كلنا ندين لسبتمبر بالكثير والكثير , فسبتمبر لا يعد في قاموس اليمنيين كباقي الشهور الميلادية , كيف وفيه نال الشعب ما لم ينله من قبل , كيف وقد حطم فيه الثوار جبروت الإمامة الذي ظل جاثما على صدور اليمنيين رزحا من الزمن , وفي سبتمبر يوم هو ليس كباقي أيام الشهر انه يوم السادس والعشرين منه ,ذلك اليوم الذي أزاح فيه الأبطال حكما طغى وتسلط و تكبر .يمثل هذا الشهر المجيد باكورة أعيادنا الوطنية , فكما جاء هذا اليوم ليحرر شمال الوطن من تسلط ال حميد الدين , فقد فتح في الوقت ذاته الأبواب الكبيرة أمام الأبطال في جنوب الوطن ليفجروا بعد عام وشهر ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من أعالي جبال شمسان على المستعمر البريطاني الغاصب , ليتحد نقم وشمسان في وجه التسلط والطغيان , وينتج عن ذلك رحيل المستعمر في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م , حقا لقد كانت الثورة الأم ثورة سبتمبر الخالدة مفتاح الخير وباكورة الأعياد الوطنية وعلى رأسها إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 من مايو 1990م على يدي قائد الوحدة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله والى جواره الشرفاء من أبناء هذا الوطن المعطاء. ثورة سبتمبر مثلت انقلابا شرعيا على الظلم السائد في تلك الحقبة المقيتة من تاريخ يمننا الحبيب , وكانت ثورة لتحرير الأرض والإنسان معا , فقد سحقت هذه الثورة الفتية عبر أبطالها الأشاوس كل أشكال المناطقية والسلالية والمذهبية ومهدت الطريق نحو وطن يحق للجميع ان يعيش فيه متساوين لا يفوق احدهم على الآخر إلا بمقدار ما يقدمون له من خدمات كبيرة. لقد فتح سبتمبر السبل للولوج الى عالمي العلم والمعرفة واللذين كانا غير موجودين وان وجدا فهما حكر على فئة بعينها , بحيث لا يحق للباقين الحصول على فرص تعليمية كباقي الأسرة المالكة أو ذوي الحظوة والقربى لديهم , ونتج عن ثورة سبتمبر ثورة أخرى هي في مجال التعليم فقد تم افتتاح آلاف المدارس في الريف والحضر ووصل الى قمم الجبال العالية ووسط السهول والوديان وبالجزر البعيدة , ليدخل الوطن بعدها عالم التعليم الجامعي والعالي والتقني والفني. علينا ونحن نحتفل بثورة سبتمبر ان نترحم على شهدائنا الأبرار الذين جعلوا دماءهم الغالية رخيصة فداء للوطن , ولم يطلبوا مصلحة شخصية لا لأنفسهم أو لذويهم ,فقد كان الوطن هو هدفهم وغايتهم , فوصلوا الى ما وصلوا إليه بفضل تضحياتهم , فهل لنا بالاقتداء بهم من اجل ان يسير الوطن و ليكمل ما بدا به الثوار الأحرار . عيب علينا ونحن نحتفل بثورة حررت الإنسان اليمني ان نجد بعد ما يربو على ثمانية وأربعين عاما من يستعبد أخاه تحت أي مسمى ان أناسا كهؤلاء لهم العبيد حقا , فهم عبيد لنوازعهم وغرائزهم وشهواتهم و وتلك كلها جاء سبتمبر من اجل ان يقتلعها من جذورها , وعلينا الان ا نسعى لاقتلاعها بل واقتلاع من يريد ان يعيدها من جديد , فهي وجبروت الإمامة صنوان لا يختلفان , والذي ما زال يتمسك به ففيه بقية من الإمامة التي استعبدت الناس لعشرات السنين . ان ثورة سبتمبر جاءت ليسود العدل وينقشع الظلم , ولهذا نقول لكل متسلط احذر , فكما علم سبتمبر اليمنيون الصبر , علمهم كذلك الشجاعة والبسالة , ولنا في كلمة الأخ قائد الوحدة التي ألقاها بهذه المناسبة العظيمة وقفات كثيرة , فقد دعا فخامته الى الحوار الصادق والألفة والاتحاد ونبذ أسباب الاختلاف والسمو فوق الخلافات ليسير اليمن بسواعد أبنائه نحو التنمية والتعمير , ولن يكون ذلك إلا إذا تم اجتثاث المفسدين واقتلاع جذورهم في أي مرفق كانوا فيه , فهم السوس الذي ينخر في مسيرة التطوير . هنيئا لشعبنا المنجزات السبتمبرية , ورحمة الله ورضوانه على شهدائنا الأبرار والله نسال ان يسكنهم برحمته واسع جنته وان يقر أعيننا جمعياً بيمن مزدهر متطور . [c1]باحث دكتوراه بالجزائر [email protected][/c]
سبتمبر باكورة أعيادنا الوطنية
أخبار متعلقة