غضون
- استشهد أمس ستة جنود وأربعة مدنيين بينهم هندية قرب باب سفارة الولايات المتحدة، وقتل ستة من الإرهابيين في “عملية استشهادية” حسب وصف جماعة “الجهاد الإسلامي في اليمن” ولاحظوا التسمية “الجهاد الإسلامي”.. في “اليمن”! فهم مجاهدون إسلاميون وساحة جهادهم هي اليمن الذي لا يعترفون بانه بلد إسلامي يسكنه مسلمون.- يسمون أنفسهم ما شاؤوا.. جهاد إسلامي.. قاعدة.. كتائب توحيد.. فهم من فئة واحدة وملة واحدة هي ملة التكفير وفئة الأشرار.. الوهابية التكفيرية التي تعمل تحت مسميات كثيرة.. قاعدة.. جهاد.. هيئة الفضيلة.. الإرهابيون يتوزعون على هذه المسميات ودارهم واحدة، وسوقهم هي الوهابية الطارئة والدخيلة على بلادنا التي لم تعرف الإرهاب لا في الجاهلية ولا في الإسلام إلا يوم وفدت إليها الوهابية ورجال سوقها الذين يستقطبون الإرهابيين بوصفهم البضاعة الوحيدة التي تنفق في ذلك السوق.- الإرهابيون قتلوا ستة جنود وأربعة مدنيين ويسمون ذلك “جهاداً إسلامياً” و”استشهاداً” وهم عندما يشعرون أن المسلمين غاضبون من هذا الإرهاب، لن يعدموا الحيلة ولن تعجزهم المبررات، فغداً سيطلع علينا أحد شيوخ الإرهاب ليقول إن ما حدث قد أصاب حقيقة الإسلام لأن أولئك الجنود هم حراس لسفارة دولة الكفر، وأن المدنيين الذين قتلوا يستحقون ذلك لأنهم كانوا يهمون بالدخول إلى سفارة دولة الكفر لتقديم معلومات للكفار تكشف ظهور المجاهدين.. وفي أحسن الأحوال سيقولون: لا بأس.. لقد قتلوا.. والله عز وجل سوف يخبرهم يوم القيامة لماذا قتلوا! - ولاحظوا أن الإدارة الأمريكية سارعت إلى تقديم التعازي لقيادة الشعب اليمني ولأسر الضحايا بينما الإرهابيون يفتخرون بقتل الجنود والمواطنين ويسمون ذلك جهاداً وأن الهجوم الإرهابي عملية استشهادية ومنفذوها شهداء!- أساليب الإرهابيين في اليمن لم تعد تلك التقليدية.. فأساليب الهجوم المزدوج الذي تقوم به مجموعتان في وقت واحد مع هامش زمني محدود بغية زيادة عدد الضحايا أو الوصول إلى الهدف، واستخدام السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والانتحار كلها أساليب جديدة لم تعرفها اليمن في العمليات الإرهابية التي كانت تنفذ في سنوات ماضية.. وهذا يعني أن الإرهابيين قد استفادوا من نظرائهم في باكستان وافغانستان والعراق والمغرب والجزائر وغيرها، إما عن طريق التعلم المباشر هناك أو عن طريق إرهابيين وافدين نقلوا خبراتهم إلى اليمن.. هذا يعني أن علينا توقع مزيد من الإرهاب، كما يعني في الوقت نفسه تقوية تحالف اليمن مع الدول المكافحة للإرهاب.
