على الرغم من أن المنتخب البرازيلي لكرة القدم للسيدات، لم يحقق الفوز بلقب كأس العالم للسيدات التي اختتمت الشهر الماضي في الصين، واكتفى بالوصافة خلف نظيره الألماني الذي خطف اللقب للمرة الثاني على التوالي، إلا أن مجرد وصوله إلى النهائي العالمي للمرة الأولى في تاريخه، سيساهم بشكل كبير وملحوظ في نمو كرة القدم النسائية في بلاد السامبا. وكانت البرازيل قد حققت إنجازًا مهمًا للغاية في تموز ( يوليو ) الماضي من خلال الفوز بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأميركية، ثم حقق الفريق إنجازًا أكبر بالفعل في كأس العالم الخامسة بالصين. ويرى مراقبون أن النجاح الذي حققه المنتخب النسائي البرازيلي بدد أخيرًا التحامل على كرة القدم النسائية في البرازيل، التي اعتبرت ممارستها ممنوعة بحكم القانون، حيث كانت ممارسة كرة القدم النسائية ممنوعة بالفعل في البرازيل بين عامي 1956و 1982م، بحكم قانوني صادر عن نظام الحكم العسكري الديكتاتوري السائد في البرازيلي آنذاك في الوقت الذي كانت تحظى فيه كرة القدم للرجال بتوهج شديد يقترب من جعلها كالمعتقدات الدينية.ولكن الحال لم تتغير كثيرًا حتى بعد أن عرفت الديمقراطية طريقها إلى البلاد فقد واجهت اللاعبات صعوبات كبيرة في ممارسة اللعبة حيث وصفهن بعضهم بأنهن " سيدات مساحقات" و"عفاريت قبيحة".وتقول عالمة متخصصة في علوم الانسان "أنثروبولوجي" بجامعة هارفارد والتي حصلت على 80 ألف دولار كمنحة لعمل بحث عن السبب في الضغوط التي تواجهها كرة القدم النسائية في البرازيل " وحتى اليوم فإن هناك الكثير من اشكال التحيز والتفرقة حيث ينظر الكثيرون الى كرة القدم باعتبارها لعبة تقتصر على الذكور فقط " . وعلى الرغم من ذلك بدأت كرة القدم النسائية تكتسب تأييدًا في البرازيل بعد أن تغيرت النظرة إليها.
واللافت للنظر في السابق، أن الآباء كانوا يمنعون بناتهم من لعب كرة القدم ، لكنهم حاليًا يحرصون على الذهاب ببناتهم شخصيًا إلى التدريبات.وقالت ألين قائدة المنتخب البرازيلي في كأس العالم بالصين "عندما بدأت لعب الكرة وأنا في الخامسة عشر من عمري لم يكن بالامكان مشاهدة كرة القدم النسائية في التلفزيون. ولكن ألين ترى أن دورة الالعاب الاميركية غيرت كل شيء حيث بدأ المشجعون في التوافد على المباريات "بغض النظر عما إذا كانت اللاعبات في المستطيل الاخضر يتميزن بالجاذبية أم لا أو أنهن من صاحبات البشرة السوداء أو البيضاء.ويمثل ذلك صرخة انطلقت منذ سنوات قليلة مضت، فعلى سبيل المثال حاولت منطقة ساو باولو تنظيم بطولة للنساء اللاتي يتمتعن بجاذبية وأنوثة لاظهار أن "النساء الحقيقيات" يمارسن كرة القدم.وفي الوقت الذي تجتذب فيه كرة القدم للرجال اللاعبين أصحاب المهارات من مختلف طبقات المجتمع يقتصر الحال بنسبة كبيرة في كرة القدم النسائية على جذب اللاعبات من الطبقات الفقيرة الكادحة.ومع النجاح والتألق الذي تحققه بعض اللاعبات مثل مارتا المحترفة في السويد والتي تتقاضى راتبًا شهريًا يبلغ 54 ألف دولار ترى العديد من السيدات حاليًا أن كرة القدم تمثل تذكرة للخروج من دوامة الفقر دون عودة.
تمثل رونالدينيا (31 عامًا) إحدى لاعبات البرازيل مثالاً واضحًا على ذلك. وقالت رونالدينيا "أحضر والدتي معي لأنها عاطلة عن العمل ... أريد لعب كرة القدم والذهاب للمدرسة.. هناك أندية أجنبية مهتمة بخمس أو ست بنات، على الرغم من أن اللاعبات الصغيرات منهن لم يسبق لهن المشاركة مع أي ناد ".وكان لنجاح المنتخب البرازيلي في الوصول لنهائي كأس العالم الخامسة للسيدات في الصين نتائج أخرى حيث أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم بعد فوز الفريق على نظيره الاميركي في الدور قبل النهائي للبطولة أنه يعتزم إقامة دوري لكرة القدم النسائية.وكانت اللاعبة البرازيلية قد أسحرت الجميع بتألقها وأدائها الرائع ونجحت في قيادة المنتخب البرازيلي إلى نهائي كاس العالم بالتغلب على نظيره الاميركي 4- صفر في الدور قبل النهائي، ليلتقي الفريق البرازيلي مع المنتخب الالماني حامل اللقب والذي تغلب على المنتخب البرازيلي 2- صفر ليتوج باللقب للمرة الثانية على التوالي.