الحكومة العراقية تشدد إجراءاتها الأمنية بيوم الكاظم
طهران / بغداد / وكالات :قالت إيران إن طريق الاستقرار في العراق يمر عبر انسحاب أميركي, وهو انسحاب لا يرغب فيه تحديدا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي جاء إليها بحثا عن الدعم السياسي والاقتصادي, وقالت إيران إنها جاهزة لتقديمه.وأنهى المالكي زيارة يومين إلى طهران –الثانية خلال عام تقريبا- التقى خلالها مسؤولين رفيعين بينهم الرئيس أحمدي نجاد ونائبه برويز داوودي ورئيس مجلس الأمن القومي علي لاريجاني, لكن دون أن يعرف إن كان التقى مرشد الثورة علي خامينئي.وقال داوودي إن أمن العراق من أمن إيران واستعادته "يتوقف على خروج المحتلين وعدم التدخل في شؤون العراق, وقدرة حكومة المالكي".وشكر المالكي لإيران دورها في تعزيز أمن العراق, وأبدى أمله في تنفيذ كل الاتفاقيات الثنائية قريبا وبينها اتفاقيات في التعليم والتعاون الصناعي وإقامة خط نفطي بين البصرة في العراق وميناء عبدان, وقعت في نوفمبر الماضي.وفي خطوة ذات رمزية كبيرة التقى المالكي أسر سبعة دبلوماسيين إيرانيين تعتقلهم القوات الأميركية في العراق, وقال إنه سيبذل جهده لإطلاق سراحهم.ومن جهة ثانية قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه بحث ونظيره الإيراني المحادثات الثلاثية الأميركية الإيرانية العراقية بشأن الأمن في العراق, وكان آخرها الاثنين الماضي لبحث تشكيل لجنة أمنية.وأضاف زيباري أنه فهم من الرئيس الإيراني رغبته في مواصلة الحوار خاصة بشأن مسألة الحدود.وبالتزامن أختتم في العاصمة السورية دمشق مؤتمر بشأن الأمن في العراق بحضور ممثلي دول بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.وشارك في المؤتمر -الذي أستمر يومين- مسؤولون كبار في وزارات خارجية وداخلية العراق وسوريا وإيران والأردن وتركيا ومصر والكويت والبحرين وروسيا والصين، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة وجامعة الدولة العربية.وغابت السعودية, على الأرجح بسبب توتر العلاقات مع دمشق، لكن لم يصدر عنها تعليق عن سبب الغياب.ودعا نائب وزير الخارجية العراقي لبيب عباوي دول الجوار إلى تقديم ما وصفه بدعم حقيقي لبلاده لتجاوز "العنف والإرهاب" وأبدى أمله في أن يخرج المؤتمر بنتائج فعالة.وقال وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد إن غاية المؤتمر مساعدة الشعب العراقي على تجاوز محنته وصون سيادته، مؤكدا اتخاذ بلاده الإجراءات اللازمة على حدودها للإسهام في تحقيق الأمن في العراق.ولقاء دمشق استكمال لمؤتمر عقد في مايو الماضي في مصر حيث اجتمع الطرفان السوري والأميركي لأول مرة منذ عامين, كما أنه استكمال لمؤتمر في الأردن قبل أيام بحث أوضاع اللاجئين العراقيين في دول الجوار.أما داخلياً فقد شددت السلطات العراقية الإجراءات الأمنية تحسبا لوقوع أعمال عنف تزامنا مع إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في حي الكاظمية شمالي شرقي بغداد.وقال المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية العميد قاسم عطا إنه تم وضع خطة أمنية مشددة لحماية الزائرين وتقرر حظر حمل الأسلحة وأجهزة الهواتف المحمولة والحقائب.وكانت الحكومة أيضا فرضت حظر تجول لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء الماضي ولغاية فجر السبت على حركة السيارات والدراجات وأغلقت مطار بغداد الدولي. وذكر شهود عيان أن مروحيات أميركية تحلق في سماء العاصمة.كما نشرت عشرات الآلاف من قوات الجيش والشرطة على الطرق المؤدية للمدينة وعلى أسطح الأبنية العالية وخصصت طريقا موحدا للزائرين من مطار المثنى بجانب الكرخ إلى حي الكاظمية.وتتوقع السلطات العراقية وصول نحو ثلاثة ملايين زائر إلى ضريح الإمام الكاظم أحد أئمة الشيعة الإثني عشر الذي قتل مسموما في عهد الدولة العباسية قبل 1200 عام.وكان زائرو الضريح تعرضوا لقذائف هاون خلال مسيرتهم في عدد من الطرق أثناء توجههم إليه، كما قضى أكثر من 965 شخصا في عام 2005 على جسر الأئمة جراء تدافع الزائرين عقب انتشار شائعات عن هجوم انتحاري.وتأتي زيارة ضريح الكاظم بعد يوم من دفن جثامين 32 شخصا سقطوا خلال غارة أميركية على مدينة الصدر ببغداد.وقال الجيش الأميركي إن الغارات استهدفت "المتورطين" في نقل القنابل التي تزرع على الطرق من إيران, فيما أكدت المصادر الأمنية أن مدنيين كانوا ضمن القتلى.من جهة ثانية قال الجيش الأميركي إن جنوده والقوات العراقية قتلوا اثنين من المسلحين عند بدء الغارات في مدينة الصدر. كما قال الجيش إنه جرى استدعاء دعم جوي عند رصد مجموعة كبيرة من المسلحين وعربة تحاول مهاجمة القوات البرية.وفي وقت سابق قال متحدث عسكري أميركي إن أكثر من %70 من الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية في بغداد في يوليو/تموز الماضي "نفذتها مليشيات شيعية بعضها تدرب في إيران".وجاءت الغارات الأخيرة على مدينة الصدر بعد أيام من أول اجتماع للجنة شكلتها إيران والولايات المتحدة والعراق بهدف تحسين الأوضاع الأمنية.