مقديشو/14 أكتوبر/ عبدي محمد: قال سكان ومسؤولون أمس الأحد إن قتالا اندلع بين المتمردين والقوات الصومالية أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في مقديشو وإن المتمردين سيطروا على بلدة جوهر. وفي الاشتباكات التي دارت الليلة قبل الماضية بالعاصمة الصومالية التي يغيب عنها القانون هاجم المتمردون قاعدة (فيلا بيدوة) العسكرية في جنوب المدينة مما أدى إلى نشوب معركة بالأسلحة الآلية وقذائف المورتر. وقال ضابط بالجيش طلب عدم الكشف عن اسمه إن ستة جنود قتلوا في المعركة. وقال فرحان ظاهر أحد سكان المنطقة إن امرأتين ورجلين يعيشون في منطقة قريبة قتلوا أيضا في انفجار قذيفة مورتر.، وأضاف «أصيب ثلاثة أشخاص آخرين لكن لم نتمكن من نقلهم إلى المستشفى حتى الصباح بسبب شدة القتال.» واتخذ العنف منحى جديدا في نهاية عام 2006 عندما أشعلت إطاحة الحكومة الصومالية المدعومة من إثيوبيا بالمسلحين في مقديشو تمردا استخدمت خلاله أساليب المسلحين في العراق وقتل فيه الآلاف واضطر نحو مليون شخص للنزوح. وفي أسلوب مفضل خلال الشهور الأخيرة احتل المقاتلون الليلة قبل الماضية بلدة جوهر في وسط البلاد والتي تقع على بعد 90 كيلومترا فقط إلى الشمال من مقديشو. وقال عبد الرحمن عيسى أدو المتحدث باسم حركة المحاكم الإسلامية وهي إحدى الجماعات الإسلامية بالصومال إن شيوخ القبائل المحليين طلبوا المساعدة بعدما غادرت قوات الأمن الصومالية وباتت البلدة عرضة للسلب والنهب من جانب الميليشيات العشائرية المحلية.، وأضاف «لذلك وصلنا وقمنا بتأمين البلدة. لا نخطط للبقاء في جوهر.» وهذه ثالث مرة يسيطر فيها الإسلاميون على جوهر خلال الشهرين الماضيين في إطار أسلوب يقوم على السيطرة لفترة قصيرة على بلدات يستعرضون من خلاله قوتهم ويذكرون المحليين بوجودهم ويزيدون فيه الأعباء على كاهل القوات الإثيوبية والصومالية.، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين حكوميين. وقتل أكثر من 110 صوماليين في الأسبوع الماضي في معارك بمقديشو وعمليات سيطرة لفترات قصيرة على بلدات أخرى. وتقول جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان إن نحو 6500 شخص قتلوا في التمرد العام الماضي. على صعيد أخر قال مسئول صومالي إن قراصنة صوماليين أفرجوا عن مركب صيد إسباني وأفراد طاقمه المكون من 26 فردا مقابل فدية قدرها 1.2 مليون دولار. وقالت ماريا تيريزا فرنانديز دي لا فيجا نائبة رئيس الوزراء الاسباني أن مركب صيد التونة (بلايا دي باكيو) التي خطفت يوم الأحد قبل الماضي على مسافة 200 ميل من سواحل الصومال في طريقها الآن إلى سيشل في ظل حراسة بحرية. وهذه هي المرة الثالثة التي يفرج فيها هذا الشهر عن سفينة يخطفها قراصنة صوماليون في أكثر مناطق الإبحار خطورة في العالم. وكانت القوات الصومالية أنقذت سفينة ترفع علم دبي يوم الثلاثاء كما شنت قوات كوماندوس فرنسية هجوما في وقت سابق من هذا الشهر على قراصنة كانوا قد خطفوا يختا فاخرا. وأطلق أيضا من يشتبه في أنهم من القراصنة الصوماليين النار على ناقلة كيماويات ترفع العلم الياباني قبالة سواحل اليمن يوم الاثنين. ويتألف طاقم المركب «بلايا دي باكيو» من 13 من الأسبان و13 من الأفارقة. وقال عبد السلام خليف أحمد رئيس سلطة ميناء هارادير المحلي في وسط الصومال «أفرج عن القارب أمس حوالي الساعة الرابعة مساء (1300 بتوقيت جرينتش). وأبلغتنا مخابراتنا بأن القراصنة حصلوا على 1.2 مليون دولار وصلتهم بقارب صغير.»، وأضاف «علمنا أيضا أن القراصنة وصلوا إلى قرية الهد حيث استأجروا سيارات وانطلقوا بالمبلغ.» وتقع الهد بالقرب من هارادير القريبة بدورها من المنطقة التي خطف فيها مركب صيد التونة. وقالت فرنانديز دي لا فيجا في مؤتمر صحفي في مدريد ان اسبانيا كانت قد أرسلت الفرقاطة البحرية «منديز نونيز» إلى المنطقة وإنها ترافق حاليا مركب الصيد إلى مكان آمن.، ولم تذكر ما إذا كان قد تم دفع فدية لكنها قالت أن «الحكومة وأصحاب (المركب) تعاونوا للتوصل إلى حل لهذا الموقف المعقد.» وتشير التقديرات إلى أن المركب سيصل إلى فيكتوريا عاصمة سيشل يوم غد الثلاثاء. وتفتقر الصومال لحكومة مركزية منذ عام 1991 عندما أطيح بالرئيس محمد سياد بري وسقطت البلاد في حالة من الفوضى.