هاشم عبدالعزيز بارتياح ربما كان قليلاً ان يقال بأنه واسع .. كان وقع الاعلان عن اطلاق سراح السياح الايطاليين في عملية هي بحق كانت نوعية مجريات ونتائج . < العملية التي شهدتها قرية ( الملتقى ) بمديرية صرواح محافظة مأرب مرت وفي فترة زمنية قياسية بمراحل توجت باحكام الحصار على الخاطفين ووضعتهم امام الامر الواقع للاستسلام الذي جاء دون اتاحة فرصة للإفلات .. او تعريض حياة المخطوفين للمخاطر .< في النظرة العامة الى هذه العملية يأتي نجاحها ثمرة لدور قوات الامن وبخاصة وحدة مكافحة الارهاب ومساندة القوات المسلحة وفي المقدمة القوات الجوية والى هذا كان الدور الفعال لتعاون المواطنين في المنطقة . < غير ان من المناسب الاشارة هنا الى ان هذه العملية ربما كانت الاولى التي جاءت في حشد وطني كامل وعلى المستوى الرسمي والشعبي .. ذلكم انه منذ عديد ايام واليمن تشهد مواجهة لظاهرة الاختطاف للسياح والاجانب وهذه تجري اعلامياً وجماهيرياً وهي مرشحة بحسب دعوة فخامة الاخ الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لتكون في مواجهة ثقافية تأخذ في الاعتبار رفع وعي المجتمع ازاء جرائم الاختطاف لابطبيعتها الدنيئة والدخيلة على قيم شعبنا والمثل والمبادئ الانسانية وحسب ، بل وفي اضرارها الفادحة على الاقتصاد الوطني وبالذات قطاع السياحة الواعد وعلى سمعة ومكانة اليمن التي يجد مستهدفوها بهذه الاعمال الاجرامية مبتغاهم للتشويه ورسم صور امام الرأى العام الدولي والانساني وتجاه الاوساط المتطلعة الى اليمن الواعد هي تركز على العارض والاستثناء وتهولها ولاتعجز عن اعادتها الى كثير امور تتمناها ان تكون وفي الغالب هي تتجاهل وتزيف الحقائق . < والواقع ان الاجواء الوطنية المناهضة لجرائم اختطاف السياح والاجانب التي احاطت عملية اطلاق سراح السياح الايطاليين تقدم بتأثيرها الحاسم على الخاطفين الذين وجدوا انفسهم منبوذين من المجتمع قبل احكام الحصار عليهم وارغامهم على الاستسلام للعدالة لينالوا جزاء عبثهم وجريمتهم في حق امن وامان واستقرار الوطن والمواطن .. نقول ان هذه الاجواء تقدم عديد دروس جديرة بالاستفادة القصوى وليس مجرد التأمل .< في البدء تبقى قضية تضافر الجهود الرهان الاساس لمواجهة التحديات الماثلة والقادمة .. ومع ان هذا لايعني قولبة كل شيء في دائرة ( تضافر ) .. لكن هذا الجميع بالتعدد والتنوع يلتقى على قاعدة ماهو مصيري ابحاراً ووجوداً في قارب واحد . < الى هذا اظهرت الاجواء الوطنية المناهضة لجرائم الاختطاف قضية الاستشعار بالمسؤولية الملقاة على عاتق الدولة بمؤسساتها واجهزتها والمجتمع بفئاته وجماعاته وافراده ومايعبر عنه من تيارات فكرية وسياسية .. والمسؤولية كما اعتقد هي بحاجة الى اعادة اعتبار بعد ان صار الهم طاغياً واللهث متسارعاً تجاه المصالح الخاصة والأنانية الضيقة وعلى حساب اي شيء وتحت مظلة ان الحاجة ام المصائب .< في اي حال .. ربما كان من المناسب امام الاطراف السياسية في البلاد واحدة من فرص الالتقاء التي من شأنها فتح آفاق واعدة اذا ما استلهمت من دروس وعبر الالتفاف الشعبي غير العادي تجاه مخاطر جرائم الاختطاف للسياح والاجانب .. فالمسألة هنا غير عاطفية .. ولكنها استشعار للمسؤولية وبنوازع من المثل والقيم الرفيعة والنبيلة .
مابين الاختطاف .. والالتفاف !
أخبار متعلقة