يستحق تكريمــاً أفضــل
[c1]عياش علي محمد[/c]في صبيحة يوم تكريم كروان لحج وعند ليبها الاسمر (عبدالكريم توفيق) فتحت مذياع عدن لاجد فناتنا القدير يشدو الابصوته اغنية (ردد التغريد) وكأنها جاءت افتتاحاً مبكراً لموعد تكريمة واكثر شيء يحسب للفنان عبدالكريم توفيق هو قدرته على التأثير بصوته على كل مستمعية من ادنى اليمن الى اقصاها بل وطار تزثير صوته الى الاصقاع البعيدة ليروي لها صوتاً جديداً منبعثاً من واحة صغيرة تقع في الركن الجنوبي من جزيرة العرب الا وهي واحة لحج الفتاء المكتنزة يموروثها الثقافي والفني لقد كانت لحج تتمتع بميزة عظيمة وهي ميزة تعدد مدارسها الفنية والغنائية والايقاعية وتعددت اصوات مبدعيها من الفنانين الكبار الذي انجبتهم لحج ولاقوا احتراماً وتقديراً منقطع النظير.الا اننا ونحن صبية نتلقى التعليم في المدرسة المحسنية بلحج لم نتأثر بأي فنان اكثر من عبدالكريم توفيق فقد كان صبياً مثلنا نجلس معاً الاستراحة المدرسية ونلعب معاً وبهذا كان تأثيرة قوياً علينا بحكم الاحتكاك العاطفي الصبياني..ولم نكن نعرف ونحن في مقبتل العمر شيئاً عن النوح والاشجان والليل الطويل ،وعذاب الحب.وقهر الفراق لاننا صبية لم نشب بعد عن الطوق،ولم ننضج لتقبل وفهم هذه الاحاسيس ولكن عبدالكريم توفيق اوصل ذلك بصوته الى افئدتنا ونحن صبية لاننا كنا نحس ان هذه الاغاني التي يشدو بها هي معاناته وهي مشكلاته الشخصية وكنا متأثرين لحالته وكانها حالة حقيقية يتطلب التضامن معه.يحدثني الاستاذ/ محمد محمود سلامي المخرج التلفزيوني المبدع عن حادثة من هذا النوع صادفته في صباه وكان بطلها الفنان عبدالكريم توفيق..ويتذكر السلامي انه في عصر يوم من سنة 1960م توفيت ام صديقة في قريته (المجحفة) فذهب ومعه اصدقاؤة الى صديقة المتوفاة والدته لمواساته ،فقاموا بما يلزم من العزاء واصطحبوه الى (تلة تراب) امامها دكان القرية وجلسوا معه يواسونه..وفي هذا الوقت بالذات انطلق صوت الفنان عبدالكريم توفيق من دكان القرية ،بيدخل حزناً آخر على الاحزان فدرف المعني بالامر بدموعة وبعدها اعز ورقت دموع الصبية استجابة لدموع زميلهم وكانت جلية (صبية) تأثروا بهذا الصوت الشجي الذي استطاع ان ينتزع الدموع.كروان عبدالكريم توفيق يستحق تكريماً افضل وعناية اكبر لانه مدرسة غنائية لاتقدر بثمن.واذا كان حادث تكريمة في مسقط راسة لحج يعد تكريماً لائقاً بمكانته الفنية فان مستوى التحضير لهذا التكريم كان دون مستوى عبدالكريم وكان على القائمين بهذا التكريم حشد كل مايلزم من مواصفات ومقاييس النجاح واعداد البرامج واظهار قدرات عبدالكريم الصوتية بالصوت والصورة وبالكتاب والصحف وبكل الوسائل الاعلامية انه قامة فنية لايمكن ان تتكرر على المدى القريب والبعيد ولهذا واجب لفت الانتباه والى ان التكريم لايزال قائماً ولابد من البحث عن فرصة اخرى مناسبة وقوية تتلاءم مع هذا الفنان العملاق.