من الأميركيين يرفضون التعذيب، فإن ذلك لا يساعد نائب الرئيس للخروج والمضي في تبنيه هذا الموقف».غير أن ديفد وينستون الإستراتيجي البارز الذي يشرف على الاستطلاعات ويعمل عن قرب مع القيادة الجمهورية، قال إن «تشيني حقق الكثير من المصداقية، ووضع أوباما في موقف الدفاع».