غضون
- قبل يومين اجتمع بصنعاء مشائخ قبيلة حاشد، وقالوا إنهم توصلوا إلى اتفاق بعقد اجتماع للقبيلة في غضون الأيام القليلة القادمة وذلك في مدينة خمر (باعتبارها مدينة السلام وعاصمة حاشد)!! والهدف كما قالوا هو تقوية (لحمة) حاشد وتعزيز وحدتها وتماسكها ضد كل ما من شأنه (استهدافها). وكان أحد أبناء الشيخ عبدالله الأحمر قد عقد في وقت سابق لقاء في خمر ونبه القبائل بأن (القبيلة) في اليمن تهاجم من قبل السلطة كما يهاجم الإسلام في الغرب!! - أما مشائخ خولان فقد اجتمعوا حمية لبكيل التي قالوا إنها باتت مظلومة وقليلة النصيب بعد أن (تمحشدت) الدولة أو صارت بيد قبيلة حاشد كما قالوا .. وهناك تحركات من قبل وجاهات قبلية وعشائرية ومناطقية أخرى أخذت تنخرط في هذا الطريق الخطر .. وحول هذه القضية نسجل ملاحظتين نعتقد أنهما مهمتان للغاية: - الأولى هي أن الحكومة عندما تسمح بمثل هذه المهرجانات المثيرة للعصبية والانقسام تنقد مصداقيتها شيئاً فشيئاً عندما تتذرع بالقانون والوحدة الوطنية والأمن والاستقرار لحظر أو منع أو إدانة تجمعات أخرى في مناطق أخرى.. في الوقت الذي هي تجمعات مدنية ولايوجد فيها مسلح واحد، وتقتضي شروط المواطنة المتساوية أن تتعامل الحكومة مع الحالتين معاملة متساوية، ومن الأفضل أن يكون خيارها هو المدعوم بمبادئ الدستور ونصوص القوانين النافذة في عرض وطول البلاد. - أما الملاحظة الثانية فهي أن على الحكومة أن تنظر إلى مساعي التجمع والتكتل في أطر عصبوية من أي نوع بوصفها محاولات لإيجاد بدائل عن الدولة أو دولة القانون والمؤسسات تحديداً ، وأن هذه المحاولات تبرز أساساً عندما يسود لدى بعض الناس أو المجموعات اقتناع بأن آليات ومؤسسات الدولة لا تعمل بصورة فعالة أو أنها تسمح بظهور هذه البدائل لأي سبب أو مبرر .. وفي كل الأحوال على الحكومة أن تكبح هذه الممارسات وتضعف الثقافة العصبوية بالانتصار للدستور وانزال الجميع عند حكم القانون وأن تقوي مؤسسات الدولة المدنية وتدعها تعمل لكي لاتذهب ريح الدولة ويتفرق الشعب الواحد قبائل وعشائر.