غضون
* اليوم عطلة رسمية بمناسبة عيد العمال العالمي.. وفي الوقت الذي يسترخي فيه جميع الذين لا ينتجون في سائر الايام يكون معظم العمال في مواقع الانتاج يوم اجازتهم.. وسترون ان القطاع العام والقطاع الخاص يقيمان حفلات تكريم في يوم العمال يكون معظم المكرمين لا علاقة لهم بالعمل والانتاج، وهذا ليس تجنيا بل عهدناه في أعياد سابقة، مع ذلك يظل الاحتفال باليوم العالمي للعمال تمجيداً معنوياً لهم واعترافاً بانهم القوة الاساسية للتنمية في المجتمع وجديرة بالاحترام.في جو هذه المناسبة تبرز شجون كثيرة تتعلق بالعمال وقوى العمل التي لا تعمل.. بحقوق العمال التي تأتي في مقدمتها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. الحق في الحصول على أجر مجز في ظل ارتفاع الاسعار، والحق في التأمين على الحياة، خاصة وان كثيرا من العمال هم في الأساس يعملون بالأجر اليومي ولا يوجد الى الآن نظام محدد يحمي حقهم في التأمين مع ان ذلك أمر ممكن.*ومن بين قوى العمل هناك غالبية لا تعمل أو قل لا تحصل على حقها في العمل، وأعني بذلك العاطلين عن العمل، وما أكثرهم في مجتمعنا، وارتفاع حالة الفقر والتسول المنتشرتين تعبران بدقة عن حجم هذه الكثرة.. او عن حجم البطالة.. والبطالة ظاهرة او مشكلة خطيرة بل اخطر من القنابل العنقودية، وليس من المجازفة القول ان حالات الاضطراب في كثير من المناطق تستمد زادها أو طاقتها من البطالة، وشيوع ظاهرة التذمر لم تصل الى هذا الحد الا بعد استمرار نمو البطالة.. وليس بعيدا عن هذه حالات القتل والمشاكل الأسرية والأمية وتدني الالتحاق بالتعليم واستغلال الطفولة استغلالاً اقتصادياً مجحفا ومضرا بالمستقبل.مراراً وتكراراً.. نقول للحكومة جدي عملا للشباب جدي عملا للعاطلين.. لا يعني ذلك دعوة الى استعادة القطاع العام أو تملك مصانع لتشغيل مائة او ألف.. بل تهيئة السبل للتنمية والاستثمار، احد البيوت التجارية في اليمن تشغل في مصانعها وشركاتها المحلية نحو عشرين الف عامل وفي مصانعها في الخارج نحو هذا العدد كما يقال، وهي فرص عمل كان ينبغي ان تكون من نصيب اليمنيين لو توافرت فرص مواتية لعودة رأسمال ذلك البيت الى الداخل.جدوا للناس فرص عمل .. ليس المطلوب منكم ان تصنعوا مصانع لاستيعاب العمالة .. بل هيئوا فرصاً مناسبة لرؤوس الأموال المحلية والخارجية لكي تعمل.. وظفوا الموازنات الاستثمارية كما يجب، اوجدوا ضمانا للسياحة، فبتراجع السياحة بسبب الإرهاب فقدنا أكثر من مائة وظيفة كانت موجودة .. أكثر من مائة شخص فقدوا اعمالهم بسبب ضرب السياحة من قبل الإرهابيين الذين لم يتم التعامل معهم كما يجب.عشرات المستثمرين يأتون ويهربون فزعين بسبب الفاسدين .. عشرات الاشخاص يفقدون أعمالهم يومياً بسبب افلاس وبسبب الصراعات القبلية والدور المبالغ فيه للقبيلة تعطلت مشاريع واستحال تنفيذ مشاريع كانت ستوجد آلاف فرص العمل لكن يتم التضحية بذلك من أجل عيون قلة من أفراد القبائل.