حدث وحديث
- للفرح طعمه الخاص.. قلَّت مساحته أو كبرت في حياة الإنسان.. يسترق تلك اللحظات من أجندة الحياة.. المثقلة بالمتاعب.. ليعبر عن مكنون داخلي في النفس.. وها هو يرقص.. يغني .. يضحك .. يبتهج.- الله .. ما أجملها تلك اللحظات.. المفعمة بالحيوية والنشاط.. يشعر خلالها الإنسان بأنّه خفيف كطائرٍ يحلق في الأفق اللامتناهي لا شيء يوقف نشوته أو يوقظ أحلامه .. يترك العنان لجسده وروحه يحلقان بعيداً.. ويرسمان صوراً أخرى لا تعير اهتماماً للمعاناة اليومية التي يكابد الإنسان في ساعاتها.. شظف العيش.- ولله دره من وطن يفرد ذراعيه .. حاضناً ومحتضناً أفراح بنيه ليرسم من خلالها أنشودة أخرى للمستقبل الموعود على سجايا أهداف زرعت في هذه الأرض الطيبة منذ أكثر من أربعة عقودٍ من الزمن ورواها ناس كثر بشهاداتهم وتضحياتهم، حين لم يبخلوا بالغالي والنفيس.. وها هي أينعت حرية واستقلالاً من عبودية استعمار غاشم، نهب خيرات البلاد واستعبد العباد مائة وتسعة وعشرين عاماً.- صباح الخميس الماضي كنـَّا على موعدٍ مع الفرح.. والابتهاج.. فرح بلون آخر.. وطعم آخر.. كنـّا افتقدناه.. جاء لمناسبة عزيزة وغالية أعاد إلى أذهاننا روح وقدسية المناسبة .. مناسبة ذكرى الاستقلال الوطني المجيد.لساعات ابتهج الناس من دون قيود.. عبروا عن فرحتهم.. استشعروا في لحظة تجلي ما معنى أن يفرح الإنسان .. .. أن يجعل من مناسباته الوطنية سفينة انطلاق وموكب عشق.. وبارقة أمل يبحر من خلالها صوب تلك الأماني والأهداف.. الأهداف التي خـُطَّت بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين وزوّدت بوهج الثورة ونور الاستقلال.. ويسعى شعبنا الأبي إلى تجسيدها واقعاً ملموساً في الحياة.- طوبى لنوفمبر .. شهر يجدد الأحلام .. يزرع الفرح في النفوس .. ويخلق الكبرياء والتحدي لشعب عظيم لا يعرف المستحيل أمام تطلعاته.. في الحرية والديمقراطية والوحدة والعيش الكريم.