رئيس مجلس الشورى في افتتاح ندوة دور المجتمعات المحلية في الحفاظ على المدن التاريخية :
زبيد / سبأ:أثنى رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني على الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية تجاه مدينة زبيد التاريخية.وقال “ إن هذا التوجه يأتي في إطار حرص فخامته الذي يهدف إلى إبقاء زبيد حاضرةً وحيةً، إلى جانب المدن التاريخية الخالدة لليمن، صنعاء القديمة، وشبام حضرموت، ولتكون حافزاً لإضافة مدن ومواقع أخرى إلى سجل التراث العالمي” .جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشورى في حفل افتتاح الندوة الخاصة بدور المجتمعات المحلية في الحفاظ على المدن التاريخية التي عقدت يوم أمس الخميس بمدينة زبيد، بتنظيم من مؤسسة اليمن للثقافة والتراث، وبحضور نائب رئيس مجلس النواب أكرم عبد الله عطية، ووزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي، ووزير المياه والبيئة المهندس عبد الرحمن فضل الإرياني.وأكد رئيس مجلس الشورى في كلمته أن هذا الاهتمام يأخذ أبعاده العملية الميدانية، ويهدف في غاياته النهائية إلى استعادة هذه المدينة لألقها وقيمتها التاريخية، وصون طابعها العمراني المميز والحفاظ على قيمتها الاستثنائية، وقال “ بفضل كل هذه المزايا، استحقت هذه المدينة أن تكون ضمن قائمة المدن الأكثر أهمية في سجل التراث العالمي والإنساني”.ولفت رئيس مجلس الشورى في هذا الصدد إلى أن اهتمام الدولة بمدينة زبيد وصل ذروته في الوقت الراهن ، حيث تم رصد نحو 15 مليون دولار لإنفاذ مشروع تنمية المدن التاريخية في زبيد، الذي يقوم بتنفيذه الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة بدعم من المانحين.ووصف مدينة زبيد التاريخية بأنها كانت وستظل، من حواضر اليمن العظيمة، ومستودع الخير، التي تفخر بأن جامع أبي موسى الأشعري الذي تحتضنه، هو ثالث أقدم مسجد في اليمن، وخامس أقدم مسجد في العالم.وقال إن مدينة زبيد التاريخية استثنائية في أدوارها الحضارية والإنسانية، فقد كانت واحدة من أشهر مدن الجامعات في التاريخ الإسلامي، وكانت مركزا لنشاط اقتصادي زراعي وصناعي مزدهر على مستوى البلاد والمنطقة.وأضاف تميزت زبيد عن سائر مدن الجامعات، فيما سخرته من إمكانيات لخدمة جامعتها الإسلامية الشهيرة، والعناية بالعلم والعلماء، وهو ما مثل حافزاً للمئات من طلاب العلم والعلماء والباحثين من كل الأمصار للقدوم إلى زبيد، حيث تأسست بيئة علمية مزدهرة، وأُلِّفتْ ذخائرُ المصنَّفاتِ في شتى مجالات المعرفة، لعل أشهرها تاج العروس.وشدد رئيس مجلس الشورى على الدور الواعي والمسئول لسكان المدينة الذين هم أولى الناس بتقدير أهمية مدينتهم، والفخر بما بلغته من مكانة عالمية.وتوجه بدعوته إلى واجهة المجتمع في مدينة زبيد من علماء وأعيان ومسئولين محليين ومثقفين إلى الوعي بالأهمية الاستثنائية لهذه المدينة التاريخية، والمساعدة في إنجاح خطط الدولة، التي تصب باتجاه تأهيل المدينة وصيانتها واستعادة ملامحها، وتهدف كذلك،إلى الإيفاء باستحقاقات ومتطلبات ومعايير إبقائها مدينةَ تراثٍ عالمي. مشيراً إلى أن مكانة زبيد التاريخية والحضارية، ووجودها على قائمة التراث العالمي، كان وسيظل مفخرة وطنية، إلى جانب أنه سيجعل من المدينة مقصداً سياحياً هاماً على مستوى البلاد والمنطقة، ومن شأن ذلك أن يولد فرصاً اقتصادية ومعيشية لا حصر لها.وقال إن الشراكة فيما يتعلق بالحفاظ على مدينة زبيد، تقتضي التزام سكان المدينة بمعايير ومتطلبات البناء والترميم التي تقتضيها مدينة تاريخية كهذه.وأضاف” لم يعد من الممكن استمرار المخالفات كالترميم العشوائي أو استحداث مباني جديدة في الساحات العامة المحمية وغيرها من مناطق الحمى، في ظل وجود خيارات وبدائل ومعالجات تكفل مصالح السكان، وتحقق أهداف الحفاظ على المدينة”.واختتم رئيس مجلس الشورى كلمته بالإشارة إلى أن زبيد وصنعاء القديمة وشبام حضرموت ستكون محل عناية مجلس الشورى في اجتماع يعقده خلال الفترة المقبلة لاستعراض ومناقشة واقع هذه المدن.وألقى نائب رئيس مجلس النواب أكرم عبد الله عطية كلمة عبر فيها عن الامتنان للاهتمام الذي توليه الدولة بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وثمن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني لمدينة زبيد ورعايته للندوة التي تتناول موضوع الحفاظ على هذه المدينة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة سيكون لها ما بعدها من توجيه لكامل العناية بمدينة زبيد وتأهيلها وتطويرها كواحدة من المدن التاريخية في اليمن .وأكد عطية أهمية التعاون مع قضية الحفاظ على مدينة زبيد التاريخية في إطار منظومة متكاملة تشمل تراث المدينة الثقافي من الفلكلور والموروث الشعبي.وأعاد مجمل الإستحداثات والتشوهات التي لحقت بمساكن المدينة إلي ضعف الإمكانيات للسكان.. معربا عن تفاؤله بشان إمكانية تحسين المدينة وإعادة تأهيلها لتحتل موقعها ضمن المدن التاريخية الهامة في البلاد.من جانبه اعتبر وزير الثقافة الدكتور محمد ابو بكر المفلحي في كلمة له بالمناسبة أن وجود مدينة زبيد في قائمة التراث العالمي دليل اعتراف من المجتمع الدولي بأهمية هذه المدينة ودورها البارز.وقال تقع علينا مسئولية الحفاظ على هذه المدينة وعلى مورثوها الثقافي الهام، مشدداً على أولوية تفعيل المهام المسندة إلى الجهات المعنية في الحكومة وغيرها من الجهات وخصوصاً تلك المرتبطة بوزارتي الكهرباء والأشغال العامة والصندوق الاجتماعي للتنمية والهيئة العامة للمساحة والتخطيط العمراني، والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في ترميم باب النخيل وجزء من باب الشباريق وصيانة أكثر من ألف وثمانمائة متر مربع من الأسواق في المدينة.فيما أكد محافظ الحديدة احمد سالم الجبلي أهمية الندوة التي قال إنها تأتي تنفيذا لتوجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية بضرورة الحفاظ علي مدينة زبيد وتراثها .. منوها إلى انه قد تم انجاز عدد من المشاريع المتعلقة بتحسين وإعادة تأهيل المدينة.وقال “لقد تم إنجاز أكثر من 250 الف متر مربع من مساحة المدينة القديمة والتي شملت أعمال الرصف وغيرها من الخدمات الأخرى بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية”.. مشيراً إلى أن من بين ما تم تحقيقه توفير مادة الياجور بأسعار تتناسب مع ظروف السكان في إطار تنفيذ قرارات اللجنة العليا للحفاظ على المدن التاريخية. وتحدث في الحفل عضو مجلس الشورى رئيس مجلس أمناء مؤسسة اليمن للثقافة والتراث الدكتور حسين العمري، الذي قال إن الندوة تأتي في إطار توجه المؤسسة نحو إحياء دورها في الحفاظ علي المدن التاريخية والمشاركة على الحياة الثقافية والتراثية والاجتماعية في المدن التاريخية.وقال إن مدينة زبيد تعرض سنوياً في قائمة اليونسكو كجزء من التراث العالمي، ما يمثل مدعاة للفخر لسكان المدينة، ويدفعهم إلى التفاعل مع جهود الحفاظ عليها والحيلولة دون إسقاطها من قائمة التراث العالمي، الذي في حال لو حدث ستكون له تداعياته غير الجيدة على المواقع اليمنية الأخرى المرشحة للانضمام إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مؤكداً الحاجة إلى العمل الجاد من أجل تعزيز دور زبيد الحضاري والإنساني وإبرازها للعالم بشكل أفضل وبالطرق العلمية المدروسة. بدوره استعرض وكيل وزارة السياحة أمين عام مؤسسة اليمن للثقافة والتراث مطهر تقي جهود المؤسسة في الإعداد والتحضير لهذه الندوة، في سياق عنايتها بمدينة زبيد وبالوضع الراهن للمدينة الذي قال إنه بحاجة إلى وقفة جادة تعيد لها وجهها الحضاري المشرق.هذا وكان قد تخلل الحفل تقديم فقرات قدمت فيها زهرات من مدينة زبيد التاريخية عرضا للازياء التقليدية والاناشيد المعبرة .حضر الندوة أعضاء مجلس الشورى الدكتور حسن السَّلامي، والدكتور عبد الله المجاهد ويحيى قحطان، وعلي الخضر السعيدي، وحسين المسوري، وعبده علي القباطي، وعبد العزيز ناصر الكميم، ورئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية عبد الله عيسى.