واشنطن/14 أكتوبر/ من سوزان كورنويل: مع ما أصاب الأمريكيين من إعياء من حرب العراق وفيما تلوح الانتخابات الأمريكية في الأفق يبحث الكونجرس جاهدا عن أسلوب للتعامل بشكل صارم مع إيران دون أي يعطي الرئيس الأمريكي جورج بوش حرية القيام بضربة عسكرية. وافق أعضاء الكونجرس على عدد من العقوبات أقسى مما كان يسعى إليه البيت الأبيض كوسيلة للضغط على إيران للتخلي عن الأنشطة النووية التي يقول الغرب أنها تهدف لإنتاج قنبلة بينما تصر إيران على ان مشروعها أهدافه سلمية لتوليد الطاقة. وقال كريم سادجادبور من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "يريد الكونجرس ان يأخذ موقفا متشددا وفي نفس الوقت يريد تفادي نشوب حرب." ويندم عدد كبير من أعضاء الكونجرس وبشكل خاص من يخوضون الانتخابات العام المقبل على أقدامهم على تمهيد الطريق لغزو بوش العراق بتخويله استخدام القوة في عام 2002. وتشير استطلاعات الرأي إلى ان الرفض الشعبي للحرب يتنامى بين أغلبية الأمريكيين. وقال جون وولفشتال من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية " ينظر للتشدد مع إيران على انه سياسة جيدة.. قد يبدون صارمين إزاء الإرهاب بمساندتهم ما ينظر إليه على انه إجراء متشدد تجاه إيران."، وتابع "في الوقت ذاته فان ثمة قلقا حقيقيا بشأن ما يمكن ان تفعله إدارة بوش قبل ان تنتهي ولايتها. قلة قليلة في كابيتول هيل مستعدة لمجرد الوثوق في حسن تصرف الإدارة." وفي الأسبوع الماضي فرض بوش عقوبات على الجيش الإيراني والقطاع المالي في البلاد أملاً في زيادة الضغط على طهران لوقف تخصيب اليورانيوم وكبح ما تصفه الحكومة الأمريكية من أنشطة إرهابية. لكن مجلس النواب وافق بشكل ساحق بالفعل على فرض عقوبات صارمة جديدة على شركات الطاقة التي تستثمر في إيران. واقر مجلس النواب مشروع القرار الذي تقدم به عضوه الديمقراطي توم لانتوس بموافقة 397 عضوا واعترض 16 في 25 سبتمبر رغم تحذير مسئولين أمريكيين من انه قد يزعج دولا أوروبية ستضار شركاتها. وينتظر القرار موافقة مجلس الشيوخ. وفي 25 سبتمبر وافق أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الشيوخ على قرار غير ملزم يحث الرئيس بوش على اعتبار الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية. واخذ بوش قرارا مماثلا بعد شهر. غير ان تصريحات بوش الذي قال ان إيران النووية قد تؤدي "لحرب عالمية ثالثة" ونائبه ديك تشيني الذي أعلن "نحن لن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية "أثارت مخاوف جديدة بان البيت الحرب يسير نحو حرب جديدة. وبعث 30 من أعضاء مجلس الشيوج برسالة لبوش الأسبوع الماضي يحذرونه من ان قرار مجلس الشيوخ بشان إيران لا يعني تخويله شن هجوم. ووقعت على الخطاب السناتور هيلاري كلينتون التي تنافس للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة. وكان معارضوها قد هاجموها لموافقتها على القرار. واقترح احد منافسيها على ترشيح الحزب السناتور باراك اوباما إلغاء القرار. وتقدم السناتور ديك دوربين ثاني اكبر عضو ديمقراطي في مجلس الشيوج باقتراح ينص على ضرورة حصول بوش على موافقة الكونجرس قبل القيام بأي عمل عسكري. وقال سادجادبور "اعتقد أنهم أدركوا انه ليس هناك رغبة لدى الناخبين لخوض مغامرة جديدة للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط." ويقول انه لا الجمهوريين ولا الديمقراطيين يبدون حماسة لاحتمال حدوث مواجهة عسكرية. ورغم ذلك فأن من المستبعد ان يؤيد الجمهوريون قرارات تصر على الحصول على موافقة الكونجرس على اي هجوم. وقال متش مكونل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ "لا اعتقد ان هناك أي حاجة حتى للاقتراع على قضية عمل عسكري محتمل في إيران. ليس هناك من يقترح ذلك."