دعا إلى إقامة علاقات دبلوماسية أخوية مع سوريا و إلى الحوار بين اللبنانيين
الرئيس ميشيل سليمان يؤدي اليمين الدستورية بحضور الأمير القطري والوفود العربية والاجنبية
بيروت/سبأ/14اكتوبر/رويترز:دعا الرئيس اللبناني المنتخب العماد ميشيل سليمان في بيروت أمس الأحد اللبنانيين من سياسيين ومواطنين «إلى بدء مرحلة جديدة عنوانها لبنان». وقال سليمان في خطاب القسم الذي ألقاه بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب اللبناني “علينا أن نلتزم في هذه المرحلة الجديدة مشروعا وطنيا لنصل إلى ما يخدم مصلحة الوطن كأولوية على المصالح الفئوية”.. معتبرا أن الاستقرار السياسي يفرض تفعيل وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه “يجب تحقيق التوازن المطلوب لنمكن المؤسسات بما فيها رئاسة الجمهورية من القيام بالدور المنوط بها”. واعتبر سليمان أن لبنان قد اختار السير في ما اتفق عليه في الطائف وهو مدعو لحوار على هذا الخيار والعمل على ترسيخه لأنه ينبع من الإرادة الوطنية الجامعة. ولفت الرئيس سليمان إلى أن “الشعب أولانا ثقته لتحقيق طموحاته وليس لإرباكه بخلافاتنا ولعل اخطر ما برز هو الخطاب السياسي المرتكز على التخوين مما يدفع اللبنانيين للتباعد”.. داعيا إلى العمل على تحسين الوطن عبر التلاقي ضمن ثقافة الحوار وليس بجعل لبنان ساحة للصراعات. وقال سليمان “إن السمة الديمقراطية الأساسية هي تداول السلطة عبر انتخابات حرة وإذا كان من الأهمية اعتماد قانون يؤمن صحة التمثيل ويرسخ العلاقة بين الناخب وممثله فألاهم قبولنا بنتائج هذه الانتخابات واحترامنا للإرادة الشعبية”.. مشيرا إلى أهمية استقلال القضاء وتعزيز هيئات الرقابة لمحاسبة الفاسد وعزله.. مؤكدا ان الخروج من حالة الركود الاقتصادي بحاجة لاستقرار امني وسياسي. وقال العماد سليمان “إن نشوء المقاومة كان حاجة في ظل تفكك الدولة وبقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال يحتم علينا بإستراتيجية دفاعية لهذا الوطن فلا تستهلك انجازات المقاومة في الصراعات الداخلية لنحفظ بذلك موقعها الداخلي”. وشدد الرئيس اللبناني الجديد على حرص لبنان الدائم على تقوية الأواصر التي تربطه بأشقائه العرب قائلا “من هنا ننظر بشدة إلى إخوة في العلاقات بين لبنان وسوريا ضمن الاحترام المتبادل لسيادة وحرية كل بلد وعلاقات دبلوماسية تعود بالخير لكل منهما”. ورأى سليمان أن الدولة لا يمكن أن تتغاضى عن العبث بالأمن والسلم وإنها لن تسمح أن تستعمل القضية الفلسطينية وقودا للإرهاب وان يتخذ ذريعة للتسلح لتصبح هذه المسألة سببا للإخلال بالأمن وان البندقية فقط تكون باتجاه العدو ولن يكون لها وجهة أخرى. واعتبر أن رفض التوطين لا يعني رفضا لاستضافة الأخوة الفلسطينيين واهتماما بحقوقهم الإنسانية بل تأسيسا لحق العودة. كما دعا الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا داعيا إلى الحوار بين اللبنانيين ومؤكدا احترامه للقرارات الدولية.وقال سليمان في خطاب عقب أدائه القسم الدستوري “ننظر بشدة إلى أخوة في العلاقات بين لبنان وسوريا ضمن الاحترام المتبادل لسيادة وحدود كل بلد وعلاقات دبلوماسية تعود بالخير لكل منهما.”وأضاف “العبرة هي في حسن المتابعة وعلاقات مميزة وودية خالية من أي شوائب اعترتها سابقا بحيث نعمل على الاستفادة من تجارب الماضي وتداركها.”وكانت سوريا اضطرت إلى سحب قواتها من لبنان تحت ضغط دولي عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في فبراير شباط عام 2005. ووجه لبنانيون أصابع الاتهام إلى دمشق في مقتل الحريري وسلسلة الاغتيالات التي تلت ذلك لكن سوريا نفت أي دور لها في هذه الحوادث.وقال سليمان عقب انتخابه يوم الأحد بحضور عربي ودولي كثيف “إذ نؤكد مساهمتنا في قيام المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ما تلا من اغتيالات فذلك تبيان للحق وإحقاق للعدالة.”وأكد سليمان الالتزام “بمواثيق الأمم المتحدة واحترامنا لقراراتها.” وحث الرئيس الجديد اللبنانيين على الحوار لحل خلافاتهم قائلا إن “أخطر ما برز في السنوات الأخيرة خطاب سياسي يرتكز على لغة التخوين والاتهامات المتبادلة مما يمهد لحالة التباعد والفرقة خصوصا بين الشباب لذا وجب الادارك والعمل على تحصين الوطن والعيش الواحد عبر التلاقي ضمن ثقافة الحوار وليس بجعله ساحة للصراعات.”ويأتي انتخاب سليمان في إطار اتفاق توصل إليه الزعماء اللبنانيون برعاية قطر الأسبوع الماضي لنزع فتيل الأزمة التي هددت بنشوب حرب أهلية جديدة بعد أن تحولت إلى قتال في الشوارع هذا الشهر ودفعت مقاتلي حزب الله الذي تدعمه إيران إلى السيطرة لفترة قصيرة على أجزاء من بيروت وإلحاق الهزيمة بالموالين للحكومة.وتزامن انتخاب سليمان رئيسا بعد ستة أشهر من الفراغ في منصب الرئاسة مع ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 تحت وقع ضربات مقاومة قادها حزب الله.وقال سليمان “إن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال ومواصلة العدو الإسرائيلي لتهديداته وخروقاته للسيادة يحتم علينا إستراتيجية تحمي الوطن متلازما مع حوار هادئ للاستفادة من طاقات المقاومة خدمة لهذه الإستراتيجية فلا تستهلك انجازاتها في صراعات داخلية ونحفظ بالتالي قيمها وموقعها الوطني.”هذا وقد انتقل بعد ذلك الرئيس المنتخب مع بري لتقبل التهاني من الشخصيات السياسية العربية والدولية والنواب اللبنانيين وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد وجه في بداية الجلسة كلمة شكر فيها الدول التي ساهمت في سلوك لبنان طريق الحوار الوطني وشاركت في حضور جلسة الانتخاب اليوم. وقال بري “ وحدتنا وجيشنا هما أساس منعتنا في لبنان”.. لافتا إلى أن الحوارات الوطنية السابقة قد أنجزت 60 بالمائة من القضايا الخلافية وبقي موضوع الإستراتيجية الدفاعية للبنان. وطالب بري من سليمان إدارة الحوار الوطني بين الفرقاء اللبنانيين ولاسيما في موضوع تحديد إستراتيجية وطنية للدفاع عن لبنان.