طالباني يستقبله في زيارته الأخيرة إلى العراق كرئيس
لندن، واشنطن، بغداد، /متابعات: لم تستبعد مصادر عربية رفيعة المستوى أن توفر زيارة الرئيس جورج بوش المفاجئة للعاصمة العراقية، الأحد، مناسبة لتنظيم إحتفال كبير، يوقع خلاله الرئيس الأميركي مع طالباني والمالكي الاتفاقية الأمنية التي توصل إليها العراق والولايات المتحدة، والتي يعتبرها بوش “ إنجازا كبيرا “، ربما كان الوحيد، لإدارته، وفقا لتلك المصادر.أضافت المصادر ان الرئيس بوش اراد أيضا توديع القوات الأميركية في العراق، وإجراء جولة أخيرة من اللقاءات مع المسؤولين العراقيين. وقد عاد طالباني إلى بغداد قبل ساعات من وصول بوش ليكون في استقباله.وتجدر الاشارة الى ان الاتقاقية الامنية تنظم الوجود العسكري الأميركي في العراق، وتحدد مهلا للانسحاب من الأراضي العراقية، بدءا بخروج الأميركيين من المدن.المصادر ذاتها اوضحت أن الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لبغداد أمس إندرجت في أطار التحضيرات لوصول بوش.وكان قد استقبل الرئيس العراقي جلال طالباني بعد ظهر الاحد في مقره الرسمي في الجادرية، وسط جنوب بغداد، الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يقوم بزيارة وداعية مفاجئة.وفرضت السلطات الاميركية تعتيما على الزيارة التي اعلن عنها البيت الابيض في واشنطن بعد وصول بوش إلى بغداد.ورحب طالباني متكئا على عصاه ببوش على المدخل الخارجي للمقر واصطحبه الى المنصة للاستماع الى النشيدين الوطنيين قبل ان يدخلا المقر، وهو قصر سابق للرئيس الرحل صدام حسين.وسيلتقي بوش ايضا كبار المسؤولين العراقيين وخصوصا رئيس الوزراء نوري المالكي وكبار القادة مثل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.واعلن البيت الابيض ان بوش سيشيد بالقادة العراقيين والجنود الاميركيين والاتفاقية الامنية بين البلدين.والزيارة هي الرابعة للرئيس الاميركي منذ اجتياح العراق ربيع العام 2003.وسبق لبوش الذي سيترك منصبه في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل ان زار العراق في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 بمناسبة عيد الشكر وفي حزيران/يونيو 2006 وايلول/سبتمبر 2007.وتاتي زيارة الرئيس الاميركي عقب توقيع الاتفاقية الامنية التي تنص على انسحاب القوات الاميركية بحلول نهاية عام 2011.وكان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما اعلن الاول من الشهر الحالي انه سيوكل الى روبرت غيتس وزير الدفاع ايضا في الادارة المقبلة “مهمة جديدة” لانهاء الحرب في العراق وتسليم السيطرة على البلاد الى العراقيين.واضاف اوباما “ساوكل الى وزير الدفاع وجيشنا مهمة جديدة فور تسلمي السلطة، بانهاء الحرب في العراق بشكل مسؤول من خلال عملية نقل ناجحة للسيطرة الى العراقيين”.وينوي اوباما انهاء الوجود الاميركي في العراق حيث بدأ النزاع في اذار/مارس 2003 واسفر عن اكثر من اربعة الاف قتيل في صفوف الجنود الاميركيين.وفيما شهد الوضع تحسنا ملحوظا في العراق منذ سنة، يريد اوباما الذي عارض الاجتياح، سحب القسم الاكبر من القوات الاميركية في غضون 16 شهرا حتى صيف 2010، على أن تبقى قوات تكلف مكافحة الارهابيين.والفترة التي حددها اوباما اقصر من الفترة المحددة في الاتفاقية الامنية.يُشار إلى أن روبرت غيتس، كان قد طلب من جنوده في العراق مواصلة التركيز على مهامهم في ذلك البلد، بصرف النظر عما يسمونه من تزايد الاهتمام بالوضع في أفغانستان، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ”الإرهابيين” سيحاولون دائماً إجهاض المكاسب التي جرى تحقيقها خلال الأشهر الماضية على المستوى الأمني. ومن المتوقع ان يعقد بوش مؤتمرا صحفيا بعد قليل مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للحديث عن الاتفاقية الأمنية وسبل تفعيلها خاصة بعد التصريحات الاخيرة التي صدرت عن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ري اوديرنو.