بغداد/14 أكتوبر/دين ييتس: واجه الجيش الأمريكي غضبا عراقيا أمس الأحد بسبب غارة بالقرب من مدينة كربلاء الشيعية قتل فيها أحد أقارب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال قياديون عراقيون في كربلاء إن الغارة التي وقعت قبل فجر يوم الجمعة وافقت عليها السلطات المحلية حيث أن أمن المنطقة سلم للقوات العراقية في العام الماضي. ولم يرد الجيش الأمريكي على الأسئلة بشأن الحادث.ويأتي الحادث في وقت حساس بالنسبة لواشنطن التي تتفاوض على اتفاق امني جديد مع بغداد لتوفير أساس قانوني للقوات الأمريكية كي تبقى في العراق بعد انتهاء تفويض للأمم المتحدة في 31 ديسمبر. ومن القضايا الرئيسية العالقة في المفاوضات إمكانية السماح للجيش الأمريكي بالقيام بعمليات واعتقال مشتبه بهم بدون موافقة عراقية. ووصف عقيل الخزعلي محافظ كربلاء في مؤتمر صحفي أمس الأول الغارة بأنها عمل همجي وانتهاك لسيادة العراق. وقال أن القوات العراقية في الحكومة المحلية لم تكن على علم بها. وقال اللواء رعد شاكر قائد شرطة كربلاء أن الغارة وقعت قبل فجر الجمعة عندما هبطت طائرات هليكوبتر أمريكية في منطقة الهندية إلى الشرق مباشرة من مدينة كربلاء. وأوضح أن شخصا قتل واعتقل آخر. وقال مسئول رفيع طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن القتيل تربطه صلة قرابة بعيدة بالمالكي. وينتمي رئيس الوزراء إلى منطقة الهندية التي تبعد 80 كيلومترا جنوب غربي بغداد. وقال مجلس محافظة كربلاء انه سيتوقف عن العمل مع القوات الأمريكية ردا على الحادث. وقال صادق الركابي المستشار السياسي للمالكي إن القتيل أحس بحركة خارج منزله فخرج ومعه سلاح لاستطلاع الأمر فقتلته القوات الأمريكية. وأضاف الركابي متحدثا أن هناك بعض الظروف التي تحتاج إلى توضيح. وتابع أن الجيش الأمريكي اعتقل مشتبها به وقتل شخصا آخر لا علاقة له بالقضية. وسلم الجيش الأمريكي السيطرة الأمنية في كربلاء للسلطات العراقية في أكتوبر. وهي واحدة من تسع محافظات تتولى السلطات العراقية المسؤولية الأمنية عنها من أصل 18 محافظة. وتخضع المفاوضات بشأن الاتفاق الأمني الجديد بين المسئولين الأمريكيين والعراقيين لعملية تدقيق شديدة من جانب المراقبين. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 13 يونيو أن المحادثات بشأن اتفاق امني جديد وصلت إلى طريق مسدود. وأوضح أن ذلك يرجع جزئيا إلى اعتراض العراق على منح القوات الأمريكية حرية اعتقال العراقيين أو القيام بعمليات خارج السيطرة العراقية. ومنذ ذلك الحين يقول مسئولون أن واشنطن وافقت على إنشاء أجهزة مشتركة لفحص العمليات الأمنية الأمريكية المقررة. وبعد أسبوع من انتقاده للمفاوضات تحدث المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش في اتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وقال البيت الأبيض أن الاثنين اتفقا على أن المحادثات تسير بشكل جيد. وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني يوم الأربعاء إن الجانبين يحرزان تقدما نحو إتمام الاتفاق. ويماثل الاتفاق الأمني الخاص «بوضع القوات» اتفاقات أبرمتها الولايات المتحدة مع كثير من الدول الأخرى والتي تحدد القواعد التي تحكم نشاط الجيش الأمريكي. وبجانب ذلك الاتفاق يتفاوض البلدان على اتفاقية طويلة الأمد بشأن العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية. وفي أعمال عنف منفصلة قالت الشرطة العراقية إن مهاجما شن هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة مما أسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة وإصابة ثلاثة في هجوم على دورية في محافظة صلاح الدين في بلدة الضلوعية على بعد 70 كيلومترا شمالي بغداد.