القاهرة/14اكتوبر/ هشام نصر: علي هامش فاعليات مؤتمر “عبدالناصر وعصره” الذي أقامه المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بمناسبة مرور تسعون عاماً علي ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، عقدت ندوة بعنوان “الثقافة والتعليم في عهد عبدالناصر”.وأكد د· عبدالله عزباوي أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب بجامعة الفيوم أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان من الزعماء السياسيين القلائل الذين اهتموا بتثقيف أنفسهم منذ نشأتهم الأولى ممادفعه للاهتمام بالثقافة بعد وصوله إلى السلطة من حيث الاستمرار في القراءة والإطلاع ونشر الثقافة في المجتمع.وأشار د· غرباوي إلي أن الرئيس عبدالناصر يحث زملائه ووزرائه علي القراءة في مختلف صنوف الثقافة، فقد أهتم رحمة الله بالمسرح والسينما والشعر والآدب.وتحدث د· عبدالمنعم الجميعي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة عن المرأة في حياة عبدالناصر وسياساته قائلاً: تفتحت حياة عبدالناصر الشخصية على موضوع مثير للانتباه كان تأثيره واضحاً في تصرفاته فقد توفيت والدته السيدة “فهيمة جاد” أثناء غيابه عنها لتواجده في القاهرة للدراسة ولم يبلغه أحد بذلك ولما عاد إلي الخطاطبة مقر اقامته على أمل لقائها وجد سيدة أخرى قد حلت محلها ولما سألها عن سبب تواجدها قالت له أنها زوجة أبيه مما جعله يشعر بالصدمة.وأضاف: وربما استغل المحللون النفسيون الكارهون له هذا الموقف ضده، حيث أرجعوا إلي هذا الأمر عناده وطموحه الزائد وسوء علاقته بوالده ورغبته في إهانة الرجال وتعذبيهم إلي تلك الواقعة حيث كان يري أن المرأة نصف المجتمع وعليها مسئولية كبري في مشاركة الرجل في بناء الوطن ومن هنا سمح لها بمباشرة الحقوق السياسية بعد أن أقر دستور 6591 المساواة بين الرجل والمرأة وأعطي للمرأة لأول مرة حق المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً.وشدد علي أنه نتيجة لذلك شاركت المرأة في انتخابات 7591 وكان بذلك انتصار لمسيرة المرأة المصرية ولم يقتصر الأمر علي ذلك بل قرر عبدالناصر أن تدخل المرأة لأول مرة الوزارة فأمر بتعيين الدكتورة حكمت أبوزيد كوزيرة للشئون الاجتماعية عام 2691 في وزارة علي صبري الأولى ، كما تولت نفس المنصب في وزارة علي صبري الثاني التي شكلت في عام 4691 واستمر عبدالناصر في مساندة المرأة حتى وفاته عام 0791.[c1]التوحد القوي[/c] فيما أكد د. زكي البحيري أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة أن الاتجاهات القومية التي نادت بها المقررات المدرسية أبان فترة حكم عبدالناصر في مجملها تعني الدعوة للانتماء للوطن وللجنس العربيين وبيان هذا الانتماء والوعي به كشرط أساسي للاتجاه نحو التوحد القومي والانتقال من مرحلة القول إلي مرحلة الفعل، أو بمعني آخر من مرحلة النظرية إلى مرحلة التطبيق والمناداة بوحدة الأقطار والشعوب العربية.
جمال عبدالناصر وهو يصلي
وأشار د· البحيري إلي أنه إذا كانت المناهج المدرسية عبارة عن مرأة تعكس واقع الحياة وأنماط العمل والانتاج ومستوى الثقافة والمعتقدات والمشاعر لأي مجتمع لأن هذه المناهج تعمل على خلق المناخ القومي وقد نادت تلك المناهج بالتخلص من الاقليمية والمحلية، ودعت للوحدة بين الأقطار العربية وركزت علي القضية الفلسطينية واعتبرتها القضية المحورية للصراع العربي الإسرائيلي ومن خلال تحليل المقررات والمناهج الدراسية في مصر في عهد الناصر وجد أنه حدث قدر كبير من التجاوب لمواجهة مشاكل الشعوب العربية، وبترسيخ هذه الاتجاهات ذابت في كثير من الأحيان الأمال والطموحات الفردية والمشاعر الإقليمية في وسط الأمال العربية المشتركة المنادية بالوحدة الحقيقية التي تبدأ بالسوق العربية المشتركة وإقامة الطرق والمواصلات التي تربط بين البلدان مما يمهد لقيام دولة عربية موحدة على نسق الاتحاد الأوروبي القائم الآن.[c1]مناقشة جادة[/c]وقال د· قلا ديمبر ساخرونوف الأستاذ بجامعة موسكو كانت الأوضاع الفكرية في عقدي الخمسينيات والستينيات متأثرة بإصلاحات قام بها عبدالناصر كما قام بإحداث طفرة ملموسة في مجال الاهتمام بدور الآدب وقد انفجرت المناقشة بين جيل العماد وجيل الشبان حول قضية الالتزام والآدب الملتزم في عام 4591 ورفض عميد الآدباء المصريين طه حسين أصل الالتزام رفضاً شديداً من ناحية فأكد عليه محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس من ناحية أخري ونشر الكتاب في “الثقافة المصرية” عام 5591 وألف المقدمة لهذا الكتاب حسين مروة الناقد اللبناني الذي اهتدي إلى الفكر الماركسي.وأضاف: وفي الوقت نفسه بدأت المجادلة بين طه حسين ورائف الخوري الصحفي اللبناني حول مذهبي الأدب للأدب والأدب للجماهير، وصار مذهب الأدب الملتزم تياراً سائداً في مصر في أواسط الخمسينيات كما غير كثير من الكتاب والشعراء الشبان أسلوبهم الإبداعي من الرومانتيكية إلي الواقعية والواقعية الاشتراكية، أما الشعر المعاصر أو ما نعرفه بتيار “الشعر العربي الحديث” فرفض الأسلوب الرومانيكي وغير نظام الشعر التقليدي وحقق الانقلاب في طرق الإبداع والإقناع.