استنادا إلى وثائق الأرشيف الصهيوني
فلسطين المحتلة/ متابعات: كشف باحث إسرائيلي بارز في كتاب جديد أن اسرائيل قامت عام 1948 بعملية تطهير عرقي وفقا لخطة مفصلة وأنها تواصل ذلك ضد الفلسطينيين حتى اليوم بطرق أخرى.وكان الدكتور إيلان بابه، وهو محاضر في جامعة حيفا وناشط سلام، قد أصدر كتابا باللغة الانجليزية في لندن بعنوان "التطهير العرقي في فلسطين" ثبّت فيه تورط إسرائيل بجريمة ضد البشرية عام 1948 استنادا إلى وثائق ومراسلات داخلية من أرشيفات الصهيونية تفتح للمرة الأولى. وقارب بابه بين التطهير العرقي للفلسطينيين والعملية نفسها في يوغسلافيا في التسعينيات، مشددا على أن الطريق الوحيدة والممكنة لإنهاء النزاع تكمن في عودة اللاجئين وإقامة دولة ثنائية القومية ذات بنية ديمقراطية حقيقية على أراضي فلسطين التاريخية. وحسب البحث الجديد، وضعت الصهيونية خطة مكتوبة للتطهير العرقي في فلسطين قبل النكبة بسنوات تم تطويرها تدريجيا إلى أن تبلورت نهائيا فيما يعرف بالخطة "د".ويورد الكتاب رسالة كتبها ديفد بن غوريون لابنه عام 1937 أكد فيها رؤيته بضرورة طرد العرب من فلسطين عنوة عندما تحين اللحظة المناسبة كالحرب مثلا.أما الخطة "د" التي بلورت نهائيا على يد ديفد بن غوريون و11 قائدا صهيونيا عام 48 فشملت توزيع البلاد إلى مناطق جغرافية أوكلت لقادة "الهجاناة" عملية التطهير فيها.وأكد الباحث أن فكرة التطهير العرقي ولدت مع نشوء الصهيونية التي حولتها إلى خطة عندما بات اليهود يشكلون ثلث سكان البلاد، مشيرا إلى أن الصهيونية استخدمت حرب 1948 وسيلة لتطبيق خطة التطهير العرقي بخلاف أبحاث المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين اعتبروا أن التطهير جاء نتيجة للحرب.وتقوم الخطة على تطويق المدن والقرى العربية من ثلاث جهات وترك الجهة الرابعة مفتوحة لتمكين السكان من النزوح وإطلاق النار على المدنيين وهدم المنازل بالمتفجرات وسرقة الممتلكات بشكل منهجي.كما تضمنت الخطة اقتراف مذابح ضد المدنيين في الأرياف الفلسطينية لإرهاب السكان ودفعهم للنزوح، لافتا إلى أن الصهيونية نفذت مجزرة في بعض القرى قبيل احتلال المدن الكبرى، كما حصل في طبريا (مذبحة ناصر الدين) وحيفا (مذبحة الطيرة) والقدس(دير ياسين). ولفت د.بابه إلى أن الصهيونية خططت لتطبيق برنامجها في غضون ستة أشهر، لكنها تمكنت من ذلك في كثير من الأحيان في أقل من ذلك بكثير، منوها إلى أنها دمرت 530 قرية وأفرغت11 مدينة من سكانها.وأضاف أن الخطة كانت تقوم بالأساس على معلومات استخباراتية هائلة عن الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي تتعلق بعدد السكان وأعمارهم وأسمائهم وعدد البنادق والأشجار والمواشي والدجاجات بل الثمرات على كل شجرة في القرى الفلسطينية، وذلك ضمن آلاف "ملفات القرى" التي كانت جزءا من التحضير للتطهير. وأوضح الباحث بابه أن الصهيونية طردت 750 ألف فلسطيني من أراضي 48 فيما بقي 10 من سكانها بعد أن نجوا من التهجير لعدة أسباب، منها قرار القادة الميدانيين بمخالفة الأوامر وتوسط بعض وجهاء القرى المقربين من الصهيونية كما حصل في قرى مرج بن عامر إضافة لبعض البلدات المسيحية. وأشار بابه إلى أن دوافع كتابة بحثه هذا ترتبط بإثراء المعرفة وبكتابة دراسة تاريخية مهنية إضافة للموقف الأخلاقي وأضاف "لا أستطيع أن أكتب بشكل بارد حول تطهير عرقي سيما أن ذلك يتواصل حتى اليوم من خلال تضييق الخناق على فلسطينيي القدس والحصار الاقتصادي على سكان الضفة وغزة". ونوه الكاتب إلى دور الانتداب في التسليح وتدمير القيادات العربية في الثورة الكبرى عام 1936 وبإقناع الصهيونية بأن الدولة لا تقام بتسمين المستعمرات وحسب إنما بقوة السلاح.