الأمم المتحدة تشير إلى لبس بشأن خرائط منطقة مزارع شبعا اللبنانية
بيروت / وكالات :حلقت طائرات اسرائيلية على مستوى منخفض فوق بيروت وضواحيها ومساحات شاسعة في جنوب لبنان أمس الثلاثاء.وتقول قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ولبنان ان الطلعات الجوية الاسرائيلية تنتهك قرار مجلس الامن رقم (1701) الذي أنهى القتال بين اٍسرائيل ولبنان في أغسطس.وذكرت مصادر أمنية ان ثماني طائرات دخلت المجال الجوي اللبناني من الجنوب وحلقت شمالا الى بيروت والضاحية الجنوبية معقل حزب الله.ودمرت غارات جوية اسرائيلية أثناء الحرب مناطق واسعة في الضاحية الجنوبية والعديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان. . في غضون ذلك قال مبعوث رفيع للامم المتحدة ان رسامي الخرائط التابعين للامم المتحدة يسعون جاهدين لتحديد أين تبدأ وتنتهي منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها ومن الدولة التي لها سيادة على المنطقة.غير ان المبعوث تيري رود لارسن اكبر دبلوماسيي الامم المتحدة للعلاقات بين سوريا ولبنان قال للصحفيين انه لا يوجد "تعريف جغرافي صالح ومقبول لهذه المنطقة."واضاف قوله "ولهذا فان رسامي الخرائط التابعين للامم المتحدة يعملون الان على قدم وساق في تحليل هل من الممكن تعريف الحدود الجغرافية والمتصلة بالارض لما تضمه فعلا هذه المنطقة."وتقول الامم المتحدة ان مزارع شبعا أرض سورية احتلتها اسرائيل في الحرب العدوانية عام 1967م. وتقول سوريا ولبنان انها ارض لبنانية ويعرض القرويون اللبنانيون على الزائرين صكوك ملكيتهم للارض في المنطقة.وقال رود لارسن "اذا كان لنا نظريا ان نطلب من اسرائيل الانسحاب من هذه المنطقة فيتعين علينا ان نعرف ماهي هذه المنطقة." وتبلغ مساحة مزارع شبعا نحو 15 ميلا مربعا.وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قال في سبتمبر ان اسرائيل لن تكون مستعدة لمناقشة وضع مزارع شبعا قبل أن ينزع لبنان سلاح حزب الله.. وقال مكتب اولمرت انه أدلى بتلك التعليقات خلال محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال زيارة لاسرائيل.وقال رود لارسن انه ليس لديه تاريخ معين لاتمام مهمته لانه يتعين على الامم المتحدة ان تحلل وتترجم مئات الصفحات من الوثائق التي تلقتها من لبنان.ولدى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في مايو عام 2000م أعلن حزب الله وتبعته الحكومة اللبنانية أن مزارع شبعا هي أرض لبنانية وطالبا بالانسحاب الاسرائيلي منها.إلى ذلك قال المبعوث الاممي ان لبنان أبلغ بانتظام عن تهريب اسلحة الى اراضيه لكن السلطات اللبنانية تتصرف في هذا الشأن على نحو لين بسبب موقفها السياسي الهش.وقال المبعوث تيري رود لارسن ان مسؤولين حكوميين ابلغوا الامم المتحدة بحدوث تهريب للاسلحة اخر مرة "منذ بضعة اسابيع" لكنهم لم يقدموا معلومات عن كميات او انواع الاسلحة التي يجري تهريبها عبر الحدود.وقال السفير الامريكي جون بولتون نقلا عن رود لارسن ان المسؤولين لا يقدمون معلومات دقيقة عن التهريب خشية التعرض لاعمال انتقامية.. وقال بولتون للصحفيين "غياب التعاون الكامل من جانب حكومة سوريا مازال امرا مثيرا لقلق بالغ في هذا الشأن."وسئل رود لارسن عن تصريحات بولتون فقال انه ليس لديه معلومات معينة عن تهديدات بالانتقام.. واشار رود لارسن الى انه وقع 14 حادثا من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في فبراير عام 2005 .وقال رود لارسن "بوجه عام الوضع في لبنان مثير للقلق. والخطاب السياسي يظهر ان التوترات شديدة واني اعتقد انه يتعين علينا ان ننظر الى الوضع في لبنان بكل حذر.". واشاد رود لارسن بجهود لبنان لمنع تهريب الاسلحة بنشره جنودا على امتداد الحدود مع سوريا وفي جنوب لبنان حيث ينشط مقاتلو حزب الله.وقال "اعتقد ان حكومة لبنان تفعل كل ما في وسعها لمنع نقل الاسلحة عبر الحدود. هل يكفي هذا؟ المستقبل هو الذي سيبين هذا.". على صعيد اخر اعلن مصدر في الدفاع المدني ان شخصا قتل واصيب آخران بجروح أمس الثلاثاء في انفجار جسم غريب من مخلفات الهجوم الاسرائيلي في بعلبك شرق لبنان.فقد عثر حافظ خليل عباس (35 عاما) وهو سائق حافلة مدرسة على الجسم الغريب قرب سور مدرسة الربيعة في حي راس العين ببعلبك. وتبين ان الجسم الغريب من مخلفات الهجوم الاسرائيلي وانفجر وهو بين ايدي عباس مما ادى الى مقتله على الفور واصابة شخصين آخرين.واوقعت هذه الذخائر غير المنفجرة حوالى عشرين قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين منذ وقف الاعمال الحربية بين حزب الله واسرائيل في 14 اغسطس. وهذه الذخائر غير المنفجرة التي القتها اسرائيل على جنوب لبنان تشكل تهديدا دائما على السكان المدنيين.وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي القى على لبنان ما لا يقل عن 1,2 مليون جسم لم ينفجر.